بعد فضيحة الكأس.. حان وقت السؤال، هل زيدان مدرب أم مدير؟

بعد فضيحة الخروج من دور الـ32 من كأس الملك على يد ديبورتيفو ألكويانو(أحد أندية الدرجة الثالثة)، على جماهير ريال مدريد أن تركز صدمتها على السؤال الذي سيحدد مستقبل فريقها، هل زيدان مدرب أم مدير؟

بالطبع أنت الآن تظن أن كاتب هذه الكلمات يحاول التحذلق أو إصطناع بعض المصطلحات، من أجل توجيه النقد لمدرب ريال مدريد، وهو النقد الذي لا يكترث له كثير من محبي الفرنسي، بل ويعتبروه مجرد موجات عابرة تظهر مع كل إخفاق.

لكن يؤسفنا إخبارك أن تصنيف زيدان كـ مدرب أو كمدير، هو تصنيف يخضع له جميع المدربين، وإن تمهلت قليلاً، فإننا سنوضح لك الفارق.

فارق ليس ببسيط

ينقسم مدربو العالم بين المدرب والمدير، وهو ما يطلق على مسماهم الوظيفي بشكل رسمي وفقًا لمهامهم.

إن كان “مدرب” على رأس الجهاز الفني للفريق الأول “head coach”، فإنه مسئول عن تدريب لاعبي الفريق فقط لا غير.

أما إن كان “مدير” “manager” فيحصل على بعض الصلاحيات الإضافية، والتي تبدأ بسوق الانتقالات، وتصل إلى اختيارات تتعلق بهيكلة النادي واختيار كشافة النادي ومدربي قطاع الناشئين وما إلى ذلك.

كان مدرب أرسنال “ميكيل أرتيتا” آخر الأمثلة على ذلك، عندما تولى تدريب أرسنال كـ “head coach”، ثم تمت ترقيته إلى “manager” في مطلع موسم 2020/21.

مدير في كل الأحوال

ما سبق كان ضروريًا كي نوضح لك من البداية أن الأمر ليس مجرد تحذلق، وأن كرة القدم حاليًا تدور حول هذه المسميات والمصطلحات.

والأدهى، أن ذلك التصنيف يمكن تطبيقه بشكل آخر على وظيفة “المدرب” مهما كانت صلاحياته.

لأنه وإن كانت مهمته مقتصرة على تدريب وتطوير لاعبي الفريق الأول، فإنه يدربهم على المستوى التكتيكي والفني، ويديرهم على مستوى الأشخاص، محاولاً تجديد دوافعهم والتعامل مع طباعهم المختلفة.

وكلما كان المدرب قادرًا على صنع الخلطة المناسبة بين الإدارة الفنية، وإدارة الأشخاص، كلما زاد نجاحه. لكن يظل الجميع حائرًا بين تحديد النسب في تلك الخلطة.

خلطة زيدان

إن قارنت على سبيل المثال تشكيل ليفربول مع يورجن كلوب، وتشكيل ريال مدريد مع زيدان في حقبته الأولى، فستدرك ملامح تلك الخلطة.

لاعبون قادمون من هال سيتي، نيوكاسل، هوفنهايم، ساوثهامبتون، ستوك سيتي، يحتاجون لمزيد من العمل الفني والتكتيكي.

أما لاعبون بحجم رونالدو وبنزيما وبيل وكروس ومودريتش فيحتاجون بشكل أكبر للسيطرة على غرفة خلع الملابس، وإدارة على المستوى المعنوي والنفسي.

وهنا تبدأ مشكلة زيدان بالظهور، فالرجل الذي أبهر الجميع بثلاثة ألقاب لبطولة دوري أبطال أوروبا، كان يمتلك تشكيلة في غاية القوة، وقد تمكن هو بكل براعة من السيطرة عليها.

في موسم 2016/2017 -على سبيل المثال- والذي فاز فيه الميرينجي بلقبي الليجا ودوري الأبطال(المرة الوحيدة التي نافس فيها على بطولتين رئيسيتين ولم يكتفِ بدوري الأبطال)، كانت دكة البدلاء مكونة من: موراتا، جاريث بيل أو إيسكو، خاميس رودريجيز، فاسكيز، أسينسيو، كوفاسيتش.

لكن بوصولنا إلى الموسم الحالي، وبالنظر إلى اللاعبين الحاليين، فستجد أن ما تبقى من الجيل الذهبي قد تراجع مستواه، بجانب عدد من الأسماء الشابة الأخرى التي تحتاج لمزيد من العمل، لتكون المحصلة “إنخفاض في جودة اللاعبين”.

وهنا يضطر المدرب لتعديل نسب خلطته، لأن تعويض الجودة سيتطلب عمل فني وتكتيكي أكبر، وليس مجرد سيطرة على غرفة خلع الملابس، وإلى الآن لا يبدو زيدان عالقًا مع خلطته القديمة دون أي تغيير.

Leave A Reply