وزير مالية اليونان السابق: دون شطب جزء كبير من الدين العام لبنان يتجه إلى الكارثة

ذوالفقار قبيسي – اللواء

«دون إلغاء جزء كبير من الدين العام لبنان سائر الى كارثة» هذا هو رأي وزير المال اليوناني السابق Yanisc Varoufakis في مقابلة تلفزيونية عبّر فيها ان قرار تسليم مهمة الاقتصاد الى حكومات تكنوقرط لا يؤدّي الى حلول لأن الاقتصاد ليس علما مثل الفيزياء والهندسة، بدليل انه خاضع للايديولوجيا وللسياسة ولمصالح طبقات ضد طبقات. والمثال ان الطبقة الحاكمة قد ترفع الفائدة ويستفيد المتموّلون والمودعون والمقرضون، ويعاني المنتجون الذين سيضطرون في هذه الحال الى دفع أكلاف مرتفعة على منتجاتهم بفوائد عالية، ومثلهم شرائح ذوي الدخل المحدود والمحتاجون الى قروض، وبالتالي فان الاقتصاد موضوع سياسي في الدرجة الأولى ويخضع لتوجهات وخيارات سياسية وحزبية كما قال، مقترحا في حالة لبنان حوارا بين حكومة سياسية ومعارضة شعبية يؤدّي الى تغيير تدريجي في طبيعة النظام الاقتصادي بالتلازم بالدرجة نفسها مع تغيير تدريجي في النظام السياسي.

ووصف اعتبار البعض بأن الكارثة الاقتصادية في لبنان «مؤامرة» من مجموعات مالية – مصرفية – سياسية (أوليغارشية) هو نوع من الخيال، ووصف هذه الطبقة بأنها فاسدة معتدّة بنفسها ومتعالية على الآخرين وعبارة عن «وحش غبي» Stupid Beast.

ولو ان سلوكها من نوع المؤامرات التي تحاك في الغرف المظلمة، لأمكن تحديد مجموعتها فردا فردا وليس على طريقة التعميم.

وقال ان البديل عن تثبيت سعر الصرف ليس تحرير السعر بشكل مطلق يؤدّي الى ارتفاع جامح في سعر الدولار وإنما ينبغي إدارة وترشيد حرية الصرف للحد من الآثار التضخمية التي حصلت في بلدان عدة مثل موزمبيق وسواها.

وحول احتمالات تلقّي لبنان قروض أو دعم مالي قال انه أمام وضع الفساد والتسلّط السياسي والانهيار الاقتصادي في لبنان الآن لا يمكن لصندوق النقد الدولي تقديم أي قروض.

وفي إشارة الى مبادرة الرئيس ماكرون قال أنه لا يمكن لأي دولة أو أي رئيس دولة بما في ذلك الصين، إقناع دافعي الضرائب في بلد ما اقراض أو دعم منظومة متسلّطة فاسدة في بلد آخر، ولبنان ليس إستثناء في هذا المجال.

وأضاف أن النمو الذي عرفه الاقتصاد اللبناني قبل الأزمة الأخيرة لم يكن نتيجة اقتصاد حقيقي بقوة الانتاج أو التصدير وبالتالي فهو عبارة عن «وهم إنمائي» Delusion Of Growth على حد وصفه.

واستبعد إمكانية تغيير جذري في النظام السياسي اللبناني بسبب أن الامكانات الكبرى لدى الطبقة الحاكمة، ماليا وسياسيا وإعلاميا، تجعلها قادرة على إعادة إنتاج وجودها ودائما بالسياسة نفسها القائمة على قاعدة Divide And Rule «فرّق تسدّ»!!

يذكر ان Varoufakis شغل منصب وزير المالية اليونانية في حكومة Alexis Tsipras في العام ٢٠١٥ أستاذ جامعي والأمين العام السابق لحزب Mer a25 اليساري.

Leave A Reply