التوت الأبيض فاكهة محببة ومليئة بالفوائد للصحة، حيث تجمع بين فيتامين سي الذي يعزّز المناعة، ما يجعلها من الخيارات المثالية للوقاية من الأمراض. في السطور الآتية سنتعرف على فوائده الكثيرة، وكذلك سنتطرق إلى بعض الأضرار المحتملةظ.
القيم الغذائية في التوت الأبيض
التوت الأبيض ليس كنزًا مليئًا بالمعادن والفيتامينات فحسب، بل هو أيضًا زاخر بالألياف التي تحافظ على صحة جهازك الهضمي، وتمنع ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
ويُوفِّر الكوب الواحد من التوت الأبيض (140 جرامًا)، العناصر الغذائية الآتية:
العناصر الغذائية مقدارها
السعرات الحرارية 60 سُعرًا حراريًا
البروتين 2 غرام
الدهون 0.5 غرام
الكربوهيدرات 18 غرامًا
الألياف 2 غرام
فيتامين ج 51 مغم
الحديد 2.5 مغم
الكالسيوم 55 مغم
فيتامين أ 1.4 ميكروغرام
التوت الأبيض كمضاد للأكسدة
مضادات الأكسدة درع يحمي جسمك من الأمراض المزمنة والسرطان؛ إذ تساعد على منع الإجهاد التأكسدي والالتهابات المزمنة في الجسم، مما يُبقِي شرر الأمراض بعيدًا عنك.
يُؤكِّد ذلك مراجعة عام 2018 في دورية “Pharmaceutical Biology”؛ إذ أظهرت أوراق التوت الأبيض خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات لدى الأشخاص الذين يُعانُون ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
والتوت الأبيض من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات المُحارِبة للسرطان، وقد أكدت عديد الدراسات المعملية دور التوت الأبيض في تقليل انتشار الخلايا السرطانية، بل المساهمة في قتلها.
ومع ذلك فهُناك حاجة إلى دراساتٍ بشرية لتأكيد فاعلية التوت الأبيض في مواجهة السرطان، وكذلك تحديد الكمية المناسبة منه لتحقيق هذا الغرض.
كيف يساعد التوت الأبيض في تقوية المناعة؟
لا يُعزِّز التوت الأبيض قدرة الجسم على مكافحة السرطان فحسب، بل يُسهِم أيضًا في تعزيز مناعتك، فهو من الأطعمة الغنية بفيتامين سي، الذي يقوِّي المناعة من خلال:
زيادة نشاط الخلايا المناعية حال حدوث التهابات في الجسم.
تعزيز قدرة الخلايا المناعية على التهام الميكروبات الضارّة.
تخفيف الالتهابات وتقليل تلف الأنسجة.
كذلك يُعدّ فيتامين سي مضادًا للأكسدة، يحمي خلايا الجسم من الإجهاد التأكسدي، المرتبط بالأمراض المزمنة.
بل أظهرت تجربة سريرية عام 2003 في “مجلة الكلية الأمريكية للتغذية Journal of the American College of Nutrition” أنَّ زيادة تناول فيتامين سي، زاد مضادات الأكسدة في الدم بنسبة قد تصل حتى 30%، مما يعزّز دفاعات جسمك الطبيعية ضد الالتهابات.
علاقة التوت الأبيض بمستويات السكر في الدم
معاناة يجدها مريض السكر في عدم قدرته على تناول الحلوى، لكن قد يكون التوت الأبيض حلًا متوازنًا لتلك المعاناة، فهو حلو المذاق، ومع ذلك ينظِّم مستويات السكر في الدم ويحول دون ارتفاعه.
فمثلًا بيّنت دراسة صغيرة عام 2017 في دورية “Complementary Therapies in Medicine” أنَّ الحصول على 1,000 مجم من مُستخلص ورق التوت الأبيض يوميًا لمدة 3 أشهر، أدّى إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بدرجةٍ ملحوظة بعد الوجبات، وقد ضمّت الدراسة 24 شخصًا مُصابًا بمرض السكري من النوع الثاني.
وليست هذه الدراسة وحدها التي تؤيّد أهمية التوت الأبيض لمرضى السكري، بل أظهرت دراسة أخرى عام 2020 في دورية “Complementary Therapies in Medicine” أنَّ الحصول على مُركّب من مُستخلَص ورق التوت الأبيض، ساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم بعد 12 أسبوعًا.
من ناحيةٍ أخرى، فقد يساعد التوت الأبيض على زيادة إفراز الإنسولين من البنكرياس، وهو الهرمون الذي يخفض مستويات السكر في الدم ويمنع ارتفاع مستوياته.
ففي دراسة عام 2020 في دورية “BMC Complementary Medicine and Therapies”، ساعدت أوراق التوت الأبيض الفئران على تحسين وظائف خلايا بيتا في البنكرياس؛ المسؤولة عن إفراز هرمون الإنسولين.
ورغم النتائج الواعدة للدراسات، فلا تزال هناك حاجة إلى دراسات أوسع لتأكيد أهمية التوت الأبيض لمرضى السكري، ويُنصَح عمومًا بأن يكون التوت الأبيض جزءًا من نظامٍ غذائي متوازن، وليس التعويل عليه منفردًا لضبط نسبة السكر في الدم.
هل التوت الأبيض علاج للكوليسترول؟
ربّما لا تظهر أعراض واضحة عند جميع الناس لارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم، لكنّه يتراكم في الشرايين تدريجيًا، يترسّب في جدرانها رويدًا رويدًا، إلى أن يُعانِي المرء سكتة دماغية أو نوبة قلبية جراء انسداد أحد الشرايين الحيوية في الجسم.
وما دام الأمر لم يصل إلى الحاجة إلى تناول الأدوية، فثمّة بعض الأطعمة التي قد تمنع وقوع ذلك، مثل التوت الأبيض.
فقد أظهرت دراسة -أُجريت على الفئران- عام 2015 في دورية “Acta Poloniae Pharmaceutica”، أنّ شاي ورق التوت الأبيض، قلّل مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وكذلك الكوليسترول الإجمالي، بما في ذلك الكوليسترول السيئ.
فيما أيّدت دراسة أحدث عام 2020 في دورية “Nutrients” قدرة التوت الأبيض على تقليل مستويات الكوليسترول السيئ في الدم.
لكن هذه الدراسات أُجريت على الفئران، ومِنْ ثَمّ تظل هناك حاجة إلى دراسات بشرية لمعرفة كيف يؤثر التوت الأبيض على مستويات الكوليسترول على البشر، وإن كانت النتائج واعدة حتى الآن.
أضرار التوت الأبيض
ليس للتوت الأبيض مخاطر صحية على أغلب الناس، فهو آمن، لكنّه قد يُسبِّب آثارًا جانبية، خاصةً مع تناوله بكميات كبيرة، مثل:
الانتفاخ.
الإمساك.
الإسهال.
الغازات.
كذلك قد يكون التوت الأبيض ضارًا لمن يُعانِي حساسية تجاهه أو تجاه حبوب لقاح البتولا، كما يجب استشارة الطبيب قبل تناول التوت الأبيض في حالة تناول أدوية السكري أو الكوليسترول أو المعاناة من أي مرض.
الجرعة المناسبة من مكملات التوت الأبيض
ربّما تُفضِّل تناول مكملات التوت الأبيض لتعزيز الفوائد التي يحصل عليها جسمك -وإن كان ذلك مصحوبًا بزيادة فُرص الإصابة بآثارٍ جانبية- لكن لا تُوجَد جُرعة رسمية مُوصَى بها من تلك المكملات، وإن كان أغلب مُصنِّعي مُكمِلات التوت الأبيض يُوصُون بالحصول على 1,000 – 3,000 مجم يوميًا للحصول على أفضل النتائج.