كتبت صحيفة “الشرق” تقول:
يشهد لبنان هذا الاسبوع زحمة موفدين، فبعد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، والموفد الاميركي آموس هوكشتاين، حط اليوم في بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي. وكان قد سبقهم الأسبوع الماضي وزير الخارجية البريطاني دايفيد لامي برفقة وزير الدفاع جون هيلي. مجمل الزيارات تركز على وجوب خفض التصعيد وتجنّب الحرب الشاملة، فهل يتجاوب لبنان وتقوم سلطته السياسية بواجباتها الوطنية لحماية البلد وشعبه ام تبقى منصاعة لإرادة حزب الله؟
عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب فادي كرم يؤكد لـ»المركزية» ان «هذه الزيارات تدل على ان لحظة الخطر اقتربت جداً، كما تدلّ على اصرار دولي على ألا تتوسع الحرب، لأن من الواضح ان التسويات لم تتبلور بعد، في ظل إصرار اسرائيل على نيلها تسويات تريحها أمنياً على كل الجبهات، في وقت نجد طرف محور الممانعة مُحرَجا جداً أمام الضربات التي تلقاها، ومحرجا أمام قواعده، يريد اي إخراج ولو مسرحي لحفظ ماء الوجه. إلا ان هذه المسألة غير مؤمَّنة. فقد تكون مسرحيته مدروسة ومحددة، لكنّ اسرائيل قد تستغلها للقيام بضربة كبيرة وتندلع الحرب بشكل اوسع، وهذا ما لا تريده القوى الدولية».
ماذا عن تفاؤل هوكشتاين، يجيب: «هذا ليس تفاؤلاً، بل نية للتفاؤل. ليس من شيء مؤمَّن حتى الساعة، لكن من الواضح ان الإدارة الأميركية الحالية تعمل كل ما في وسعها كي لا تندلع حرب شاملة، لأنها تضرها في انتخاباتها الرئاسية. لذلك، ما تمكَّن من القيام به الاميركيون حتى اليوم، هو عدم توسّع الحرب، لكن لم يقضوا على إمكانية توسّعها».
هل يمكن ان يقدّم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف إطلاق النار في غزة هدية للرئيس الاميركي جو بايدن: «الإدارة الأميركية الحالية أصبحت ضعيفة جداً، ودول المنطقة إقليمياً قد تفضّل انتظار إدارة أميركية جديدة كي تتفاهم معها. إذاً ما زلنا مستمرين في عملية استنزاف. ما يعنينا في لبنان، هو اننا نعيش في حرب استنزاف، أكانت محدودة كما نرى منذ عشرة أشهر حتى اليوم او ان توسعت. لأن في كل الاحوال، كلبنانيين، نتلقى الاضرار والمأسي والكوارث، وندفع ثمن حروب ايران في المنطقة. لذلك، أهم ما ينقذ لبنان ويبعده عن هذا الشر هو رضوخ حزب الله للشراكة اللبنانية وتراجعه عن التضحية في لبنان من أجل المفاوض الايراني».
وعن الملف الرئاسي، يعتبر كرم ان «حزب الله لن يفتح هذا الملف إلا عندما نوافق على انتخاب مرشحه، وهذا لن يحدث».