الجمعة, ديسمبر 6
Banner

عودة لودريان رهن بالقمة الاميركية الفرنسية… وباقري في بيروت اليوم

كتبت صحيفة “الجمهورية”: أظهرت نتائج زيارة الموفد الفرنسي جان ايف لودران التي غطت الأسبوع اللبناني المنصرم أن لا تطورات متوقعة ستليها هذا الأسبوع لا على مستوى الاستحقاق الرئاسي ولا على مستوى الوضع في الجنوب أو في غزة، فكل ما يجري من حراك لم يثمر بعد أي نتائج عملية ما يرجّح أن الحلول ما زالت بعيدة المنال في لبنان كما في المنطقة، لكن ذلك لن يمنع استمرار الحراك في مختلف الاتجاهات لعله ينجح في لحظة ما في تحقيق اختراقات في الآفاق المسدودة.

ذكرت مصادر رسمية لـ«الجمهورية» ان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان نقل الى من التقاهم، ولا سيما منهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، انه توصّل الى «اقتناع بأن مسار الاستحقاق الرئاسي يجب ان يقوم على مبدأ الحوار او التشاور او النقاش وصولاً لانتخاب رئيس الجمهورية».

واكدت المصادر ان عودة لودريان الى بيروت في مهمة جديدة رَهن بما سيتوصل اليه الرئيسان الفرنسي والاميركي هذا الاسبوع خلال لقائهما على هامش إحياء ذكرى إنزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية.

وعن مساعي وقف المواجهات في جبهة الجنوب، قالت المصادر: لودريان أنجز مع الاميركيين الورقة او الاقتراحات المتعلقة بتسوية سياسية لوقف المواجهات والخروقات للقرار 1701. وننتظر تنفيذ اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن امس الاول عن الصفقة حول وقف الحرب في غزة وكيف ومتى ستنعكس على لبنان وبعدها لكل حادث حديث في حال أعاد الموفد الاميركي آموس هوكشتاين تحريك زياراته الى المنطقة.

حركة جنبلاطية

وفي هذه الاثناء وعلى وَقع نتائج زيارة لودريان الاخيرة تنطلق الحركة السياسية التي قرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط القيام بها في اتجاه القيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية، في محاولةٍ لدعم المساعي المبذولة لانتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب قبل دخول المنطقة والعالم في مدار الانتخابات الرئاسية الاميركية وعطلة آب الديبلوماسية الدولية.

ومن المقرر أن يزور جنبلاط على رأس وفد من «اللقاء الديموقراطي» معراب غداً، للقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع. ثم يزور في اليوم التالي رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل. على ان يعلن تباعاً عن المواعيد الاخرى للقاءات مع بقية رؤساء الكتل النيابية بمَن فيهم كتلة «الاعتدال الوطني» والنواب «المستقلين» و«التغييريين».

باسيل

وفي معلومات لـ«الجمهورية» انّ باسيل سيعلن في اطلالته التلفزيونية اليوم مجموعة من المواقف، حيث سيتطرّق إلى الانعكاسات المحتملة والموقف الأميركي الأخير تجاه وقف إطلاق النار، وصولاً الى الحرب في الجنوب والمخاطر الوجودية. وسيفرِد لرئاسة الجمهورية حيّزاً كبيراً ويعلن عن مبادرة في هذا الإتجاه، ودعوة الى الإلتزام بالإصلاح في ولاية الرئيس. كذلك سيتناول الوضع الداخلي في التيار الوطني الحر من الزاويتين السياسية والتنظيمية.

باقري كني

في غضون ذلك، يزور وزير الخارجية الايرانية بالوكالة الدكتور علي باقري كني لبنان اليوم لإجراء محادثات تتناول التطورات اللبنانية والاقليمية والدولية، فيلتقي في العاشرة صباحا وزير الخارجية عبدالله بوحبيب ثم يزور عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري، وينتقل الى السرايا الحكومية للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على ان يعقد في الخامسة والنصف عصرا مؤتمرا صحافيا في مقر السفارة الايرانية في بئر حسن.

الى ذلك كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة لـ«الجمهورية» ان باقري كني سيلتقي ايضاً الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله وممثلي الفصائل الفلسطينية من حركتي «حماس» و«الجهاد الاسلامي»، على ان يزور ضريح والدة السيد نصرالله في روضة الشهيدين لقراءة الفاتحة وتقديم التعازي لعائلتها ولقيادة «حزب الله».

حركة أممية

ومع عودة بوحبيب من زيارته لبلجيكا وفرنسا بعد المشاركة في الاجتماع الثامن للقاء بروكسل الخاص بالشؤون السورية والنازحين، سيلتقي اليوم المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت المُعينة خلفاً لـ يوانا فرونيتسكا بعد يومين على وصولها الى بيروت، وذلك لاستكمال البحث في عدد من الملفات التي تعني لبنان ولا سيما منها تلك المطروحة على جدول اعمال الامم المتحدة بمختلف هيئاتها الاجتماعية والانمائية.

وعلى صعيد آخر يلتقي بوحبيب اليوم نائب المنسق الخاص لشؤون لبنان والمنسق المقيم في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان عمران رضا، ويستكمل معه البحث في معاناة اللبنانيين نتيجة ازمة النازحين السوريين وما تقوم به الأمم المتحدة مواكبة للإتصالات الجارية لتهدئة الوضع في الجنوب ومنع توسّع الحرب.

وسيلبّي بوحبيب غداً دعوة لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية برئاسة النائب فادي علامة لاطلاعها على جديد الحراك الديبلوماسي، وتحديداً ما يتصل بنتائج القمة العربية في البحرين وما انتهت اليه، وحصيلة مشاركته في «مؤتمر بروكسل» الخاص بالنازحين السوريين وما رافق زيارته لبلجيكا وفرنسا عقب المؤتمر حيث استؤنِف البحث في مضمون الورقة الفرنسية من آلية تنفيذ القرار 1701 في ضوء العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة وجنوب لبنان والمخارج المقترحة.

وفي المواقف السياسية سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد «كيف يستطيع أي سياسيّ القيام بوظيفته الخطيرة من دون العودة إلى الروح القدس؟». وقال: «لو فعلوا (السياسيون) ذلك لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وقبل نهاية خدمة الرئيس العماد ميشال عون وفقاً للدستور (المادّة 73)، ولكانوا اختاروا منذ ذاك الحين رئيسًا يغيّر ويخلق بيئة وطنيّة جديدة نظيفة، وسلوكًا أخلاقيًّا، والتزامًا بالثوابت التاريخيّة».

بدوره، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، أمس، في خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس: «ها نحن أمام تعطيل مشبوه لانتخاب رئيس، يساهم في تفكك السلطة وتحلل الدولة. وما يفاقم الوضع تقاعس السلطة عن البحث الجدي عن حل للمشاكل العديدة التي تنغّص حياة اللبنانيين وأوّلها انهيار الإقتصاد وكيفية إعادة أموال المواطنين، والحرب التي يتحمّل نتائجها اللبنانيون من دون موافقتهم عليها». واضاف: «اللبنانيون، مسؤولين ومواطنين، ارتكبوا ويرتكبون أخطاء كثيرة في حق وطنهم، لكن الوضع لم يعد يحتمل وعلى الجميع تدارك الأمر. أما النواب فعلى عاتقهم مسؤولية تاريخية في تطبيق الدستور من دون مواربة، وانتخاب رئيس في أسرع وقت لكي تعود المؤسسات إلى العمل المنتظِم المنتج المبني على الصدق والأمانة وابتغاء الخير العام».

وتوجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في بيان، الى القوى السياسية اللبنانية، فقال: «لا بدّ من حوار رئاسي عاجل يأخذ معطيات البلد السيادية في الإعتبار، وكل حراك داخلي مطلوب بأهمية، وسقفه سيادة القرار الوطني والتوافق الميثاقي. واليوم لبنان وبحمد الله قوي ومتمكّن، وقدراته فائقة وسيادته القتالية والسياسية لا تنفصلان، وبالتالي أي تسوية رئاسية أو مساعدة دولية يجب أن تكون من منطلق القوة السيادية». واكد انّ «ما يربحه لبنان على الجبهة الجنوبية لن يخسره في أي تسوية رئاسية أو بطبخات مسمومة عابرة للحدود. والحل هنا فقط، ومن يفطر على القطيعة السياسية يتغدّى على الفشل، والمصالح المسيحية الوطنية رأس أولويات المصالح الإسلامية، والمقاومة كنز وطني نادر ورمز سيادة لبنان».

تصعيد جنوبي

جنوباً، تواصلت المواجهات امس بين المقاومة واسرائيل، حيث تعرضت مدينة بنت جبيل فجر أمس لغارة جوية مستهدفة ساحة النبية، أول السوق التجارية في المدينة، أوقعَت جريحاً وألحقت أضراراً كبيرة في المباني والمحال التجارية والمنازل والسيارات.

وتعرضت تلة الصنوبر بين حمامص والخيام لقصف في ساعات الصباح الأولى، ما تسبب في اندلاع النيران فيها. فيما سقطت قذائف مدفعية على تلة العويضة لجهة الطيبة، وطاول القصف اطراف بلدات الناقورة والضهيرة وياربن.

واغار الطيران الحربي الإسرائيلي على صديقين في قضاء صور وأوقع 7 جرحى بينهم حالة خطرة وخلّف دمارا هائلا. كذلك اغار على برعشيت والقنطرة وحناويه ونصار قرب دير قانون رأس العين. وتداولت مواقع على «تليغرام» صورة لأطفال أصيبوا بشظايا في القصف على صديقين.

كذلك اغار الطيران الحربي الإسرائيلي على جرود «قلد السبع»، وإحدى مزارع آل مشيك بين طاريا وشمسطار. وتحدثت معلومات عن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مراكز تدريب لـ«حزب الله» ومراكز تخزين لترسانته الصاروخية في البقاع.

واعلن الجيش الإسرائيلي مساء انه نفّذ أكثر من 40 غارة على حدود لبنان خلال 72 ساعة.

وقبل ظهر امس أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على عيتا الشعب ثم على بلدة حولا، ما ادى الى سقوط شهيدين مدنيين، هما علي مصطفى قاسم وشقيقه محمد. كذلك اغار على بلدة ميس الجبل حيث افيد عن سقوط شهيدين ايضاً. فيما تعرضت اطراف راشيا الفخار وشبعا لقذائف ثقيلة وفوسفورية أشعلت حريقاً في أطراف بلدة كفرشوبا وآخر في حولا.

وفي غضون ذلك شنّت «المقاومة ‏الإسلامية» امس هجوما جويا بِسربٍ من المسيّرات الإنقضاضية على مقر كتيبة ‏الجمع الحربي في «ثكنة يردن» في الجولان المحتل، حيث استهدفت رادار القبة الحديدية فيها وأماكن ‏استقرار ضباطها وجنودها وتموضعهم وأصابت أهدافها بدقة، مما أدى إلى تدمير الرادار وتعطيله ‏وإيقاع الضباط والجنود بين قتيلٍ وجريح.‏

ورداً على ‏الاعتداء الإسرائيلي على منطقة البقاع، قصفت «المقاومة الإسلامية» بِرمايتين متتاليتين مقر «قيادة فرقة الجولان 210» في «ثكنة نفح» بعشرات صواريخ ‏الكاتيوشا. ‏

من جهتها، قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية انّ «4 مسيرات اقتحمت أجواء إسرائيل من جهة لبنان، وقد تم إسقاط إحداها بمنطقة المطلة والأخريات بالجولان». لكن وسائل الاعلام العبرية اكدت انفجار طائرة مسيرة في الجولان وتم نشر صور لمكان انفجارها. واشارت الى نشوب حرائق ضخمة في مستعمرة «كتسرين» جنوب الجولان نتيجة سقوط صواريخ أُطلقت من لبنان.

واستهدفت «المقاومة الإسلامية» امس «موقع ‏المرج» بقذائف المدفعية، كذلك استهدفت موقع «حدب يارون» وانتشار الجنود في محيطه بالأسلحة المناسبة وأصابته ‏مباشرة.‏

وبعد رصدٍ ‏ومتابعة دقيقة لِحركة الآليات الإسرائيلية في موقع العباد عصر امس «أَعدَّ عناصر المقاومة الإسلامية كميناً ‏مُحكماً لها، وعند وصول الآليات إلى بوابة الموقع استهدفوا إحداها بالأسلحة الصاروخية المباشرة، ‏مما أدى إلى تدميرها واحتراقها بِمن فيها».‏

ورداً على قصف حولا وسقوط شهيدين، استهدفت المقاومة ‏الإسلامية مستعمرة المطلة بالأسلحة الصاروخية المباشرة. كذلك استهدفت كريات شمونة (مدينة ‏الخالصة) بعشرات صواريخ الكاتيوشا. ‏واعلنت قناة 12 العبرية ان شخصين نقلا الى المستشفى لتلقّي العلاج الطبي، وان أضرارا لحقت بالممتلكات وفي المدينة الصناعية للمستعمرة.

وبعد الظهر اعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن انفجار طائرتين مسيّرتين في نهاريا وعكا ولم يتمكن الجيش من اعتراضهما. فيما افادت وسائل الاعلام عن انفجارات عنيفة في «موشاف ومرغليوت وكريات شمونة» واندلاع حرائق في نهاريا والجليل الغربي عقب إطلاق رشقة صاروخية من لبنان.

وكشفت القناة 12 العبرية عن حريق اندلع جراء إطلاق الصواريخ من لبنان في «كيبوتس يفتاح» ويهدد محوّل كهربائي شمال الكيبوتس والمناطق الزراعية. واكدت وسائل الاعلام العبرية انّ أكثر من 100 ألف إسرائيلي في الشمال دخلوا إلى الملاجئ امس.

وكان «حزب الله» قد أعلن أمس الاول السبت، عن تنفيذ 10 عمليات هجومية ضد القوات الإسرائيلية أدت إلى إصابات دقيقة، أبرزها استهداف ‏مقر قيادة «اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة وألحق به اضرارا كبيرة، بحسب اعتراف الاعلام العبري، وأسقط مسيّرة من نوع «هيرمز 900».

من جهة ثانية، ووفق معلومات ميدانية تبيّن ان الطائرة المسيرة «هيرمز ٩٠٠» التي أسقطتها المقاومة امس الاول بصاروخ ارض – جو، كان قد تبقّى من حمولتها المسلحة صاروخ حيث قام الجيش اللبناني بتفجيره، فيما نجح شاب لبناني في سحب أحد جناحيها قبل قصف المكان.

إستعدادات لمعركة شمالية

وكتب المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي ادرعي، امس عبر منصة «إكس»: «جيش الدفاع استكملَ تمرين مقرات قيادة على مستوى هيئة الأركان العامة لرفع الجاهزية على الجبهة الشمالية». وأضاف: «جيش الدفاع أجرى هذا الأسبوع تمرين مقرات قيادة على مستوى هيئة الأركان العامة كجزء من استعدادات جيش الدفاع للمعركة على الجبهة الشمالية، وشاركَ في التمرين جنود نظاميون وجنود احتياط لدى مقرات القيادة التابعة لقيادة المنطقة الشمالية وكافة الأذرع والأقسام، حيث تدربوا خلالها على السيناريوهات العديدة التي تُحاكي توسيع رقعة الحرب على الجبهة الشمالية وسيناريوهات حرب متعددة الساحات». وتابع: «وفي إطار التمرين نفّذت الفرقة 36 نموذجًا واسع النطاق يشمل سيناريوهات القتال على الجبهة الشمالية، وخلال التمرين قام رئيس الأركان، الجنرال هيرتسي هاليفي، بزيارة إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية وغرف العمليات في المنطقة ومقر سلاح الجو». وختم: «جيش الدفاع يستمر في رفع جاهزيته في كل الأوقات واستخلاص العبَر أثناء الحرب».

Leave A Reply