الإمتناع عن التصويت لا يوقف قرار مجلس الأمن – د. خضر ياسين

 

صوّت مجلس الأمن بالموافقة على مشروع القرار الذي يدعو الى وقف فوري لإطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، حيث صدر القرار المذكور بموافقة ١٤ عضوا في مجلس الأمن وامتناع الولايات المتحدة الأميركية، وفي هذا السياق يمكن ذكر ما يلي:

١_ إن القرار المذكور يتعلق بمسألة موضوعية وهي تحتاج الى موافقة الدول الخمس دائمي العضوية، وعدم استخدام حق النقض(الفيتو) من إحدى هذه الدول، لكن إمتناع إحداها عن التصويت لا يمنع صدور القرار طالما لم يتم استخدام الفيتو من الدول الأربع الأخرى، وهذا ما حصل فيما يخص القرار الحالي، إذ امتنعت الولايات المتحدة الأميركية عن التصويت ولم تستخدم دولة أخرى حق الفيتو.

٢_ إن القرار اصبح يتمتع بصفة الإلزام لمختلف الأطراف المشتركة في النزاع الحاصل بشكل مباشر ام غير مباشر، لكن ما نلاحظه ان القرار استخدم عبارة وقف فوري لإطلاق النار في شهر رمضان، ولم يطلب وقفآ فوريآ وشاملآ ودائمآ لإطلاق النار، مما يعني إبقاء امكانية استمرار العمليات القتالية بعد نهاية هذا الشهر في حال لم تنجح المساعي الدبلوماسية في تحقيق الوقف الشامل والكامل.

٣ _  لقد سبق للولايات المتحدة الأميركية أن استخدمت الفيتو ثلاث مرات لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن بوقف الحرب في غزة، ومن الواضح أن امتناعها عن التصويت في القرار الحالي وعدم استخدامها الفيتو هو لشعور الإدارة الأميركية الحالية بالحرج الكبير أمام الرأي العام الدولي والاميركي في ظل الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، حيث سوف تشكل هذه الحرب عاملآ مؤثرآ وفاعلآ نحو تصويب الكتلة الصوتية الإنتخابية.

٤_ من الضروري التمييز هنا بين مسألتين، الأولى صدور القرار عن مجلس الأمن، وهو ما حصل، والثانية مدى الإلتزام بالقرار والقدرة على ضمانة تطبيقه، في ظل الإنزعاج الإسرائيلي من موقف الولايات المتحدة الحالي المتعارض مع نمطها السابق بشأن قضية وقف العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة.

Leave A Reply