الخماسية و«البازل» السياسي المبعثر ..!

لا ندري ماذا سمع سفراء الخماسية في جولتهم الخماسية الأخيرة، ولقاءاتهم مع الرئيس نبيه برّي والبطريرك مار بطرس الراعي، والرئيس ميشال عون، والدكتور سمير جعجع، والزعيم وليد جنبلاط، لتطويق الخلافات اللبنانية المستفحلة حول الإستحقاق الرئاسي، والتوصل إلى تفاهم يُنهي التعطيل المتمادي، ويؤدي إلى فكفكة العقد التي تعترض إجراء الإنتخابات الرئاسية.

ولكن المؤشرات الأولية لا تُبشّر بتجاوب الأفرقاء السياسيين مع المساعي العربية والدولية، الهادفة إلى مساعدة البلد المنكوب بإنقساماته، وعجز المنظومة السياسية،على معالجة خلافاتها، وفشلها في إنقاذ البلاد والعباد من مسلسل الأزمات المتناسلة، التي يتخبطون فيها منذ أكثر من أربع سنوات، والتي زادها الشغور الرئاسي تعقيداً.

في بكركي سمع السفراء الخمسة رفض البطريرك لكل ما يؤدي إلى تجاوز الدستور في إنتخاب رئيس الجمهورية، وكأنه لا يوافق على مبادرة كتلة الإعتدال للتشاور بين ممثلي الكتل النيابية، قبل الذهاب إلى جلسات الإنتخاب. بذلك تكون المبادرة تعرضت لنيران «صديقة»، من مرجعية تُطالب في عظات الأحد، وفي كل مناسبة، الإسراع في إنجاز الإستحقاق الرئاسي اليوم قبل الغد. مسجلاً تعجبه كيف يكون الأشقاء والأصدقاء أحرص على البلد وإستقراره من نواب الأمة أنفسهم.

في الرابية، لم يُخفِ الرئيس عون انتقاداته لإقفال مجلس النواب في وجه الإستحقاق الرئاسي، معتبراً أن إجراء الإنتخابات الرئاسية مسؤولية المجلس النيابي ورئيسه، دون أن يقلل ذلك من أهمية الجهود التي تبذلها دول الخماسية، لحثّ اللبنانيين على إنهاء الشغور في المنصب المسيحي الأول في الدولة.

في معراب، لم يفاجأ السفراء برفض رئيس القوات اللبنانية لمطلب رئيس مجلس النواب بتنظيم وإدارة الحوار النيابي، وعدم ترك المسألة في إطار التشاور، وبعهدة كتلة نواب الإعتدال. معتبراً أن بري يغطي موقف الحزب المعطل للإنتخابات الرئاسية، إلى حد وصفه بأفضل babysitter، وأبرع من يضيّع الشنكاش!

في كليمنصو، من المفترض أن يكون جو اللقاء أهدأ من سابقاته، على إعتبار أن جنبلاط من دعاة التوافق أساساً بين القيادات السياسية، لتسييل الإستحقاق الرئاسي، وإخراجه من الجمود الراهن، ومع إجراء الإنتخابات الرئيسية لإعادة الإنتظام للمؤسسات الدستورية.

الإستنتاج الوحيد لنتائج هذه المرحلة من جولات سفراء الدول الخمس، يكشف أن «البازل» السياسي مازال مبعثراً، وأن تركيب المشهد الرئاسي يحتاج إلى صبر أيوب، قبل إستئناف اللقاءات في الشهر المقبل !

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply