مايا زيادة.. راهبة “ارتكبت” المحبة والصلاة!

يا لها من خطيئة عظيمة ارتكبتها الأخت مايا زيادة حين دعت إلى محبة أهل الجنوب والمقاومين، وطلبت الصلاة من أجلهم ومن أجل فلسطين.

وكأن المحبة صارت جريمة، والصلاة معصية!

والأبشع أن الممتلئين بالخطايا بدلاً من أن يكونوا ممتلئين بالروح القدس، هم الذين رجموا الأخت مايا بحجر الشيطنة وتشويه الصورة وصولاً إلى طردها من مدرستها.

ومن خلال “قصة مايا” وغيرها من القصص والحكايات والخطب والمواقف، يمكننا الجزم بأن هناك من المسيحيين من لم يعرف لا المسيح ولا القيم المسيحية.

المحبة هي أساس شرعة السيد المسيح، ولكن حين نادت بها هذا الراهبة صارت وكأنها غسل للأدمغة.

والشهادة للحق هي دعوة أطلقها ابن الله، ولم يكتف بالوصية القديمة القائلة: “لا تشهد بالزور”… وكأنه أتى ليؤكد أن قول الحق والشهادة للحقيقة واجب علينا، وأن الصمت أمام القضايا الكبرى وأن المواقف الرمادية هي أيضاً خطيئة. فلماذا تُرذل من قالت الحقيقة ومن صرخت من أجل قضية فلسطين الانسانية المشرقية – العربية.. المسيحية – الاسلامية؟

ويسوع لم يجلس متفرجاً على الاعداء والمخرّبين لا بل قلب الطاولة على من يستخدمون الدين كتجارة، وأماكن العبادة كمطارح لكتابة السياسات اللا إنسانية. وهو صُلِب منذ أكثر من ألفي عام ونيف لأنه خالف السائد والأمر الواقع بثورته عليه، والراهبة الممتلئة من روح المسيح الثائر تُصلَب اليوم، ومعها على الخشبة وتحت إكليل الشوك كثيرون ممن يحملون المسيح الحقيقي في قلوبهم وأصواتهم، لا ذاك “المسيح الدجّال” الذي لدينا منه عدة نسخات.

يخطئ من يعتقد أن ثقافة المسيحيين الأصيلين هي ثقافة إدارة الظهر للآخَر فكيف اذا كان ثائراً ومقاوماً.

ويخطئ من يظن أن حماية المسيحيين تكون بعزلتهم وتقوقعهم وتعصبهم أو تبعيتهم للغرب.

ويخطئ من يرى أن قضية فلسطين لا تعنيه. فإذا كانت لا تعنيه كوطن ودولة، فهي على الأقل يجب أن تعنيه كمهد الحضارة المسيحية وانطلاق بشارة السرور والخلاص.

المسيح يا سادة ولد على أرض فلسطين التي يستحي البعض بالدفاع عنها ولو بكلمة.

فاغفر لهم يا أبتاه لأن البعض منهم لا يدرون ماذا يفعلون، والبعض الاخَر يدري ومشبوه أو متورّط.

وأكرر في الختام مع مايا زيادة الدعوة إلى محبة أهل الجنوب والمقاومين وإلى حمل قضية الحق، قضية فلسطين، والسلام!

رندلى جبور – الجريدة

Leave A Reply