مُبادرة “الاعتدال” لها تتمّة وهذا ما جرى مع رعد

أنهت كتلة الاعتدال الوطني جولتها على القوى السياسية وكتلها النيابية لعرض مبادرتها الرئاسية، بلقائين مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد وحزب الطاشناق الارمني، وخرج اعضاؤها بإنطباعات إيجابية عامة برغم الملاحظات التي وصفت بالشكلية، في حين كانت هناك موافقة على المضمون.

أجمعت غالبية الكتل النيابية على اعتبار مبادرة “تكتل الاعتدال” إيجابية من حيث انها أعادت الى الاستحقاق الرئاسي “رونقه” اللبناني الداخلي تحاشياً للإملاءات والشروط الخارجية، لاسيما وان العديد من الوفود الغربية التي زارت لبنان حثّت القوى السياسية اللبنانية على المسارعة إلى انتخاب رئيس الجمهورية نظراً لدوره المرتقب في التسويات التي يجري الحديث عنها في المنطقة، والتي تجري المفاوضات حولها حالياً بالحديد والنار، وهوما اثار مخاوف الكثيرمن القوى السياسية من فرض الخارج رئيساً للبنان ينصاع لمصالح الخارج اكثرمن مصالح لبنان وشعبه. لذلك تشدَّدَ البعض، وطرح البعض الآخر هواجس واسئلة علّه يحصل على ضمانات وتطمينات بأن لا تكون اي تسوية على حسابه في الداخل اللبناني.

لكن في نهاية المطاف “لا بد من صنعاء مهما طال السفر” كما يقول المثل العربي القديم، بمعنى انه لا بد ان يصل لبنان في وقت ما قريب او ابعد قليلاً، الى استنباط الحلول المعقولة للفراغ الرئاسي اسوة بماحصل سابقاً من تسويات، ربما لم تكن ناجحة، لكنها وضعت لبنان على سكة انتظام عمل المؤسسات الدستورية ولو ان “النكد السياسي” والحسابات السياسية الداخلية الخاصة أجهضت كل الامال بتعافي لبنان.

اما في ما خصّ تفاصيل لقاءات نواب كتلة الاعتدال مع الكتل النيابية، فيؤكد عضو التكتل النائب سجيع عطية لـ “الجمهورية” ان جولة الكتلة على القوى السياسية كانت بالاجمال إيجابية وموفقة، وقال: اللقاء مع النائب محمد رعد (الذي حضره من الكتلة النواب احمد الخير ووليد البعريني وعبد العزيز الصمد ومحمد سليمان)، كان لقاءً صريحاً وتخلله نقاش عميق يُبنى عليه، ويمكن وصف اللقاء بأنه تاريخي، وقدّر النائب رعد حراك الكتلة، لكنه طرح العديد من الاسئلة والهواجس لا سيما لجهة رغبة حزب الله الاساسية بإنتخاب رئيس للجمهورية يحمي ظهر المقاومة ولا يطعنها. اما كتلة حزب الطاشناق فكانت مؤيدة بالكامل للمبادرة.

واوضح عطية: ان التكتل سبق واعلن ان الدعوة للجلسة التشاورية تكون من المجلس النيابي، اما باقي التفاصيل الشكلية فلا نعتبر انها تشكل عائقاً طالما يمكن مناقشتها والاتفاق عليها. كما اوضح ان نواب المعارضة وافقوا على مضمون المبادرة، فيما طرح حزب “الكتائب” وكتل اخرى ضرورة توفير ضمانات بعدم تراجع اي كتلة عن موقفها بعد الجلسة التشاورية، لكننا نعتقد ان احداً لا يملك مثل هذه الضمانة، والامر بحاجة لنقاش اضافي.

وكشف عطية ان التكتل سيقوم بجولة ثانية على الكتل النيابية ربما الاسبوع المقبل لشرح كل التفاصيل بعد تلقي كل الاجوبة على ما طرحه، وبعد ان تكون الكتل الحليفة قد تشاورت بين بعضها للخروج بموقف واحد. وقال: يمكن اختصار الجو العام لحراك التكتل بأنه “ممتاز” بسبب تحريك المياه الراكدة والاطلاع على مواقف الكتل وهواجسها، على ان نناقشمع الجميع لاحقاً مايمكن وصفه “الضوابط” والتفاهمات حول شكليات المبادرة.

أما عضو التكتل احمد الخير فقال لـ”الجمهورية”: ان حزب الله لم يتوقف كثيراً عند التفاصيل الشكلية للمبادرة ولو ان النائب رعد طرح بعض الاسئلة لكن رعد كان صريحاً وشفافاً في طرح الهواجس والاسئلة لا سيما حول ما يتعلق بشخص الرئيس العتيد، ونحن قدمنا اجوبة صريحة وواضحة وشفافة، معتبرين ان المبادرة هي نقطة التقاء بين مختلف القوى السياسية ونحن بإنتظار جواب كتلة الوفاء للمقاومة لنقوم بجولة ثانية نشرح فيها كل التفاصيل الاجرائية والشكلية للمبادرة.

وفُهِم من اوساط مطلعة على جو حزب الله، “انه خاض تجربتين مع رئيسين للجمهورية: واحدة مشجعة وإيجابية مع الرئيس العماد اميل لحود، وأخرى سلبية وغير مشجعة مع الرئيس ميشال سليمان، لذلك هو حريص على اختيار رئيس للجمهورية لا يطعن المقاومة في ظهرها”.

غاصب المختار – الجمهورية

Leave A Reply