الحاجة أم حسين شمس الدين: ومضة نورانية رجعت إلى ربها _ كتب محمد حسين بزي

في لهفة عصر السبت الواقع فيه 24/2/2024 أسلمت “أم حسين” الروح إلى بارئها.. وفي شهقة الدحنون العاملي المقابل لفلسطين الدم والقضية جلست “أم حسين آخر جلسات الاتصال بين الأرض والسماء.. حيث كانت مجدل سلم على موعد مع حزمة الضوء الأخيرة من عمر الدعاء لليلة الخامس عشر من شعبان.

إنهن الأمهات، يمتن، نعم، ولكن لا يرحلن، بل ينمن في حضن النور اللامرئي إلّا عن قلوبهن.. وحدها الأم تستطيع قهر الليل بقوة نورها، وبوهج روحها الذي يُشعل شرايين الربيع في موات الأرض ومن عليها من أبناء وبنات وأصهار وكنائن وأحفاد وأسباط وأنساب وأحساب.. نعم، وحدها الأم كلمة الله العظمى في حياتها، وآيته الكبرى في مماتها، وكذا كانت الحاجة سهيلة رضا شمس الدين “أم حسين” (1940-2024)، لم تترك الشمس تتوضأ قبلها لأي صلاة، ولم تدع الحياة تسبقها بخطوة من مغريات، ولا أن تغيّر من أصالتها قيد أنملة، بل العكس تمامًا، الحاجة أم حسين وزوجها المرحوم الشيخ علي محمد محمود شمس الدين قد غيّرا في الحياة التي صنعاها من أسرة شريفة يشار إليها ببنان الصدق وجلاء العزيمة ونقاء الإيمان ومدارج العلم وعاطر الأخلاق النجيبة والأنفس الرحيبة؛ حتى أصبحت الأسرة النموذج في الكويت ولبنان، وهذا ما أعرفه عن سابق قرب ودلالة معرفة.

فكيف يموت من كان هذا زرعه وتلك ثماره؟!

لكنه أمر الله، فاليوم رحلت عنّا الفاضلة أم حسين شمس الدين، وغدًا تتبارك أرض مجدل سلم في احتضان جثمانها الطاهر، وبعد غدٍ يشتعل الفقد في الأبناء والأهل، ولكن لن نقول إلّا ما يرضي الرب: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.. والعاقبة للمتقين.

Leave A Reply