عصا النبي موسى …تضربهم بالبحر الأحمر وبحار آخرى

عدنان عبدالله الجنيد

الحمد لله القائل(فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ) الشعراء-  (63).

بفضل الله وبركة الشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، استفاد شعب الإيمان والحكمة، قيادة ومجاهدين في سبيل الله، من الثقافات القرآنية، ودروس الهدي الإلهي من ملازم الشهيد القائد، منها قصة النبي موسى عليه السلام من خلال مايلي:

1 – الارتباط بالله والثقة به : أن تقف مع الحق ،يوم يقف الآخرون موقف الباطل ،ووقوفنا إلى الحق هي نعمة عظيمة جداً، مثل موقف النبي موسى الذي استشعر أهمية هذه النعمة لقوله تعالى (قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْـمُجْرِمِينَ )، وعي الإنسان عندما يسير في طريق الاستقامة، ينطلق في مسيرة حياته على أساس عبوديته لله سبحانه وتعالى، فيتقبل هدى الله، يتحرك على أساس ذلك في أعماله ،في مواقفه ،في مسيرة حياته،وهكذا كان تحرك النبي موسى مقدماً وأثبت سنة إلهية وهي ثمرة الارتباط بالله والثقة به،ارتباطاً بمن لا يضيع أولياءه، كان ارتباطه بالله أكبر من ارتباطه بملك وطغيان وجبروت وعرش فرعون ، بالرغم أنه تربى في قصر فرعون كما ذكر في الهدي الإلهي( قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا  )،لهذا قدر هذه النعمة ، وقطع على نفسه عهداً إلا يكون ظهيراً للمجرمين ،ولايساندهم باي موقف يكون ثمنه التنازل عن نعمة هدى الله، وقرر الهجرة وهاجر ،وفي ماء مدين أثر الأخرين ،وبهذا الارتباط آتى الوعد الإلهي، التكريم الإلهي، والأصطفاء الإلهي، بضع سنوات تاتي النبوة في الطريق ،فيدخل مصر ،وهو رسول الله واثقاً بالله ،يرى أن غاية تلك الرسالة هي التي سوف تنهي هذا الجبروت وذلك الظلم ، وذهب إلى فرعون الذي قال عن نفسه ( أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى )، بتوجيهات إلهية…وآتى موعد يوم الزينة …حتى نهاية المطاف(قالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَـمُدْرَكُونَ )، فأجاب النبي موسى (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )، وهنا آتت التوجيهات الإلهية أضرب بعصاك البحر،وغرق فرعون.

واليوم نشاهد هذه الصفات الإيمانية ،ومدى الارتباط بالله والثقة به ونصره المستضعفين الذي حملها النبي موسى تتجسد في سماحة قائد الثورة  في مواجهة الجبروت والطغيان لدول قوى الاستكبار العالمي الذي تتزعمها أمريكا.

وأن من السنن الإلهية أن الله ينصر من ينصره ،وأن قائد الثورة يحفظه الله سوف يحصل على تأييد إلهي وتدخلات إلهية كما حصل عليها النبي موسى ،وسوف تغرق أساطيلهم وبوارجهم الحربية في البحر كماغرق فرعون ، ونحن نؤمن بوعد الله.

3 –  مواجهة الضلال الإعلامي وفضحه: عندما آتي النبي موسى لينذر فرعون استخدم فرعون أسلوب التضليل مخاطباً بني إسرائيل أنه يهديهم إلا سبيل الرشاد وهو حريص عليهم وخائف من أن يبدل لهم النبي موسى دينهم ويظهر بالأرض الفساد ،محاولاً التستر على جبروته وطغيانه بقتل الإطفال…وهذا الاسلوب أيضاً يستخدمه اليوم فرعون العصر أمريكا تحت عنوان حقوق الإنسان والطفل والمرأة ومواثيق الأمم المتحدة….وهي من تقتل الأطفال وتحاصر غزة ،ولكن بفضل الله وقائد الثورة فأن الوعي قد وصل إلى الشعوب وكشف تضليل فرعون العصر ،ولم يديم سروره كثيراً ،فقد ولاى عهد الاستكبار لاعودة له.

5 – موقف السحرة : كان السحرة مقربين من فرعون ويشاركونه كل جبروته وطغيانه ،ولهم الإجر ، ولماتبين الحق ( وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ ، قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ العالمين، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ ). فكان جواب فرعون ( آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ  ..  ). فكان جواب السحرة (فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي ).

واليوم التاريخ يعيد نفسه فان سحرة دول قوى الاستكبار العالمي الذي تتزعمها أمريكا سوف يلقون ساجدين لقائد الثورة ورسالته ، وسوف يلاقون مالقى سحرة فرعون ،وسيكون موقفهم مثل موقف سحرة فرعون

Leave A Reply