الأمم المتحدة تحذر من انهيار «النظام العام» في غزة

حذّرت الأمم المتحدة، أمس، من انهيار «النظام العام» في قطاع غزة مع بطء دخول المساعدات الإنسانية، فيما يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته وعملياته في القطاع المحاصر.

وأعلن العدو الإسرائيلي أمس الأول بدء «مرحلة ثانية» من الحرب في غزة، فيما توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حرباً «طويلة وصعبة»، حيث نددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ«فشل كارثي» إنساني.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، زيادة عديد قواته ومدى عملياته داخل القطاع، إذ ينفذ منذ الجمعة عمليات توغل بمشاركة جنود ومدرعات.

وبموازاة ذلك، تواصل إسرائيل تكثيف قصفها على القطاع حيث ضربت الطائرات المقاتلة، أمس الأول، 450 هدفاً، على ما أعلنت السلطات.

وفي التاسع من أكتوبر، أحكمت إسرائيل حصارها على غزة قاطعة المياه والكهرباء والمواد الغذائية عن القطاع.

ومع تزايد الأزمة الإنسانية، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» من انتشار الفوضى بعد نهب مستودعات، ومراكز لتوزيع المساعدات الغذائية تابعة لها.

وأفادت الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في بيان، أن «آلاف الأشخاص اقتحموا عدة مستودعات ومراكز توزيع للأونروا في وسط قطاع غزة وجنوبه» معتبرة أن «ذلك مؤشر مقلق بأن النظام العام بدأ ينهار».

وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، من أن الوضع في قطاع غزة «يزداد يأساً ساعة بعد ساعة» مبدياً أسفه لتكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية، ودعا مجدداً إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» وإلى «وقف هذا الكابوس».

وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية بتوجيه من القوات البرية قصفت، أمس، منشآت في شمال قطاع غزة، كما أُطلقت صواريخ من الأراضي الفلسطينية باتجاه وسط وجنوب إسرائيل، بحسب المصدر نفسه.

وفي شمال غزة، أصيب جندي إسرائيلي بجروح خطيرة جراء سقوط قذائف هاون أثناء الليل، كما أصيب آخر بجروح طفيفة خلال القتال، بحسب الجيش.

وأكد نتانياهو، خلال مؤتمر صحافي أمس الأول: إن الحرب ستكون «طويلة وصعبة». وأكد بعدما التقى عائلات رهائن محتجزين في غزة، أن إسرائيل باشرت «المرحلة الثانية من الحرب»، ومن بين أهدافها «إعادة الرهائن إلى ديارهم».

وأعلن الجيش الإسرائيلي، عبر منصة «إكس»: «يجب على المدنيين في شمال غزة وفي مدينة غزة أن ينتقلوا مؤقتاً إلى جنوب وادي غزة، نحو منطقة أكثر أماناً، حيث سيكون بإمكانهم الحصول على مياه وغذاء ودواء».

لكن إبراهيم الشندوغلي، البالغ 53 عاماً، أكد لـ«فرانس برس»، أنه سيبقى في جباليا بشمال قطاع غزة، وتساءل: «أين نذهب؟ كل المناطق خطيرة».

ويخشى المجتمع الدولي من اتساع نطاق النزاع في المنطقة.

وفي هذه الأثناء، قالت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، إن الجيش الإسرائيلي وجّه إنذارات بضرورة إخلاء مستشفى القدس التابع لها وسط قطاع غزة، ويقوم بقصف محيطه، بشكل «متواصل»، وهو ما تسبب بأضرار في أقسامه.

وأعلنت تلقيها «اتصالين هاتفيين بلهجة تحذيرية حادة من قبل السلطات الإسرائيلية ينذران إدارة المستشفى بإخلائه فوراً»، موضحة أنه يأوي نحو «14 ألف نازح».

وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس أن «المستشفى تلقى هذه الاتصالات، وأنه يجب إخلاء الناس إلى جنوب قطاع غزة».

ويقع المستشفى الذي يحوي 200 سرير في منطقة تل الهوى بمدينة غزة.

ووزعت الجمعية مقاطع فيديو تظهر آثار القصف في محيط المستشفى، تظهر تصاعد الغبار الذي تسبب بحالات اختناق وسط النازحين وحالة من الفوضى.

وقال مدير المستشفى بشار مراد: «تلقينا تهديدات شديدة اللهجة بالإخلاء الفوري لمستشفى القدس… كونه سيتم قصفه».

وحذّر من أن «مئات الجرحى والمصابين والمرضى يتلقون العلاج داخل المستشفى، وفي غرفة العناية المركزة، والأطفال في الحضانات»، داعيا المجتمع الدولي للتدخل «لضمان حماية المدنيين ومرافق الجمعية وطواقمها بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني».

واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن التقارير المتعلقة بتهديد المستشفى تثير «قلقاً بالغاً».

وأضاف يدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة «إكس»: «نكرر، من المستحيل إخلاء المستشفيات المكتظة بالمرضى دون تعريض حياتهم للخطر».

Follow Us: 

Leave A Reply