جامعة الدول الغربية، والغربة عن فلسطين / غسان همداني

سيعتقد كل من قرأ أو سيقرأ العنوان أن هناك خطأَ مطبعياَ، وستنهال التعليقات والاتصالات بضرورة إزالة النقطة فوق حرف الغين ليستقيم المعنى.
“يجب وضع النقاط على الحروف” كثيراَ ما يتم ترداد هذه الجملة، والغاية منها تصحيح المفهوم، فالكلمة بدون نقاط تُقرأ على أوجه متعددة تختلف عما أراده الكاتب، من هنا كانت النقطة فوق حرف الغين ضرورية لتظهير المشهد على حقيقته.
يوم السبت في 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 قرر وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة تعليق عضوية سورية في الجامعة اعتبارا من السادس عشر من الشهر الجاري لحين التزام الحكومة السورية بتنفيذ بنود المبادرة العربية.
كما أعلنوا فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ضد دمشق، وحثوا الجيش السوري على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام.
وأكد القرار الذي تلاه رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي عقده بعد الاجتماع “تعليق مشاركة وفد حكومة الجمهورية العربية السورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لها اعتبارا من 16 نوفمبر تشرين الثاني الجاري الى حين قيامها بالتنفيذ الكامل لتعهداتها التي وافقت عليها بموجب خطة العمل العربية لحل الازمة السورية”.
وطالب القرار “الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق”، لكنه اعتبر ذلك “قرارا سياديا لكل دولة”، كما اتفق الوزراء على “توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية” على الحكومة السورية.
وقرر الوزراء العرب كذلك “توفير الحماية للمدنيين السوريين وذلك بالاتصال الفوري بالمنظمات العربية المعنية وفي حال عدم توقف اعمال العنف والقتل يقوم الامين العام بالاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الأمم المتحدة”.
ودعا القرار “الجيش العربي السوري الى عدم التورط في اعمال العنف والقتل ضد المدنيين”.
بيان تقشعر له الأبدان، فالجامعة الغربية تنتصر للدماء العربية السورية، وتنتقم من نظام اعتبرته مجرماً ــ من وجهة نظرها ــ بحق شعب شقيق، واقامت الدنيا ولم تُقعدها، ولم تكتفي بقرار الطرد بل أتبعت ذلك بدعم مالي، وعسكري، واعلامي، وديبلوماسي وكل ما يخطر على البال من أجل اسقاط النظام.
جامعة الدول الغربية، لم تسمع والأصح أنها لا تريد أن تسمع بما يجري على أرض فلسطين من أعمال عنف وقتل ضد المدنيين من قبل العدو الإسرائيلي.
أليس الشعب الفلسطيني شعبا عربياً شقيقاً ُيباد بآلة حرب إسرائيلية؟ أليس أطفال فلسطين العزل ــ الذين يذبحون على أيدي الصهاينة ــ هم أبناء هذه الأمة العربية؟أليست النساء الفلسطينيات ــ اللواتي يتعرضن للتعنيف والإساءة والقتل على أيدي جلاوزة الكيان المغتصب ــ حرائر وعرض هذه الأمة العربية؟ ألف سؤال حول هوية الشعب الفلسطيني العربية يُطرح على جامعة الدول الغربية، ويبقى السؤال الأساس لماذا لم تنعقد الجامعة الغربية في تشرين الأول لتدين الكيان الغاصب، وتعلق عضوية ما يُسمى بدولة إسرائيل في الجامعة العبرية؟
ألا يستحق شعب فلسطين العربي موقفاً عربياً تجاه ما يتعرض له؟؟ ألا يستحق الشعب الفلسطيني قراراً جريئاً بقطع علاقات معظم الدول العربية مع الكيان الغاصب وطرد سفرائه ووقف التطبيع معه؟؟ ألا يستحق الشعب الفلسطيني الذي يُقاتل عن شرف الأمة دعماً مالياً وعسكرياً ومعنوياً نالته جماعات إرهابية في سوريا؟؟
يبدو أن النقطة فوق حرف الغين ــ التي سقطت سهواً لفترة طويلةــ تجيب عن كل هذه التساؤلات، والتي ندعو الله والجماهير العربية أن تسقط هذه النقطة لتستعيد هذه الجامعة معناها وشرفها.

Leave A Reply