الفوعاني: آن الأوان لتقدّم المواطنية على المذهبية وإدراك المخاطر الوجودية

أكد رئيس الهيئة التنفيذية لحركة “أمل” مصطفى الفوعاني أن “الاوان قد حان كي تتقدم المواطنية على المذهبية” لافتا الى أنه “على جميع القوى التراجع عن المواقف المسبقة التي اوصلتنا إلى هذه الحالة وإدراك المخاطر الوجودية التي تواجه لبنان”.

وقال خلال القائه كلمة “أمل” في تخريج دفعة الشهداء القادة لطلاب في بلدة حارة صيدا، اقيم في باحة المتوسطة الرسمية في البلدة وحضره مسؤول مكتب الشباب والرياضة المركزي في الحركة علي ياسين ، المسؤول التنظيمي للحركة في الجنوب نضال حطيط واعضاء من قيادة الإقليم وفعاليات تربوية وبلدية واختيارية: ” إن البعض في الداخل قد ابتلي بسقوط مدوٍّ ورسوب ساحق، على مستوى وطنيتهم التي مازالت ترى لبنان مزرعة لا وطنا نهائيا لجميع أبنائه”.

أضاف: “إنّ الإسلام رسالة حياة للعالم وأن مفاهيم الإسلام القرآني تقوم على أساس حفظ المجتمع من خلال حفظ الانسان حريته، كرامته اصالته. والنبي محمد مثّل أعلى درجات القيم الأخلاقية والاجتماعية والثقافية وشكّلت تفاصيلُ حياته أروعَ معالم الإدارة السياسية لمفهوم الدولة وحفظ المجتمع والتفاعل الانساني البنّاء نحو عالم تسوده القيمُ و المثُل العليا.

إننا في رحاب ولادة الرسول محمد وحفيده الإمام الصادق الذي أسس مدرسة فكرية إنسانية رائدة في كل المجالات الحياتية، وهي نموذج الإسلام الحقيقي المتمثل بقيم التسامح وحفظ الكرامات بعيدا عن كل أنواع التقوقع والعصبيات والصورة المشوهة التي لا تمت إلى تعاليم الدين بصلة، وفي رسالة الرئيس نبيه بري الأخيرة بذكرى المولد النبوي الشريف ما يمكن القول معه أنه نظرة عميقة إلى ضرورة فهم الإسلام القرآني والى ربط الماضي بالحاضر والإفادة من تجارب ناجحة أينما وجدت، ولاسيما فيما يتعلق بالحق والحقيقة”.

تابع: “إن هذا التخريج لدفعة الشهداء القادة في بلدة حارة صيدا نموذج الانسان الذي ارتقى قمم العلم والمعرفة كما ارتقى قمم المواجهة منتصرا في مواقع المواجهة الأولى وصولا إلى دحر العدو الصهيوني الذي يكمن لانسان لبنان حيث الصراع اليوم يتعدى الأرض والبحر والسماء ويصل إلى انساننا المنتصر والخافقة بيارقه على امتداد العالم. إن المواطن اللبناني يحتاج إلى قرار جريء من البعض في هذا الوطن ليكونوا على مستوى تضحيات الشهداء وكرامة أبنائهم، نريد وطنا يتخلى البعض فيه عن اناه المريضة، المنتفخة لؤما وحقدا. ولقد قدمنا المبادرة تلو مبادرة وحلا تلو الاخر فإذا بهذا البعض يبتلى بسقوط مدوّ، ورسوب ساحق، على مستوى وطنيتهم التي مازالت ترى لبنان مزرعة، لا وطنا نهائيا لجميع أبنائه”.

وأردف: “أمام حال الانسداد السياسي وإرباك الدول المعنية وعدم القدرة على صياغة موقفٍ موحد في مقاربة الأزمة الوطنية ومواقف القوى الداخلية التي عطلّت فرص التواصل للوصول إلى حل مقبول، ترى حركة أمل أن على جميع القوى التراجع عن المواقف المسبقة التي اوصلتنا إلى هذه الحالة وإدراك المخاطر الوجودية التي تواجه لبنان على المستويات كافة، لا سيما تحدي النزوح السوري وإنعكاساته الإقتصادية والأمنية والإجتماعية في ظل غياب سياسة حكومية واضحة تبدأ من فتح تواصل مباشر ومركزي مع الحكومة السورية. وعلى مؤسسات الدولة القيام بدورها المطلوب ولاسيما أننا على ابواب عام دارسي ،يشعر فيه المعلم والأستاذ والطلاب بقلق مصيري، فلا يجوز اغفال حقوق المعلمين، ولا يجوز ان يبقى ابناؤنا في مهب القلق والتوتر على مستقبلهم”.

واكد ان ” لبنان لا يمكن ان يستمر اذا ما امعن البعض في مقاربتهم لمختلف الملفات من الناحية المذهبية والطائفية وآن الاوان كي تتقدم المواطنية على المذهبية والانتقال الى الدولة المدنية ودولة المواطنة اصبح ضروريا”.

وشدد على إن “حجم التطورات الإقليمية والدولية يجب أن لا يدفع إلى عدم قراءة الوقائع على الصعيد الفلسطيني الداخلي من تحديات تمارسها حكومة العدو الصهيوني من ضم الارض وتهويدها وضرب المؤسسات الفلسطينية وسد نوافذ العيش الكريم على الفلسطينيين مترافقاً مع حملات الاقتحام للمخيمات واغتيال المناضلين واستهداف الآمنين، مما يحمّل مسؤولية ردع وفضح السياسات الاسرائيلية إلى مواقع القرار الدولي”.

ختم: “إن حركة أمل تُكبر الأداء البطولي والصمود العظيم للشعب الفلسطيني في مواجهة هذه التحديات، وتعتبر ان أمن واستقرار مخيمات اللجوء الفلسطيني خاصة في لبنان وتحديداً في الجنوب يُشكل رافداً اساسياً في دعم صمود الداخل، وتُبدي ارتياحها إلى مسارات الأمور في مخيم عين الحلوة بعد الأحداث الأخيرة داعية إلى وجوب تطبيق الإتفاق الأخير بكل مندرجاته صوناً للقضية الفلسطينية ولأمن الجنوب واستقراره ومنعة وعزة لبنان وفلسطين معاً”.

Leave A Reply