هل ينجح العلم في محاربة الشيخوخة؟.. دراسة أمريكية تُفجر مفاجأة

لا حدود للعلم والتقدم التكنولوجي، فكل يوم يسعى العلماء في مجالات متعددة للوصول للمزيد من المعرفة والمحاولات للتأثير على الطبيعة من حولهم والتحكم بها، وقد أجرى بعض الباحثين دراسة جديدة تستهدف مكافحة الشيخوخة وآثار تقدم العمر لدى البشر، وقد بدأوا بالفعل في إجراء بعض الأبحاث على الفئران، فماذا كشفت هذه التجارب؟ وهل ستنجح مع البشر؟، هذا ما سوف نتعرف عليه في التقرير التالي.

تجارب على الفئران العمياء!

أجرى بعض الباحثين الأمريكيين بقيادة العالم «ديفيد سينكلير»، أستاذ علم الوراثة في معهد بلافاتنيك بكلية الطب بجامعة هارفارد، دراسة حول طبيعة الخلايا وإمكانية دفع عملية الشيخوخة التي تُصيب البشر والكائنات الحية بطريقة عكسية، وقد اكتشف «سيلينكر» وفريقه – على حد زعمهم – أن التجارب أوضحت أن الشيخوخة عملية يمكن دفعها إلى الأمام أو الخلف وفقًا للرغبة.

وقد نجحت التجارب بالفعل في إعادة البصر لفئران مسنة أُصيبت بالعمى مع التقدم في العمر، كما نجحوا في تطوير بعض الأنسجة العضلية والكلى وأدمغة لدى الفئران لتصبح أكثر شبابًا، ويستهدفون تطبيق هذا على البشر في المستقبل.

وتقوم هذه الدراسة على محاربة فكرة أن الشيخوخة ناتجة عن طفرات جينية تُصيب الحمض النووي، وتتسبب في تلف الأنسجة الخلوية وتدهور حالتها حتى تصل إلى الموت في النهاية، بينما يرى الباحثون القائمون على الدراسة أن الشيخوخة ما هي إلا فقدان للمعلومات يُصيب الخلية فيجعلها تنسى كيفية عملها، وأن مجرد معالجة هذا الأمر من شأنه أن يقضي على الشيخوخة ويُغير من طريقة التعامل معها ومع الأمراض المرتبطة بها.

كيف يتحكم «الإبيجينوم» في الشيخوخة؟

اكتشف العلماء بعض البروتينات والمواد الكيميائية الموجودة في كل جين بجسم الإنسان تسمي «الإبيجينوم» وهي المسئولة عن تشغيل الجينات وإيقافها، ويرون أن عملية الشيخوخة تتم بسبب التعرض للتلوث والسموم البيئية والسلوكيات الخاطئة مثل التدخين ونقص النوم والأنظمة الغذائية غير الصحية، ووفقًا لما تقوله الدراسة، فإنها تتعامل مع الحمض النووي و«الإيبيجينوم» على أنهم أجهزة في جسم الإنسان يمكن إعادة ضبطه والتحكم به لجعل الخلايا تستعيد قدرتها في قراءة الجينوم بشكل صحيح كما كانت في شبابها.

ويرى «سيلينكر» أنه لا يهم كم عمر جسمك طالما أن الخلية ستتذكر كيف تتجدد وتصبح شابة مرة أخرى، ولكن كيفية الوصول لهذا البرنامج ما زال مُبهمًا بالنسبة إليهم، ولكن تم اختبار هذه النظرية في تسريع الشيخوخة لبعض الفئران وقد بدت الفئران عمرها عامين بالرغم من أن عمرها عام واحد فقط وقد تم ذلك دون أن يُصيبها السرطان أو أي طفرات مؤذية.

«عوامل ياماناكا» والعودة للشباب

بعد أن نجح الفريق في تجربة تسريع الشيخوخة بالنسبة للفئران، سعوا لعمل تجربة عكسية في اتجاه محاربة الشيخوخة، وذلك من خلال «عوامل ياماناكا» وهي عبارة عن مجموعة من عوامل نسخ البروتين التي تلعب دورًا حيويًا في تكوين الخلايا الجذعية المحفزة، وهي الخلايا التي لديها القدرة على أن تصبح أي خلية في الجسم.

وقام الباحثون بحقن هذه العوامل في خلايا العقدة الشبكية التالفة في الجزء الخلفي من عيون بعض الفئران العمياء، وكانت المفاجأة أن هذه الفئران استعادت معظم بصرها بالفعل بعد فترة قصيرة، وقد قاموا كذلك بتكرار التجربة على خلايا الدماغ والعضلات والكلى وإعادتها إلى عمر أصغر بكثير، وفقًا للدراسة.

Follow Us: 

Leave A Reply