“التيار الوطني الحر” يطلق ورشته الحزبية لترميم “ندوب الانتخابات”

علي ضاحي-

بعد مرور ما يقارب الـ3 اسابيع، لا تزال مختلف القوى السياسية والحزبية، لا سيما التي خرجت خاسرة او متراجعة من الانتخابات، «تستوعب» ما جرى وتقوم بالورش الذاتية والحزبية.

والبعض منها ذهب الى انتخابات حزبية جديدة خلال اسابيع، وآخرون ينتظرون انتهاء «ضجة» انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبه اليوم، لعقد الاجتماعات مع الحلفاء ولتقويم ما جرى على «الورقة والقلم»، ولوضع استراتيجية وخطة عمل للمرحلة المقبلة.

ومن القوى التي خرجت اقوى من المعركة الانتخابية داخلياً ومسيحياً، رغم التراجع بعدد النواب والاصوات التفضيلية المسيحية، هو «التيار الوطني الحر» ، الذي يقرّ مسؤول كبير فيه ان «التيار الوطني الحر» خسر على دفعات تمثيله المسيحي، بسبب سياساته الوطنية والتحالف مع حزب الله وورقة مار مخايل وهو ليس نادماً على خياراته.

ويقول المسؤول انه في العام 2005 حقق «التيار الوطني الحر» «تسونامي انتخابي» ومسيحي، وحصد 70 في المئة من اصوات المسيحيين، وقام بتمثيلهم احسن تمثيل وفي وجه تحالف رباعي حديدي، لم ينجح في عزل العماد ميشال عون ومحاصرته فور عودته من منفاه في باريس.

– وفي العام 2009 سجل «التيار» تراجعاً في شعبيته ، بعد تحالفه في مار مخايل في العام 2006 ، لتبلغ نسبة تمثيله للمسيحيين بن 55 و60 في المئة.

– وفي العام 2018 خسر التيار 10 في المئة من تمثيل المسيحيين ليحصل على 50 في المئة من اصوات المسيحيين، وليحصد اكبر كتلة برلمانية من 29 نائباً بين «عونيين وتياريين» واصدقاء.

ويشير المسؤول انه رغم الحملات من الاميركي والخليجي والسعودي تحديداً، وباعتراف «الدايفيدين» شينكر وهيل بأن الهدف اسقاط حزب الله والتيار الوطني الحر وعزلهما سياسياً، وجاراهما العديد من القوى الداخلية: بقايا «المستقبل» و «القوات» و «الاشتراكي»، ورغم كل ذلك حصد التيار اكبر كتلة حزبية من المسيحيين والاصدقاء في انتخابات 15 ايار 2022، وبلغت 22 نائباً حتى اليوم، وبلغت نسبة تمثيله للمسيحيين 35 في المئة.

ويبرر المسؤول التراجع الى سبب الحملة التي شنت على «التيار»، وخشية العونيين من التصويت الاغترابي خوفاً من الترحيل في السعودية، بالاضافة الى الازمة الاقتصادية والمالية والاحباط المسيحي خصوصاً واللبناني عموماً من الاوضاع، وصولاً الى المال الانتخابي الذي دفع في لبنان وفي الاسبوعين الاخيرين قبل الانتخابات، ودخول السعودي لرفع نسبة التصويت السني لمصلحة لوائح «القوات» و «الاشتراكي» وريفي والسنيورة ضد «التيار» وحزب الله.

ويكشف المسؤول في «التيار» عن إنطلاق ورشة حزبية امس، برعاية النائب جبران باسيل وحضور المعنيين عن الملف الانتخابي والتنظيمي، وستكون مخصصة لدراسة كل نتائج الانتخابات بموضوعية وتأن، وتشمل الورشة اعادة تقييم العلاقة مع الحلفاء، وسيكون هناك لقاءات وتواصل مع الحفاء بواقعية من الامير طلال ارسلان الى الوزير السابق وئام وهاب بعد خروجهما من تجرية الخسارة الانتخابية، وكذلك مواصلة فتح صفحة جديدة مع «تيار المردة».

ويؤكد المسؤول ان الحفاظ على العلاقة مع حزب الله اولوية لـ «التيار»، خصوصاً ان حزب الله أكد دقة التزامه بالتحالف الانتخابي، ولم يكن هناك اي اخلال بالالتزام في كل لبنان، وكان التعاون ناجحاً ومثمراً ليتكرس التحالف السياسي والانتخابي وليترجم نيابياً وحكومياً.

Leave A Reply