المغتربون أثبتوا ولاءهم، والمقيمون على العهد.. _ ملاك أبو حمدان

 

يخوض لبنان أهم استحقاق نيابي في تاريخه. بدأ باقتراع المغتربين في الدول العربية في الخامس من أيار واستكمل في الدول الغربية والإمارات في الثامن  من الشهر عينه.
كانت العيون موجهة نحو نسب الاقتراع، وكان التعويل  على انهيار الأحزاب اللبنانية في ظل الحركات التغييرية والأحداث التي عصفت بالبلد بعد ١٧ تشرين، فهل تحقّقت هذه التوقعات؟
في الدول العربية شعر بعض اللبنانيين بالغبن في حيث لم يستطيعوا أن يدلوا بأصواتهم ولا أن يجاهروا بانتماءاتهم كما غيرهم، نظرًا للظروف السياسية التي تمنع من تواجدهم أو إعلان توجهاتهم. وكانت هناك محاولة جريئة من الإعلامية “وفاء حمود” الّتي وجّهت رسالة من “قطر” دعت فيها بكل ثقة ودون خوف إلى انتخاب حركة أمل وعدم إفساح المجال لنجاح القوات اللبنانية التي تتحرّك بكل حرية في الدول العربية.
أمّا في الدول الغربية، وخاصة المانيا ودول افريقيا
فقد اختلفت المشاهد كلياً وبشكل خاص في ألمانيا لجهة حركة أمل.
فشباب “أمل” صدموا الجميع بقوة تمثيلهم في هذه البلاد رغم ما مرّ من أحداث داخل لبنان وفي ظل المطالبة بالتغيير. هؤلاء الشباب دحضوا كل الاتهامات ضد حركتهم ورفضوها، وأكدوا على دعمهم لمسيرة الشهداء ولمسيرة حركة امل بقيادة الرئيس نبيه بري ولخط الإمام السيد موسى الصدر.
الماكينة الانتخابية لحركة أمل فاجأت كل من راهن على تراجع شعبية هذه الحركة بعد الحملات الإعلامية على رئيس مجلس النواب نبيه بري والاتهامات بالفساد.
عملت الماكينة بكل جدارة وكفاءة وباللحم الحي رغم ضعف الامكانيات، واستطاعت أن تعطي نموذجًا مهمًا في التنظيم، وقد اعترف الجميع بأنها الوحيدة القادرة على رفع نسبة الاقتراع في الدول المتواجدة فيها (٦٥.١١% في أفريقيا و ٦٦.٢٧% في أوروبا).
حاول الإعلام عند نقل العملية الانتخابية أن يهين هؤلاء الشباب وحتّى أن يسخّف من أفكارهم ويضعف من عزيمتهم. ولكن الشباب ما ازدادوا إلّا قناعة وثباتًا.
هذه المشاهد أصابت من في لبنان بصدمة، ولم يستطعوا تخطيها، وشنّوا هجومًا شرسًا على الشباب. وفي المقلب الآخر، أعطت دفعًا إيجابيًا ومعنوياً بشكل عال لمناصري حركة أمل في الداخل من خلال رسائل المغتربين التي توجهت إلى ضرورة تجديد الولاء لهذا النهج، وأيضًا من خلال ما رأوه من صعوبة في الخارج لجهة المسافات التي قطعها الناخبون (مئات الكيلومترات من أجل الإدلاء بأصواتهم) وبعضهم وصل نهاره بليله من أجل العمل بالماكينة وقسم آخر أدلى بصوته وعاد إلى لبنان للمساعدة في العملية الانتخابية داخلياً.
يدرك هؤلاء المغتربون الظروف القاسية التي يمر بها لبنان، والوضع الاقتصادي والانهيار وكذلك المعيشة الصعبة، هم ليسوا بعيدين عمّا يجري في البلد، ولكنهم كانوا أوفياء لخيار المقاومة.
هذه الانتخابات أكدت على أن الخيار كان ذاتيًا ونابعًا عن إيمان راسخ في أعماق شباب “أمل”، وأن كل كلام عن ضغوط تمارس على الناس من أجل ان يبقوا في كنف الثنائي باطلة ولا أساس لها من الصحة.
غيرة مناصري أمل ومنظميها فاقت كل التوقعات، فلم يكن يخيّل لأحد بعد حملات الافتراء من الإعلام المأجور ضد حركة أمل أن تبقى محافظة على بيئتها وشبابها.
كيف لا، وهي التي استمرت رغم الحروب واستشهاد قادتها وضعف امكانياتها المادية وحملات التشويه وبقيت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه. إنها حركة الانبياء والأولياء والصلحاء. وشبابها حفدة المسيح وورثة النبي محمد وهم الفوج المعاصر للإمام الحسين.

يبقى الأمل معقودًا على استكمال المسيرة في انتخابات الداخل في الخامس عشر من أيار، للتصديق على صوابية النهج والمسيرة في استفتاء على سنوات من الجهاد والنضال من أجل وحدة لبنان وسيادته وكرامة اللبنانيين وعزّتهم!

Leave A Reply