السعودية تُمهل الحريري حتى الثلاثاء: تصويت “المستقبل”…او القطيعة النهائية!

علي ضاحي-

كل الاجواء التي تحيط بالرئيس سعد الحريري و «تيار المستقبل» لا توحي بالايجابية، وان كل المؤشرات تؤكد ان «المسدس السعودي» لا يزال في رأس زعيم «تيار المستقبل» اعلامياً وسياسياً ومعنوياً وشعبياً وانتخابياً.

وتؤكد اوساط سنية شمالية واسعة الإطلاع على اجواء العلاقة بين الحريري والرياض، ان العلاقة في أسوأ مراحلها بين الطرفين، وهي تمر بمرحلة حرجة للغاية، وتكاد تصل الى القطيعة الكاملة والنهائية بين الرياض وبيت الوسط. وتشير الى انه ليس ادل على موقف الحريري الحرج مع السعودية، الا الحملة المركزة للقنوات والصحف السعودية ضدها والتي، ما كانت لتكون ولولا وجود امر مباشر و «حازم» من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. لذلك تم تظهيرها بهذه القساوة في التعابير «الظالمة» بحق الرجل، والذي أُجبر على الاستقالة الحكومية بعد حبسه في مجمع الريتز وصولاً الى تحميله فشل السياسة السعودية في لبنان منذ العام 2005 وحتى واليوم ومساواته «بالبغض» نفسه والذي تكنه السعودية لايران وحزب الله وتعكسه سياسياً واعلامياً.

وتكشف الاوساط ان السعودية حاولت عبر سفيرها في لبنان وليد البخاري ومنذ اكثر من اسبوع، الضغط على الحريري عبر جهات عدة منها دار الفتوى وعدد من مشايخها وعلى رأسهم مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، وكذلك الرؤساء السابقين للحكومة، حيث دعوا جميعاً السنّة الى عدم المقاطعة، وان الانتخابات واجب وعدم التصويت «يعزز حلفاء حزب الله وسطوة سلاحه»! كما وصل الامر بالسفير البخاري بوصف المقاطعين السنّة اي «تيار المستقبل» بـ «الفئة الضالة» في مجالسه الخاصة!

وبعد رفض الحريري الاذعان للتهديدات السعودية ومحاولته تجنب مزيداً من الصدام الاعلامي والسياسي والشعبي مع الرياض وسفيرها في بيروت، اوعز الى نوابه ومسؤوليه الملتزمين بقراره المقاطعة السياسية والانتخابية والتصويت في الانتخابات، بعدم الرد مطلقاً على اي موقف سعودي اعلامي او سياسي.

وتكشف الاوساط ان هناك رسالة مباشرة من السعودية نقلت الى الحريري عبر «وسيط موثوق»، ان مقاطعته للانتخابات الحالية، يعني انه اختار طريق القطيعة النهائية مع «قصر اليمامة»، وان مطار الرياض ممنوع عليه مدى الحياة! وتشير الاوساط الى ان السعودية امهلت الحريري حتى الثلاثاء المقبل للعودة الى بيروت، واعلانه وبعد سلسلة اجتماعات مع قياداته ومسؤوليه، ضرورة ذهاب «تيار المستقبل» وجمهوره الى الانتخابات في 15 ايار، لمنع تكرار سيناريو العام 1992 بعد المقاطعة المسيحية لهذه الانتخابات وما تلاها من انعكاسات سلبية على المسيحيين والتي استمرت حتى الخروج السوري من لبنان.

كما طلبت الرياض من الحريري، بحسب الاوساط، ان يضغط على مسؤولين ونواباً سابقين وحاليين ترشحوا خلافاً لإرادته، خصوصاً في بيروت الثانية وطرابلس وصيدا للانسحاب من امام لوائح السنيورة واشرف ريفي و «القوات» لضمان نجاحها في مواجهة لوائح حزب الله – التيار الوطني الحر و «حركة امل».

وتقول الاوساط ان الحريري في «موقف لا يحسده عليه لا عدو ولا صديق»، وهو على موعد مع ساعات حاسمة ستحدد مستقبل علاقته المتدهورة اصلاً مع الرياض، ورفضه العودة والدعوة الى عدم المقاطعة يعني انه قطع «شعرة معاوية» مع محمد بن سلمان نهائياً. كما تعني عودته انه «كسر كلامه» و «اطلق النار على رأسه وينتحر سياسياً»، بعد قراره بالعزوف عن الترشح والانتخاب. ودعوته الى الانتخاب، تعني انه سلّم بخروجه من المعادلة السياسية والانتخابية، وانه يسلم الدفة الى النواب السنة المنتخبين غصباً عنه وبقرار سعودي!

وما يعزز «فورة الغضب» السعودي ايضاً ومفاقمة الضغط على الحريري للعدول عن المقاطعة، النتائج الهزيلة للتصويت الاغترابي امس الاول، والتي «صدمت» مقرري الملف اللبناني في قصر اليمامة، والذين كانوا يمنون النفس بتصويت سني يفوق الـ 80 في المئة في السعودية، لا 49 في المئة، وكذلك في باقي دول الخليج العربي ومصر، كما كانوا يتمنون ان تكون نسبة الاقتراع في صفوف لبنانيين ايران اقل من 20 في المئة.

وتكشف الاوساط نفسها وفي هذا الصدد، ان مسؤولي الملف الانتخابي اللبناني السعوديين في سياق قراءة سريعة ودقيقة لتلافي خطورة اكمال «تيار المستقبل» لنهج المقاطعة والذي ظهر واضحاً في تصويت مغتربيه في السعودية ومصر ، خصوصاً ان الامر سينحسب على انتخابات اليوم في اوروبا واوستراليا وكندا واميركا وباقي دول العالم وقد يتكرر في لبنان بعد اسبوع من الآن.

Leave A Reply