BeReal منصة تواصل جديدة تخطف الأضواء

دائماً ما سنرى منصات تواصل اجتماعي جديدة يتم إطلاقها، لكن قليلاً منها يبقى ويستمر مثل فيسبوك وإنستغرام وتويتر وسناب تشات وتيك توك وواتساب وتيليغرام وغيرها. وهناك تطبيق بدأ يخطف الأضواء ويلفت الانتباه في أوساط صغار السن، وهو تطبيق BeReal، وقد نشر موقع Life Hacker تقريراً مفصلاً عنه لشرح مزاياه.

ما هو BeReal؟

وفقاً للموقع الرسمي التابع للتطبيق، فهو عبارة عن «طريقة جديدة ومميزة لاكتشاف من هم أصدقاؤك حقاً في حياتهم اليومية.» وقد تم إطلاق التطبيق رسمياً في ديسمبر 2019، ولكنه لم يشهد نمواً كبيراً إلا في الأشهر القليلة الماضية.

وتتمثل طريقة عمل التطبيق في استلام المستخدمين يومياً في وقت مختلف إشعاراً من التطبيق. ولدى المستخدم دقيقتان بالتمام ليفتح BeReal ويلتقط صورة لما يقوم به. ويقوم التطبيق بتفعيل كل من الكاميرتين الأمامية والخلفية في هاتف المستخدم، بالتالي فإن الشخص يقوم فعلياً بالتقاط صورتين يتم رفعهما بشكل متزامن. ومن هنا جاءت تسمية التطبيق التي تعني (كن على طبيعتك).

ويستطيع المستخدم أن يتصفح المنشورات الصور التي يرفعها أصدقاؤه ليرى أنشطتهم العادية، ما يجعل هذا التطبيق يعطي مستخدمين تجربة مختلفة عن تلك التي في إنستغرام مثلاً، والتي يسود اعتقاد بأن مستخدميه متصنعون، ففي تطبيق BeReal، يصل الإشعار في وقت عشوائي ويمنحك وقتاً قصيراً لتوثيق ما تقوم به.

عندما تتصفح صور أصدقائك، ستجد صوراً ملتقطة في نادي اللياقة وفي العمل وصور أثناء مشاهدة التلفاز. ويعني هذا أنك ترى أصدقاءك على طبيعتهم.

مزايا أخرى تتوفر في BeReal

بالإضافة لمهلة الدقيقتين الممنوحة للمستخدم، هناك مزايا أخرى مهمة في التطبيق. أولاً، لا يعطيك BeReal أي قدرات لتعديل الصورة وفلترتها. عليك فقط أن تستخدم كاميرتك ورفع الصور كما هي دون إجراء أي تغيير قبل النشر أو حتى بعده. وإن كنت تبدو بحال مزرية في إحدى الأيام، فذلك سوء حظ عليك أن تتقبله وتبقى على طبيعتك دون إخفائه.

ثانياً، لا يمكنك أن ترى منشورات أصدقائك إلا بعد أن تنشر منشورك الخاص. لذلك لا يمكنك أن تختبئ بينما تظل تراقب الآخرين، بل عليك أن تشارك بفاعلية كي ترى مشاركاتهم. ولعل هذا هو وجه الفارق الأبرز الذي يجعل التطبيق مختلفاً عن إنستغرام.

ثالثاً، يمكن أن تتفاعل مع منشورات أصدقائك عبر شيء يسمى RealMoji، فهناك خيار لأيقونة الإعجاب ذات الإبهام المرفوع، وهناك وجه مبتسم ووجه مصدوم ووجه مستاء ووجه محبط ووجه يبكي من الضحك. الفكرة أنك مضطر لالتقاط صورة لنفسك كي تعبّر عن الشعور الموافق لكي تستخدم الرد في المنشور.

ماذا يحدث لو لم ترسل صورتك في الوقت المحدد لذلك؟

في حال وصلت الإشعار اليومي ليقول لك إن الوقت قد حان لإرسال صورتك ولم تستجب لذلك، فلن يحدث أي شيء. لن يعاقبك التطبيق على ذلك، ولا يوجد شيء أو حديث سيقع لحسابك. وفي حال قمت بإرسال الصورة متأخراً، سيلاحظ التطبيق ذلك وسيضع ملاحظة بذلك، حيث سيكشف مدى تأخرك في إرسال الصورة، سواء كنت متأخراً لدقيقة واحدة أم لساعات.

ستصلك من التطبيق أيضاً إشعارات بأن أصدقاءك قاموا بمشاركة صور على BeReal. وبالنسبة للأشخاص الذين لا يرسلون صورهم في الموعد المطلوب أو الفترة المحددة للقيام بذلك، سيكشف التطبيق أمرهم وسيجعلك تعرف أن هذا الشخص غير ملتزم بعامل الوقت.

من هي الفئة العمرية الموجه إليها هذا التطبيق؟

وفقاً لموقع الإخبار Axios، فإن أكثر الناس انجذاباً لتطبيق BeReal هم أبناء الجيل زد، أي الأشخاص الذين ولدوا خلال الفترة ما بين منتصف التسعينيات ونهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، وهم الأشخاص الذين تُراوح أعمارهم ما بين 12 و27 عاماً. وتقول شركة البرمجيات Apptopia إن المستخدمين النشطين للتطبيق قد نما عددهم بنسبة 315% منذ بداية العام. وتقول الشركة إن عدد مرات تحميل التطبيق خلال عام 2022 تشكل ما نسبته 65% من إجمالي عدد مرات تحميل التطبيق منذ تأسيسه. وترى الشركة أن هذه الشهرة التي ينالها التطبيق آتية من شعبيته المتزايدة بين طلاب الجامعات والكليات، وكذلك من التغطية الصحفية له.

وأشارت Axios أيضاً إلى أن التطبيق قد حل رابعاً في عدد مرات التحميل في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بالإضافة إلى موطنه الأصلي فرنسا، خلال الربع الأول من هذا العام، وقد سبقته إلى ذلك تطبيقات إنستغرام وسناب تشات وبنترتست. بالإضافة إلى الجيل زد، يعتبر جيل الألفية من كبار المستخدمين لتطبيق BeReal أيضاً. وخلافاً لتطبيق فيسبوك، لم يقتحم الآباء وكبار السن هذا التطبيق، لذلك لا يرجّح أن يهرب منه الصغار واليافعون.

هل تحتاج إلى تطبيق BeReal على هاتفك؟

لما لا؟ خصوصاً إن لم تمانع مشاركة أنشطتك اليومية بشكل عفوي مع الأصدقاء. يمتاز التطبيق بأنه لا يستهلك الكثير من وقتك. فعندما يصلك الإشعار، كل ما عليك هو أن ترسل صورتك في حينها، وربما تدخل لترى ما فعله أصدقاؤك في ذلك اليوم، وعند الانتهاء من تصفح صورهم، ستمل وتخرج من التطبيق. لكن هل حقاً يعكس هذا التطبيق الواقع بحذافيره؟ ماذا لو تحايل البعض على فكرة التطبيق، كأن يصله الإشعار أثناء انهماكه بألعاب الفيديو، ولكن عند وصول الإشعار ترك اللعب وأمسك كتاباً والتقط صورة معه للتظاهر بأنه يذاكر أو يقرأ. ربما من المستحيل أن نصل إلى الحقيقة المطلقة بخصوص تصرفات أصدقائنا عندما يتعلق الأمر بشبكات التواصل الاجتماعي أو الإنترنت بشكل عام.

Follow Us: 

Leave A Reply