للراحلات الشهيدات… بقلم الشيخ ربيع قبيسي

للراحلات الشهيدات …

في بلدتي أنصار والشاهدات على رحيل بعضهن في أيام آذار البارد على غير العادة ،

للورود المقطوفة قبل أوانها مع بدايات فصل الربيع ..

للراسمات أحلامهن في منام ليلٍ مظلم ..

للألم الذي هزَّنا كلَّنا وأيقظ وجداننا الغارق بين مطبّات الحياة، وأرعش إنسانيتنا الفاقدة للوعي ..

للعيون البريئة التي ارتقبت لحظة الموت ..

للأمنيات والأحلام التي لم تتحقق بعد ..

للقلوب التي آمنت بالحب والثقة والأمان والسلام ..

لفقيدات بلدتنا : منال .. تالا .. ريما .. والأم الباسمة التي احتضتهنَّ في شهر الأم ..

لعذابات السنين التي انتظر ثمارها كأيٍّ أبٍ عاش لأجل بناته ..

للذكريات المجبولة بدموع القهر والألم وأنين الحرمان من فلذات الروح ..

للجوارح المفجوعة وقلبٍ محروق وأيّام قاتمة لا حياة فيها أبداً ..

لمختار بلدتنا الطيّب الذِّكر

زكريا صفاوي راوي الزمن الجميل لبلدة أنصار ..

بالأمس كنت تأخذ الصور المبتسمة لأهلك وناسك واليوم تشاطرك الناس الدمعة والأنّة والعزاء، فالصور دون ملامح والابتسامات أحرقها الغدر ودفنتها مغارة الخوف ..

صبَّركم الله على مصابكم الأليم، فالمصاب خَيَّم على أهالي بلدتنا، والمصيبة قاسية على قلوبنا وكبيرة على عقولنا ..

سلامٌ للأرواح المظلومة في الأرض، الطيّبة في العلياء ..

سلامٌ من ضريح الإمام الحسين (ع) سيّد العالم كما كتبت المرحومة تالا على صفحتها .. سلامٌ لأرواحكن من حضرة أمير المؤمنين (ع)

رحم الله المظلومات الراحلات وصبَّر الله تعالى والدهم وأثابَه على مصابه .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون

#أنصار مفجوعة وموجوعة

بقلم الشيخ ربيع قبيسي

النجف الأشرف

٢٥/٣/٢٠٢٢

Leave A Reply