غموضٌ يكتنف المساعي.. عين التينة تنتظر الحريري لتبدأ العدّ العكسي لـ”الخرطوشة الأخيرة‎”‎

كل الصورة الحكومية مشوّشة جداً والرؤية غير واضحة تماما، وفق ما تشير اليه التسريبات ‏المستقاة من مواقع الحركة، وما الغموض القائم حول حقيقة ما يجري في الاتصالات الجارية ‏إلا باعث إضافي على الشك بأن الأمور لم تتقدم‎.‎

وقد تحدثت مصادر سياسية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية عن أجواء “غير سليمة” نتيجة ‏عودة المواقف المتباعدة والتعقيدات البعيدة جدا عن منطق الحلول والتي تزيد من اتساع ‏الفجوة بين المعنيين الأساسيين بتشكيل الحكومة‎.‎

المصادر تحدثت عن سيناريوهات قد يلجأ اليها البعض من شأنها خلط الأوراق من جديد، ‏كاشفة عن صراع دستوري قائم على أكثر من محور، حيث هناك تخلّ تدريجي عن دستور ‏الطائف‎.‎

مصادر قريبة من الرئيس المكلف تحدثت من جهتها عن “محاولات جدية من الفريق المعطّل ‏لدفع الحريري نحو الاعتذار، وهو ما قد تصل إليه الأمور في نهاية المطاف، لكن من غير ‏المتوقع ان يسمي الحريري احدا لتشكيل الحكومة في حال لجأ الى خيار الاعتذار عن التأليف‎”.‎

اوساط مواكبة للمساعي الحكومية وصفت الجهود التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري بـ”الجدية”، لكنها ما زالت “تصطدم بالجدار الفاصل بين الطرفين”، لافتة الى أن بري ‏‏”بانتظار اللقاء مع الرئيس المكلف ليستمع منه شخصيا الى أين وصلت الأمور، فإذا ما لمس ‏تطورا ايجابيا فانه لن يتردد بطرح مبادرته التي تختصر بحكومة اختصاصيين مستقلين ومن ‏‏24 وزيرا ومن دون ثلث معطل، فاذا قبل بها فريق العهد سيكون ذلك خاتمة الأحزان، واذا ‏رُفضت فإن الأمور ستعود الى المربع الأول والبلاد ستكون مفتوحة على كافة الاحتمالات‎”.‎

في هذا الاطار، لفت نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش في حديث لجريدة “الأنباء” ‏الإلكترونية الى ان “شيئا ما غير مريح في المداولات القائمة”، مشيرا الى ما وصفه بـ”عدم ‏وضوح في طرح بري”، وقال: “في شي منو راكب”، متسائلا في الوقت نفسه عن الأسباب ‏التي دفعت بالرئيس ميشال عون الى ارسال تشكيلتين حكوميتين الى البطريرك الماروني مار ‏بشارة بطرس الراعي بمعزل عن الوقوف على رأي الحريري، ما يعني ان الأمور ما زالت تدور ‏في الحلقة المفرغة‎.‎

علوش نقل عن الرئيس المكلف ان “لا مانع لديه من تشكيل الحكومة شرط ان لا يكون فيها ‏ثلثا معطلا”، كاشفا ان العدد لم يعد مشكلة لديه، فهو مستعد للقبول بحكومة من 24 وزيرا ‏وشرطه الأساسي ان لا يكون فيها ثلثا معطلا لأحد، متحدثا عن مشكلة في تعيين الوزراء ‏المسيحيين “إذ كيف يمكن للرئيس عون ان يسمي وزراء مسيحيين ليس لديهم انتماء سياسي‎”.‎

وفي موضوع حقيبتي الداخلية والعدل، سأل علوش: “في حال تمسك عون بوزير الداخلية ‏فهل سيكون من ضمن الوزراء الذين هم من حصة الرئيس ام سيضاف اليهم؟”، مبديا مرة ‏جديدة خشية من الغموض الذي يحيط بطرح بري‎.‎

من جهتها، مصادر عين التينة أشارت عبر “الأنباء” الالكترونية الى “استعداد الرئيس بري للقيام ‏بأي جهد مهما كان لحلحلة العقد من أمام التأليف”، واصفة مبادرته “بالخرطوشة الأخيرة، فإما ‏ان تُشكل الحكومة وتنقذ ما تبقى من مؤسسات الدولة، وإلا فلبنان ذاهب الى الانهيار ‏الكامل‎”.‎

المصادر رفضت ربط تشكيل الحكومة بالتطورات في المنطقة، مؤكدة أنها “لبنانية وصنعت ‏في لبنان”، متمنية على المعرقلين “الكف عن مناوراتهم والتي لن توصل الى شيء الا الى ‏خراب لبنان لا اكثر ولا أقل‎”.‎

المصادر توقعت ان تتكثف الاتصالات بعد عودة الحريري، متحدثة عن لقاء مرتقب بين بري ‏والحريري “سيكون حاسما ويضع النقاط على الحروف في ظل ما يحكى عن تشكيلات ‏وتسريبات‎”.‎

وعن مهلة الأسبوعين، أشارت المصادر الى ان “العد العكسي يبدأ بعد اللقاء المرتقب بين بري ‏والحريري وليس قبله”، متوقعة تشكيل الحكومة ضمن هذه المهلة اذا ما سارت الأمور في ‏الاتجاه الصحيح‎. ‎

الأنباء

Leave A Reply