النفط يعاود الارتفاع … توقف ملاحة قناة السويس يضغط على إمدادات الخام

ارتفعت أسعار النفط أمس، نحو 2 في المائة، لتنتعش بفعل مخاوف من أن تعويم ناقلة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس قد يستغرق أسابيع، ما قد يفرض ضغوطا على إمدادات الخام والمنتجات المكررة.

ووفقا لـ”رويترز”، وما زالت الأسعار تتكبد خسائر للأسبوع الثالث على التوالي، إذ تتأثر آفاق الطلب سلبا بفعل إجراءات عزل عام جديدة في أوروبا.

وبحلول الساعة 1122 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 1.18 دولار أو ما يعادل 1.9 في المائة، إلى 63.13 دولار للبرميل، بعد أن نزل 3.8 في المائة، أمس الأول.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.25 دولار أو ما يعادل 2.1 في المائة، إلى 59.81 دولار للبرميل، بعد أن هوى 4.3 في المائة، في اليوم السابق. والخامان القياسيان على مسار تكبد خسارة أسبوعية، عقب هبوط 6 في المائة، في الأسبوع الماضي.

ومن أصل 39.2 مليون برميل يوميا من إجمالي النفط الخام المستورد بحرا في 2020 استخدم 1.74 مليون برميل يوميا قناة السويس، بحسب كبلر لتتبع حركة الناقلات.

وقالت كبلر إنه إضافة إلى ذلك، فإن أقل قليلا من 9 في المائة أو 1.54 مليون برميل يوميا من واردات المنتجات المكررة العالمية مرت في القناة.

ويسبب توقف قناة السويس اضطرابا نجم عنه ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريبا هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيدا عن المجرى المائي.

وتلقت أسواق النفط دفعة أيضا من توقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها سيبقون على إنتاجهم منخفضا.

ويسبب توقف قناة السويس اضطرابا نجم عنه ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريبا هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيدا عن المجرى المائي الحيوي، إذ تظل سفينة حاويات عملاقة عالقة بين ضفتيه.

ويتوقع محللون تأثيرا أكبر في الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، مثل صادرات النفتا وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع.

وقالت سري بارافيكاراسو المديرة المعنية بالنفط في آسيا لدى “إف.جي.إي” “نحو 20 في المائة، من النفتا الآسيوية تورد من البحر المتوسط أو البحر الأسود عبر قناة السويس” مضيفة أن إعادة توجيه مسار السفن حول رأس الرجاء الصالح قد يضيف نحو أسبوعين إلى زمن الرحلة وأكثر من 800 ألف طن من استهلاك الوقود للناقلات من فئة سويسماكس.

والوقود أكبر مصدر تكلفة منفرد للسفينة، ويشكل ما يصل إلى 60 في المائة، من تكاليف التشغيل.

وعلى النقيض، يفاقم التوقف الوضع السيئ لسوق زيت الغاز، أو الديزل، الآسيوية، التي يعتريها الضعف بالفعل، نظرا لأن آسيا تصدر الوقود إلى أسواق في الغرب، مثل أوروبا، والذي يتدفق ما يزيد على 60 في المائة، منه عبر القناة المكتظة في 2020 بحسب “إف.جي.إي”.

وتظهر بيانات ملاحية من رفينيتيف أن أكثر من 30 ناقلة نفط تنتظر في شمال وجنوب القناة للمرور عبرها منذ الثلاثاء. وقالت “بريمار إيه.سي.إم شيببروكينج” للوساطة في الشحن البحري “أسعار (الشحن) للناقلات من فئتي أفراماكس وسويسماكس في البحر المتوسط تحركت أولا أيضا، إذ بدأت السوق تضع في الحسبان توافر عدد أقل من السفن في المنطقة”.

وقالت “بريمار إيه.سي.إم إن” أربع ناقلات على الأقل من فئة (لونج-رينج 2) ربما كانت تتجه صوب السويس من حوض الأطلسي تقيم على الأرجح الآن مسارا حول رأس الرجاء الصالح. وبإمكان الناقلة من تلك الفئة حمل نحو 75 ألف طن من النفط.

وأضافت أن ارتفاع الطلب على خام حوض الأطلسي داخل أوروبا سيزيد أيضا من استخدام تلك الناقلات الأصغر حجما ويدعم أسعار الشحن.

وزادت تكلفة شحن المنتجات الأقل تلويثا للبيئة، مثل البنزين والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا من 1.49 دولار للبرميل في 22 آذار (مارس) إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 آذار (مارس)، بزيادة 73 في المائة، بحسب رفينيتيف.

وقال أنوب جاياراج سمسار شحن ناقلات لدى فيرنليس سنغافورة إن مؤشرا قياسيا للشحن البحري للسفن من فئة (لونج-رينج 2) من الشرق الأوسط إلى اليابان، المعروف باسم تي.سي 1، ارتفع إلى 137.5 نقطة (ورلد سكيل) في وقت مبكر من الجمعة، مقارنة بـ100 نقطة (ورلد سكيل) الأسبوع الماضي.

وعلى نحو مماثل، سجل مؤشر لتكاليف الشحن للسفن من فئة (لونج-رينج 1) على المسار نفسه، المعروف باسم “تي.سي 5″، 130 نقطة (ورلد سكيل)، ارتفاعا من 125 في نهاية الأسبوع الماضي. وورلد سكيل هي أداة للقطاع تستخدم لحساب تكاليف الشحن.

وقال محللون إن تأثير تأخيرات الشحن البحري على أسواق الطاقة سيخفف منه موسم يتسم بانخفاض الطلب على النفط الخام والغاز الطبيعي المسال.

وقالت شركة كبلر لمعلومات البيانات “الطبيعية الموسمية لهذه التدفقات تعني أنه من المستبعد أن نشهد فرض ضغوط على شركات شحن الغاز الطبيعي المسال، التي تنقل شحنات إلى الشرق، إذ إن مسارات رأس الرجاء الصالح الأصول والأقل تكلفة تحظى بتفضيلها”.

وقال سمسار شحن بحري يعمل من سنغافورة إن عدة ناقلات غاز مسال حولت مسارها، مضيفا أن المعنويات تجاه أسعار الشحن لناقلات الغاز المسال أكثر إيجابية بعد الحادث.

وأضاف أن بعض المشترين الأوروبيين، الذين يترقبون تأخيرات في إمدادات الغاز المسال من قطر ربما يدرسون خيارات أخرى مثل الشراء في السوق الفورية. لكن محللين يقولون إنه في ظل أن الطلب على الغاز المسال في موسم يتسم بالانخفاض، فإن التأثير ربما يكون ضئيلا.

وقال كارلوس توريس دياز رئيس أسواق الغاز والكهرباء لدى ريستاد إنرجي في مذكرة أمس الأول، إنه إذا استمر التوقف في قناة السويس لأسبوعين، قد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا.

وأضاف أن هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد على مليوني طن من الشحنات المؤجلة التسليم في ظل أسوأ تصور إذا ظلت القناة متوقفة لأربعة أسابيع.

في غضون ذلك، قال متعاملون في النفط إنهم يتبنون نهج الانتظار والترقب لمعرفة ما إذا كان ارتفاع المد المنتظر اليوم سيساعد على حل المسألة.

وقال متعامل مع شركة غربية “لدينا بعض الشحنات العالقة، الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح سيكون أسوأ”.

Leave A Reply