عون هدد الحريري فهل في جعبته مرشح آخر اليوم؟

سابين عويس- النهار:

 

بعد أسبوع من التأجيل، وعشية جلسة الاستشارات النيابية الملزمة، قال رئيس الجمهورية كلمته ولم يمش، موجهاً الرسائل في كل الاتجاهات، وان كان الاستهداف الأساسي للمرشح الطبيعي الأوحد لرئاسة الحكومة، على مسافة ساعات من تكليفه.

رفع رئيس الجمهورية بكلمته الى اللبنانيين مسؤولية ما آلت اليه البلاد، والتي وصفها بالإفلاس عن عاتق الرئاسة، فليس بيده التشريع والتنفيذ. نعى ولايته وهي على مشارف افولها، فأجرى جردة لما عجز عن انجازه بسبب التعطيل، رامياً كرة اصلاح لا يؤمن بتحققه في مرمى حكومة شكك بإمكان قيامها. والاهم من كل ذلك انه اطاح أي حظوظ من شأنها ان تعبد الطريق امام تأليف حكومي سريع.

فإذا كان رئيس الجمهورية قال كلمته ولم يمش، محدداً مكامن التعثر الخارجة عن سيطرته، فهذا يعني عملياً ان هذه الحال لن تتغير. وطالما انها لم تتغير في أربعة اعوام من الولاية الرئاسية، فهذا يعني واستنتاجاً لمدلولات الكلمة الرئاسية انها لن تتغير في ما تبقى من هذه الولاية.

الى اين يقود كلام عون، وكيف يُصرف في استشارات التكليف، وبعدها في مفاوضات التأليف، وهل رفع السقف في وجه المرشح الوحيد للتكليف ينحصر في اعلان الرفض لهذا المرشح او يرمي الى رفع سقف التفاوض على الحصة الرئاسية المسيحية في الحكومة؟

في القراءة للمضمون السياسي لكلمة عون رسائل واضحة للحريري يمكن اختصارها بالتالي:

اذا لم يكن رئيس الجمهورية شريكاً بالتكليف، فهو حتماً وبموجب الدستور، شريكاً في التأليف.

وعليه، لن تكون حكومة للحريري، ولن يكون تسهيلاً لمهمة التأليف، ما لم يكن لرئيس الجمهورية الكلمة الفصل، والا لا موافقة على اي تشكيلة ولا توقيع يذيل اي منها.

لا يد مطلقة في اي برامج اصلاحية يعد الحريري بتطبيقها على قاعدة المبادرة الفرنسية، ما لم تكن مشروطة بإصلاحات يريد الرئيس وضعها في رصيده قبل ترك الحكم.

دعوة النواب الى التفكير جيداً عند التكليف بآثاره على التأليف ينطوي على قطبة مخفية لا تقف عند حدود مطالبة النواب بممارسة دورهم، بل في دعوتهم الى حسن الاختيار، بما يطرح شكوكاً عما اذا كان لدى رئيس الجمهورية مرشح آخر، يمكن ان يتم طرحه خلال الاستشارات اليوم، ووضع مرشح آخر من الاسماء المطروحة في التداول في وجه الحريري، بما ينزع عنه صفة الزعامة في طائفته، خصوصا. اذا ما حصل اي مرشح يمكن اللجوء الى طرح اسمه على نسبة جيدة من الاصوات هي عملياً حصيلة أصوات الفريق المعارض للحريري.

لكن الاخطر في كلام رئيس الجمهورية والذي بدأ فيه إشارته الى ان لبنان يصبح “شيئاً فشيئاً في عزلة، وحتى الدولة العربية الأصغر، لذلك أسأل اللبنانيين عما يجب فعله، طارحا ” السؤال المصيري والحتمي: اين نحن وأين موقع لبنان، وما هي السياسات التي علينا ان ننتهج ازاء التغيرات والتفاهمات المحورية الكبرى، كي لا يكون لبنان متلقياً وغير فاعل في ما نشهده، فيغدو فتات مائدة المصالح والتفاهمات الكبرى؟”

السؤال مصيري حتماً وعلى اللبنانيين بناء لطلب رئيس البلاد الإجابة عليه؟!

في اي حال، كل المؤشرات بما فيها كلمة رئيس الجمهورية تشي بأن الاستشارات ستجري اليوم في موعدها، بعدما عكست كلمة عون انتقاله من صفوف “المتريثين لمعالجة الصعاب” الى صفوف الهجوم والوقوف بالمرصاد على قاعدة تكليف وبعدها نرى!

وكان لافتاً امس الاتصال الذي أجراه الحريري بالنائب اسعد حردان رئيس الكتلة القومية الاجتماعية التي تضم النائبين سليم سعادة والبير منصور وما صدر عن الاتصال انه تناول موضوع الاستشارات. وعلم من مصادر الكتلة ان الاتصال الذي يأتي بعد انقطاع طويل بين الرجلين، قد اسهم في ترطيب الأجواء بينهما، خصوصا وان حردان ابلغ الحريري ان الحزب القومي مع استعجال التأليف، وضرورة حلحلة العقد القائمة. والسؤال هل تسمي الكتلة القومية الحريري اليوم، وهل يكون لها ممثل في الحكومة العتيدة من الحصة المسيحية؟

Comments are closed.