دياب مكبل بطول “التصريف”..ولقاء عون والحريري وحده لا يؤلف الحكومة!

علي ضاحي

كل الدروب الى التأليف الحكومي، ملبدة بجليد الخلاف الشخصي والسياسي، بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون، والرئيس المكلف سعد الحريري.

ولا يبدو وفق اوساط نيابية بارزة في “الثنائي الشيعي”، ان كل الوساطات والتي خيضت لحل الازمة الحكومية، قد كتب لها النجاح او خرقت في جدار الازمة. 

ولا سيما الاكثر جدية منها كالمبادرة الفرنسية وبعدها محاولات البطريرك الماروني بشارة الراعي المتكررة لحل الازمة الحكومية، ولاحقاً حل أزمة الفيديو وتصريحي عون والنائب جبران باسيل بحق الحريري, واصطدمت وساطة الراعي لجمع الرئيسين عون والحريري، بشروط وتعنت من الطرفين بسبب تحول المشكل من سياسي الى سياسي-شخصي. 

وتقول الاوساط ان “الثنائي الشيعي” لا يمانع ان يكون له دور في ترطيب الاجواء، ولكن ذلك كما يقول الرئيس نبيه بري- رغم انه حاضر دوماً لأي مساعدة او مسعى- يتطلب لكي ينجح او تتكلل اي وساطة او مبادرة بالنجاح، يجب ان يكون هناك قبول من الطرفين واستعداد للمرونة والتجاوب مع اي مسعى والمقصود بالطرفين هنا عون والحريري.

وتكشف ان حراك المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم منسق مع “الثنائي الشيعي” وكذلك مع عون والحريري، وهو لاستشراف الاجواء للقيام، بأي مساعي لجمع الرئيسين عون والحريري. ويبدو ان ما لمسه ابراهيم وفق الاوساط ليس ايجابياً وان الاجواء صعبة وملبدة.

وفي خضم هذه الاجواء السلبية، برز تحرك لرئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، ومن خارج السياق المتأزم لتبرز جولته على كل من الرؤساء عون وبري والحريري. والتي تأتي وفق الاوساط كتحرك ذاتي ولرفع عبء تصريف الاعمال عن كاهله، والمكبل بالاستحقاقات والتجاذبات والازمة المالية والمعيشية و”الكورونية”. 

ويتزامن هذا الحراك المنسق ايضاً مع رؤساء الحكومات السابقين، الذين “دفنوا” التأثيرات السلبية لفيديو عون ضد الحريري في “مهدها” بعدم الرد عليه ومنع السجال حوله.

ويهدف هذا التحرك الذي يقوم به دياب الى الخروج من مأزق تصريف الاعمال غير المتوفرة شروطه السياسية والدستورية، وفي ظل الاستحقاقات الضخمة التي يفترض وجود حكومة اصيلة للتصدي لها، وبالتالي كسر جدار الازمة السميك والذي زادت “ٍسماكته” في ظل الخلاف المستحكم بين عون والحريري.

وتؤكد الاوساط ان النتيجة الفورية للقاءات دياب، كانت في تحريك عجلة التأليف “الصدأة” والعالقة في جليد النوايا واختبار الثقة وترميم “التناول الشخصي” من عون وباسيل للحريري، وصولاً الى تعطيل مقصود سببه الضبابية، التي تحيط بلبنان والمنطقة والعالم في انتظار تسلم جو بايدن مقاليد البيت الابيض.

وفي ظل ما يحكي عن انطلاق التحضيرات لحوار خليجي- ايراني تقوده قطر. والتي اطلقت وساطة ايضاً بين السعودية وتركيا من جهة.

كما تقود قطر وساطة اولية بين السعودية وايران ويبدو وفق الاوساط انه حراك خجول ولم ينضج بعد، في حين تؤكد الاوساط انها “سمعت” معلومات عن بدء الحوار الاميركي- الايراني بعد زيارة جس نبض قام بها احد مسؤولي ادارة بايدن الى ايران. ولكن الاوساط لا يمكنها تأكيد هذه المعلومات ولا سيما ان الطرف الايراني يتكتم من دون نفي او ايجاب.

لذلك تخلص الاوساط الى ان اذا نجح مسعى دياب في جمع عون والحريري، ويبدو انه سينجح، لا سيما ان هناك معلومة عن اتصالات تحضيرية وتمهيدية اجراها دياب مع عون والحريري قبل الاعلان عن لقاءاته الثلاثة امس الاول، لن يكون اللقاء كافياً وحده من دون وجود “حشوة دافعة” للتأليف ومنها الاجواء الداخلية الملائمة وتنازل كل من الطرفين، وصولاً الى ضوء اخضر اميركي ومعه مباركة خليجية كاملة، للوصول الى حكومة متوازنة، ومع شروط اقل من كل الاطراف ووجود ضمانات، حتى نهاية العهد لكل المتوجسين من عون وصهره!

Leave A Reply