تبنين تنادي باستلام الجيش وتطبيق الـ1701

بلدة تبنين الجنوبية، مسقط رأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء بنت جبيل في محافظة النبطية، ومركز لاتحاد بلديات القلعة في القضاء. يحدّها برعشيت وصفد البطيخ شرقاً، حاريص غرباً، عيتا الجبل وبيت ياحون جنوباً والسلطانية شمالاً. تبتعد عن العاصمة بيروت 110 كلم تقريباً باتجاه الجنوب، وترتفع عن سطح البحر 700 متر ، مساحتها 7 ملايين و500 ألف متر مربّع.

هذه البلدة التاريخية الرابضة على سفوح تلال جبل عامل، ارتبطت شهرتها بقلعتها الأثرية التي وضع حجر أساسها الآراميون، فأُطلق عليها اسم تبنين، وتعني بالآرامية البناء المشيّد، إلا أنّ محيطها تضرّر بالغارات الجوية الإسرائيلية في عدوان أيلول الأخير، فانهار جزء من سورها الجنوبي.

وتتميّز تبنين أيضاً بحصنها التاريخي المواجه للقلعة، وبمقامها الديني (مقام النبي صديق)، وبمنازلها القديمة وغابة الصنوبر والمحمية الطبيعية، وبسوقها الشعبي، وبغنى ينابيعها، والأهمّ؛ بالعيش المشترك فيها.

رئيس بلديتها نبيل فواز أوضح “أنّ تبنين، كغيرها من البلدات الجنوبية، تعرّضت لحرب شعواء لم يسلم منها البشر والحجر، ولا حتى قلعتها، وقد فقدت خيرة من شبابها، حيث بلغ عدد الشهداء 25 شهيداً وعشرة جرحى” .

يبلغ عدد سكّان تبنين حوالي 15,000 نسمة، يقيم معظمهم في بلاد الاغتراب، ولا سيّما في الولايات المتحدة الاميركية وأوروبا، ويسكن فيها دائماً حوالى 8 آلاف نسمة، ويرتفع هذا العدد صيفاً إلى أكثر من 10 آلاف نسمة.

إضافة إلى أهالي البلدة، يقيم في تبنين حالياً حوالى 250 عائلة لبنانية نازحة من البلدات الحدودية ، و100 عائلة نازحة من التابعية السورية. وخلال العدوان، غادرها الجميع إلى بيروت وكافة المناطق اللبنانية، و 10 بالمئة منهم سافروا إلى الخارج.

وأوضح فواز أنّه “بعد وقف إطلاق النار، عاد جميع النازحين إلى بيوتهم، ومن دُمّر منزله هو يقيم حالياً عند الأقارب والأصحاب والمغتربين، أما من تضرّر فيعمل على ترميمه وصيانته بالإمكانات المتوفرة .”

وتحدّث عن تدمير حوالى 120 وحدة سكنية و20 مؤسسة تجارية، وعن تعرّض الطرقات العامة لأضرار جسيمة، وكذلك الشبكة الكهربائية وشبكة المولّدات التابعة للبلدية، وشبكات المياه والصرف الصحّي والهاتف، كما توقّفت محطة تكرير المياه المبتذلة عن العمل وهي تخدم بلدة تبنين وخمس بلدات محيطة”.

وتابع:”المرافق العامة بدورها لم تسلم، وأهمها مستشفى تبنين، وسراي تبنين الحكومي ومجمّع الرئيس نبيه بري التربوي؛ ويضمّ ثانوية ومتوسطة رسمية ومسرح البلدية .”

مجلس الجنوب كشف على الأضرار في البلدة تمهيداً لدفع التعويضات للمتضرّرين متى توفّر التمويل الخارجي، كما أخضع سراي تبنين لأعمال الصيانة اللازمة لكي تتمكّن الدوائر الرسمية من مزاولة أعمالها مجدّداً.

وأوضح رئيس البلدية أنّه خلال الحرب، سعى جاهداً إلى تأمين مساعدات لمستشفى تبنين الحكومي لإبقائه في الخدمة، ومساعدات مالية للنازحين الفقراء، وتوزيع مساعدات عينية عليهم، بتمويل من المركز الثقافي في البلدة.

وفور العودة، سارعت البلدية بعمّالها وموظفيها إلى إزالة الردميات وكنس الطرقات ورفع النفايات، كذلك عاد التيار الكهربائي والمياه والاتصالات إلى الخدمة مجدّداً، “في وقت قياسي، بفِعل المتابعات الرسمية والخاصة وجهود عمال وموظفي المؤسسات العامة، وأُعيد تشغيل شبكة المولّدات الكهربائية بنسبة 50 بالمئة على أن تستكمل خلال أسبوع. وبعد التواصل والتنسيق مع هيئة إدارة الكوارث في محافظة النبطية والجهات المانحة، تمكّنت البلدية من الحصول على مساعدات طبّية وغذائية وأدوات نظافة وأغطية شتوية ولوازم مطبخ، وعلى وسائل تدفئة لتوزيعها على أصحاب المنازل المدمّرة”.

وأعرب فواز أخيراً عن أمله “في أن يستقرّ الوضع الأمني ويعمّ الهدوء على الأراضي اللبنانية كافة، ويتسلّم الجيش اللبناني زمام الأمور وتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع القوات الدولية ، كي يتسنّى لنا إعادة الإعمار والعودة إلى الاستقرار”.

المدى

Leave A Reply