الإثنين, ديسمبر 9
Banner

سريان وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال صباح اليوم تحت سقف الـ 1701

نتنياهو: الجيش يحتاج لإعادة تأهيل وتسليح… وبايدن: لن نرسل قوات أميركية

60 يوماً لانسحاب الاحتلال لا المقاومة… واستهداف قائد سلاح الجو في تل أبيب

جاء في صحيفة “البناء”: صباح اليوم يسري وقف إطلاق النار بين المقاومة وجيش الاحتلال، والاتفاق بنسخته المنشورة من هيئة البث الإسرائيلية هو النص الوحيد المتاح للاطلاع على الاتفاق وبنوده، ورغم أن المصدر هو الاحتلال يمكن القول إن النص هو نسخة “مخفّفة” من بنود القرار 1701 لعام 2006، حيث الاتفاق محصور في منطقة جنوب الليطاني، ولا يوجد أي ذِكر لمناطق شمال النهر، باستثناء الحديث عن انتشار الجيش اللبناني على المعابر (علماً بأن الجيش اللبناني موجود). كل ما قيل سابقاً عن اتفاق على نزع سلاح الحزب أو تفكيك ترسانته خارج جنوب الليطاني، لا وجود له في الاتفاق، لا تصريحاً ولا تلميحاً. ولا يأتي الاتفاق على ذِكر أي دور القوات الدولية (اليونيفيل)، بما يخص الصلاحية الأمنية في جنوب لبنان، بل يحصر الأمر بالجيش اللبناني، أما اللجنة الخماسية التي تتلقى شكاوى خرق الاتفاق فهي نسخة معدلة من لجنة مراقبة اتفاق نيسان 1996، و نسخة مزيدة من اللجنة الثلاثية التي نشأت بعد العام 2006، وغالبية ما نُشر في الإعلام الإسرائيلي عن الاتفاق وجرى التعامل معه كحقيقة مطلقة في الإعلام اللبناني لم يَرِد في النسخة الأخيرة من الاتفاق، ويبدو أنه عندما أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة برغبته بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كانت عمليته البرية قد وصلت إلى مداها الأقصى، وبات على كيان الاحتلال إما وقف الحرب أو توسيعها. وأن الأداء الأسطوري للمقاومة هو ما دفع بنتنياهو إلى اختيار وقف الحرب، وهو ما جعل السقف الإسرائيلي في الاتفاق منخفضاً، مقارنة بما أُعلِن في الأسابيع الماضية.

نتنياهو تحدث عن أسباب القبول بوقف إطلاق النار أو طلبه، فتباهى بأن العالم فخور بإنجازاته وهو يتلقى مذكرة توقيف كمجرم حرب من المحكمة الجنائية الدولية، ووجّه تهديدات نحو ايران وسورية وتباهى باستهداف اليمن، متجاهلاً أيضاً أن جيشه ومن خلفه الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن يفشلان فشلاً ذريعاً في ضمان عبور سفينة واحدة لا تسمح لها اليمن بالعبور في البحر الأحمر. ثم بعد جملة أكاذيب اعترف نتنياهو بالسبب الحقيقي لطلب وقف النار وهو أن الجيش متهالك يحتاج إلى إعادة تأهيل وإعادة تسليح، وقد فقد الكثير من أسلحته والكثير من مخزون الذخائر، بينما كان الكلام الجوهريّ للرئيس الأميركي جو بايدن هو الإعلان عن أن لا قوات أميركية سيتم إرسالها بخلاف ما جرى ترويجه عن وصول مئات الجنود الأميركيين للإشراف على تطبيق الاتفاق، وكان لافتاً أن النص تحدّث عن مهلة 60 يوماً لانسحاب الاحتلال إلى الخط الأزرق وإدارة مفاوضات لحل النزاعات حول الحدود، لكنه لم يضع مهلة لسحب حزب الله وحداته العسكرية النظامية من جنوب الليطاني.

عشية سريان وقف إطلاق النار شن الاحتلال عشرات الغارات التدميرية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً للعاصمة بيروت، بينما استهدفت المقاومة بصواريخها وطائراتها المسيّرة مستوطنات الجليل وصولاً إلى حيفا وتل أبيب حيث أعلنت عن استهداف قائد سلاح الجو بطائرات مسيّرة انقضاضيّة.

وشن العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً على مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً الى العاصمة بيروت، قبل ساعات من إعلان من تصديق الطاقم الوزاري المصغر في «إسرائيل» على وقف إطلاق النار مع لبنان الذي من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ العاشرة صباح اليوم.

وكان رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، أن «وقف إطلاق النار ومدّته يعتمد على ما يحدث في لبنان»، وادعى أن «الجيش الإسرائيلي سيهاجم كلما سجل انتهاكاً للاتفاق، ونحتفظ بحرية العمل العسكري بالكامل، إذا قام حزب الله بتسليح نفسه سنهاجم، وإذا بنى بنية تحتية بالقرب من الحدود سنهاجم».

وقد نشرت هيئة البث الإسرائيلية الاتفاق الكامل بين «إسرائيل» ولبنان:

1- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد «إسرائيل».

2- «إسرائيل»، بدورها، لن تنفذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك من البر والجو والبحر.

3- تعترف «إسرائيل» ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

4- هذه الالتزامات لا تنفي حق «إسرائيل» أو لبنان في ممارسة حق الدفاع الذاتي.

5- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان.

6- كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.

7- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.

8- سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونيّة لا تتماشى مع هذه الالتزامات.

9- سيتم تشكيل لجنة مقبولة من «إسرائيل» ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

10- ستقوم «إسرائيل» ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة «يونيفيل» (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان).

11- ستنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقاً لخطة الانتشار.

12- ستقوم «إسرائيل» بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.

13- ستدفع الولايات المتحدة لمفاوضات غير مباشرة بين «إسرائيل» ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.

وكان نتنياهو قال لرؤساء السلطات المحلية في شمال «إسرائيل»، قال إنه لن يعود أحد لمنزله حالياً حتى نرى التزام الطرف الآخر بالاتفاق.

غير أن مصادر مطلعة لفتت لـ «البناء» الى أنه وحتى منتصف ليل أمس، لم تُعرف الصيغة النهائية التي تمّ الاتفاق عليها وما إذا كانت نفسها التي تم التفاهم عليها بين الرئيس نبيه بري ومبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة أو صيغة نهائية تم تعديلها بعد لقاء هوكشتاين مع نتنياهو، كما لم يعرف إذا ما كانت الحكومة اللبنانية والمفاوض اللبناني قد تسلمت الصيغة الأخيرة، لكي تناقشها الحكومة اللبنانية في جلستها اليوم للتصديق عليها! وأوضحت المصادر أن «من المفترض أن لا تتضمن الصيغة النهائية لـ«إسرائيل» حرية الحركة بالتدخل العسكري ضد أي خرق للقرار 1701 كما لا يتضمن أي وصاية أو تدخل مباشر للجنة الدولية ولا تدخل عسكري أميركي مباشر».

وفي سياق ذلك، أوضح نائب رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» محمود قماطي، أننا «نشكك في التزام نتنياهو الذي عودنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق»، مؤكداً أنه «يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة غداً» (اليوم).

بدوره، أشار النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله، في حديث لـ«الميادين»، الى أن بنود الاتفاق التي يتحدث عنها إعلام العدو تختلف عن الورقة التي ناقشها لبنان مع هوكشتاين ولفت الى ان «كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية، ونحن نمرّ في ليلة خطرة وحساسة ولكن لن تكون للاحتلال اليد العليا». ولفت فضل الله، الى أننا «لا نتحدث عن مبالغات وإنما نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار»، مضيفاً «في اليوم التالي للحرب سيرفع أبناء الجنوب والبقاع والضاحية وكل مواطن شريف راية المقاومة والتحرير». وقال فضل الله: «لم يتحقق من الأهداف الإسرائيلية إلا التدمير والقتل ومحاولة بث الفوضى بين الناس في هذه الليلة، والمقاومة حتى اليوم تركز على المنشآت العسكرية الإسرائيلية وعملياتها تتمّ من منطقة جنوب الليطاني»، وتابع: «جيش الاحتلال بكل التكنولوجيا التي يملكها فشل في وقف عمليات المقاومة جنوب الليطاني». لافتاً الى أن «قد يستطيع العدو بث الخوف في قلوب المدنيين لكن قيادة المقاومة قرارها واضح بالمواجهة حتى اللحظات الأخيرة». وأضاف «نحن كلبنانيين وطنيين دورنا الأساسي هو الصمود والثبات ومنع العدو من تحقيق أهدافه»، وقال: «النصر يُقاس بتحقيق الأهداف فقط والعدو لم يحقق أهدافه».

وذكرت معلومات لـNBN» « بأن هوكشتاين ارسل كتاباً خطياً إلى لبنان أكد فيه سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجر اليوم بتوقيت لبنان.

وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه تلقى اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار. وقد شكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الأميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد أموس هوكشتاين للتوصل الى وقف إطلاق النار.

وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم. واعتبره خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم. كما انه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي.

تابع البيان «إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، أجدّد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما أطالب بالتزام العدو الإسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملاً».

وأعلن مكتب نتنياهو في بيان، بأن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بأغلبية 10 أصوات، مقابل اعتراض صوت واحد. وأوضح المكتب أن نتنياهو تحدّث هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن وشكره «على جهوده» وصولاً لإبرام هذا الاتفاق.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن «إسرائيل» ولبنان وافقا على اتفاق وقف إطلاق النار، شاكراً في السياق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ولفت بايدن في مؤتمر صحافي، إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية.

وأعلن بايدن أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسري مفعوله في الساعة 10 صباح اليوم بتوقيت لبنان و»إسرائيل». ولفت الى أنه خلال 60 يوماً سيسيطر الجيش اللبناني على أراضيه وستسحب «إسرائيل» ما تبقى من قواتها من لبنان.

وكان العدو الإسرائيلي شنّ عدواناً واسع النطاق على لبنان، واستهدف بسلسلة غارات الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت في برج أبي حيدر والبسطة وزقاق البلاط وراس النبع وكورنيش المزرعة. كما استهدف بغارات منطقة طرابلس وعكار.

وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مناطق ونقاطاً حدودية بين سورية ولبنان من جهة عكار.

ومساء أمس، وجّه جيش العدو تهديداً جديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية، في برج البراجنة والغبيري.

في المقابل ردّ حزب الله باستهداف عدد كبير من المستعمرات والقواعد العسكرية في شمال فلسطين المحتلة، وقصف نهاريا وكريات شمونة ومدينة حيفا وتل أبيب.

وأعلن حزب الله في بيان، أنّ أحد الأهداف العسكريّة الحساسة التي تم استهدافها بتاريخ 18-11-2024 في مدينة تل أبيب، كان مقرّ إقامة قائد سلاح الجو في جيش العدو الإسرائيلي اللواء تومار بار، بسربٍ من المُسيّرات الانقضاصية النوعيّة، وقد حققت العمليّة أهدافها بدقة، وسط فرض قيود مشدّدة من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الحادثة.

واستهدف الحزب مستوطنة معالوت ترشيحا، بـ«صليةٍ صاروخية، كما قصفت المقرّ المستحدث لقيادة ‌‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب مستوطنة كابري، بصليةٍ صاروخية». كما استهدفت المقاومة تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة زرعيت، بصليةٍ صاروخية، وتجمعاً لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شوميرا، بصليةٍ صاروخية، وتجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية.

Leave A Reply