نتنياهو يتراجع ويقرّر إعادة إرسال الوفد العسكري إلى واشنطن لبحث معركة رفح

كتبت صحيفة “البناء”: تواصلت جرائم جيش الاحتلال في غزة، واستمرّت حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، ودارت مواجهات ضارية بين المقاومة وجيش الاحتلال، اعترف بنتيجتها بـ 24 إصابة في يوم واحد، بينما شهدت الضفة الغربية المزيد من المواجهات بين المقاومين، خصوصاً في جنين ونابلس وطولكرم وجيش الاحتلال. وجاءت استطلاعات الرأي في كيان الاحتلال تظهر تراجعاً جديداً في شعبية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، فيما حملت صرخات مستوطني شمال فلسطين المحتلة تعبيراً عن تراجع الثقة بالجيش والمؤسسة الحاكمة، بينما تتسرب تصريحات لمسؤولين عسكريين تؤكد عدم الثقة بالقدرة على تحقيق إنجازات عسكريّة فيما لو ذهبت الأمور نحو معركة في رفح. وتحذر من كارثة في حال شنّ حرب على لبنان والمقاومة فيه. وفي قلب هذه المناخات قرّر بنيامين نتنياهو التراجع عن قراره عدم إرسال وفد عسكري الى واشنطن لمناقشة معركة رفح. وكشف مسؤولون أميركيون عن تلقيهم رسالة واضحة من نتنياهو أن وفداً يمثله سوف يصل الى واشنطن الأسبوع المقبل. وهو ما قرأته مصادر عسكرية اعترافاً بالعجز عن خوض معركة رفح دون دعم أميركي كامل من جهة، والاستفادة من التعنّت بالحديث عن نيّة الذهاب الى المعركة، وربط تأجيلها بالحرص على العلاقات الأميركية الإسرائيلية، فيكسب مرتين، مرة بالحفاظ على خطاب يرضي الشارع اليمينيّ في الكيان عبر رفع صيحات الحرب، ومرة بإرضاء الشارع المعارض عبر الحرص على العلاقة مع واشنطن.

في واشنطن نشر معهد غالوب للدراسات نتائج استطلاع للرأي يظهر تحولاً هاماً لصالح وقف الحرب، حيث أيّد 55% من الأميركيين مطالبة الرئيس جو بايدن باتخاذ خطوات عملية لإنهاء الحرب، بينما سجل 75% من المصوّتين في الحزب الديمقراطي تأييدهم لوقف الحرب، وكانت النسبة في آخر استطلاعات الرأي في نهاية شهر كانون الأول وفق استطلاع الرأي الذي أجرته شركة هاريسون وجامعة هارفارد، 68% يؤيّدون موقف بايدن برفض وقف الحرب واعتبار ذلك تحقيقاً لمكاسب لصالح حركة حماس. وتعتقد مصادر متابعة للمشهد الانتخابي الأميركي أن وضع بايدن الحرج رئاسيّاً سوف يفرض عليه الإصغاء لهذه الأصوات إذا أراد أن يعزّز فرصه بالفوز الرئاسي، كما اعتبرت أن تأييد نسبة 55% من الأميركيين لوقف الحرب، يعني أن على المرشح دونالد ترامب أن يأخذ ذلك بالاعتبار.

لبنانياً، كان الحدث في مجزرة الهبارية التي ارتقى فيها سبعة شهداء من الإسعاف اللبناني، ردّت عليه المقاومة بإطلاق عشرات الصواريخ على ثكنات ومباني كريات شمونة أشعلت العديد من الحرائق. واعترف جيش الاحتلال بسقوط قتيل وجريح بنتيجتها، بينما قال مستشفى صفد وحده أنه استقبل ستة جرحى. وكان الحدث موضع تعليقات ومواقف تنديداً بالعدوان الإجرامي لجيش الاحتلال، وإشادة بوحدة الدم الذي يتجسّد على أرض الجنوب، بينما كشف حزب الله أن كل ما قيل عن حكاية إطلاق صواريخ للمقاومة من بلدة رميش هو أكاذيب ملفقة.

تصدّر الجنوب المشهد المحلي مع استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي فجر الأربعاء مركز الطوارئ والإغاثة الإسلامية في بلدة الهبارية بغارة بالصواريخ، ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى. وسجل مساء أمس غارة على بلدة طيرحرفا استهدفت منزلاً بصاروخين أحدهما لم ينفجر، فيما الثاني دمّره بالكامل، وأفيد عن سقوط شهداء، بينهم عناصر من الهيئة الصحية الإسلامية. كما سقط عدد من الشهداء والجرحى في غارة شنها الطيران المعادي على مقهى في بلدة الناقورة.

وإثر ذلك، أعلن حزب الله أنه «وردًا على المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني في بلدة الهبارية، انه قصف مستعمرة كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ». وأفادت معطيات صحافية عن مقتل مستوطن إسرائيلي جراء القصف الصاروخي على كريات شمونة، وعن إصابة 4 بينهم حالة حرجة في القصف على كريات شمونة. وأطلق جيش العدو الإسرائيلي نيران أسلحته الرشاشة من مواقعه المتاخمة لبلدة عيتا الشعب باتجاه أطراف البلدة وعلى الأحراج المجاورة. وسقطت قذيفتان مدفعيتان من مرابض الجيش الإسرائيلي بين بلدتي الطيبة وعديسة… في المقابل، أعلن حزب الله انه استهدف «انتشاراً ‏لجنود العدو الإسرائيلي في محيط مستعمرة شتولا بالقذائف المدفعية».‏ واستهدف «موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة».

ونقلت صحيفة العدو «هآرتس» عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، قوله إنّ «عمق لبنان يتحوّل إلى منطقة حرب وحزب الله بدأ يخاطر». وأقرّ برنامج تدريب هذا العام ويركز على رفع جاهزية سلاح الجو لحرب على جبهة الشمال.

وقال قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، «إننا جاهزون من الليلة لـ»التصرّف» على الحدود اللبنانية»، مشيراً إلى «أننا نشهد حرباً منذ 6 أشهر على حدود لبنان». وزعم في تصريح مساء الأربعاء تنفيذ هجمات نوعيّة ضد حزب الله لتكبيده خسائر فادحة»، معتبراً «أننا عازمون على تغيير الوضع الأمني في المنطقة الشمالية مع لبنان».

ليس بعيداً، أودعت وزارة الخارجية والمغتربين الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بناء على مداولات الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء تاريخ 19 آذار 2024، نسخاً من الرسائل والشكاوى البالغ عددها 22 ضد «إسرائيل» الموجهة إلى أمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، عبر بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، منذ بدء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في شهر تشرين الأول الماضي. وقد وثق لبنان عبر هذه الشكاوى، خروق «إسرائيل» لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وحث أعضاء مجلس الأمن مجتمعين على إدانة هذه الاعتداءات، وطالبهم بلجم انتهاكات «إسرائيل» للسيادة اللبنانية والحؤول دون نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق. كما تضمّنت أيضاً بعض هذه الشكاوى ردود لبنان المفصلة على ادعاءات إسرائيلية تتهم فيها لبنان بخرق القرار 1701. كذلك طرح لبنان في رسائله الى مجلس الأمن الدولي خريطة طريق، وتصوّراً لتحقيق استقرار مستدام في الجنوب اللبناني من خلال التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الأمن 1701.

وفي هذا الوقت وصلت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الى لبنان لعقد سلسلة لقاءات وزيارة اليونيفيل جنوباً، واستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، رئيسة وزراء إيطاليا. وعبّر الرئيسان ميقاتي وميلوني عن ارتياحهما لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2728 القاضي بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان، وأبديا تطلعهما الى أن يتم تطبيقه وأن يتحوّل الى وقف إطلاق نار مستدام.

كما تطرّق البحث الى قرارات مجلس الامن المتعلقة بالمنطقة ولبنان، حيث كرّر رئيس الحكومة التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، ووجوب أن تلتزم «إسرائيل» بتطبيقه كاملاً ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً. وعبّر عن حزنه العميق وإدانته لاستشهاد سبعة مسعفين في جنوب لبنان جراء العدوان الإسرائيلي.

كما تطرّق البحث إلى ملف النازحين السوريين في لبنان والمهاجرين غير الشرعيين في منطقة البحر المتوسط.

واتفق الحانبان على ضرورة تضافر الجهود الدولية والتنسيق بين البلدين، ومع أوروبا عموماً، للحدّ من هذه الظاهرة واستكشاف الحلول التي تساعد على التوصل الى حل مستدام لقضية النازحين.

هذا وتسلّم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي دعوة من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة للمشاركة في اجتماع الدورة العادية الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، وذلك يوم الخميس 16 أيار 2024.

أما الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر فدعت «المقاومة للقيام بكل ما يجب لتجنيب المدنيين في كل لبنان، وتحديداً في قرى الجنوب والبقاع الحدودية، خطر التعرّض للقصف الإسرائيلي، وطالب التيار الجيش والمقاومة وقوات الطوارئ بإجراء كل ما يلزم لطمأنة الأهالي مع التفهم لحقّهم في رفض أي استدراج للحرب يهدّد حياتهم وممتلكاتهم. وذكّر التيار أن الاحتضان الوطني والشعبي هو واجب بالدفاع عن لبنان، ولكنّه يبقى خياراً عندما يتعلّق الأمر بساحات أخرى». ورحّب التيار «بالمشاورات الجارية في بكركي وأمل بصدور وثيقة وطنية للحفاظ على لبنان ورسالته ونموذجه وميثاقه وصيغته ويعمل للاتفاق على إجراءات عملانية تتفق عليها القوى المجتمعة لضمان حماية وحدة لبنان واحترام الشراكة المتوازنة في الدولة، ولمواجهة خطر إقصاء المسيحيين وإظهار حجم الرفض لما يجري من مماطلة في انتخاب الرئيس وضرب صلاحياته وتغييب الشراكة في غيابه».

وشدد رئيس حزب القوات سمير جعجع على انه غير مقتنع بنتيجة لقاء بكركي ولا سيما انه لا يستشرف جدوى منه، ولكن تأتي مشاركة «القوات» لأسباب مختلفة وفي طليعتها «من أجل الكنيسة». وقال: وضعنا في بكركي النقاط على الحروف وفسحنا للنائب جبران باسيل المجال للتفكير، وأنا شبه أكيد انه في حال قبل «الحزب» بالتفاهم مع باسيل على رئيس ما للجمهورية غير رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية فسيجلس معه، لذا من المرجح ان تكون لقاءات بكركي وللأسف «طبخة بحص» ويبقى الأهم أننا بتنا نعرفه جيداً وندرك تماماً كيفية التعاطي معه.

الى ذلك أعلن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري أن نهاية آذار الحالي سيكون الموعد لإطلاق التعميم 166، والدفع سيكون بمفعول رجعي، عازياً السبب إلى أن تطبيق التعميم يتطلب وقتاً في المرحلة الأولى لأن هناك رفعاً للسرية المصرفية عن حجم معين من الحسابات وهناك مركزية المخاطر في مصرف لبنان.

Leave A Reply