الأسلحة المحرّمة دولياً ترفع نسب السرطان في الشرق الأوسط!

تحتفل الدول في 4 شباط من كل عام بـ “اليوم العالمي للسرطان”، المعروف شعبوياً باسم “هداك المرض”، تفادياً للفظ اسمه، خوفاً من لعنة الاصابة به، وكأنه “رشح”. ويهدف المهتمون في هذا اليوم إلى نشر التوعية حول مرض السرطان، والمعاناة منه، لا سيما وأنه يُعدّ ثاني سبب رئيسي للوفاة في العالم، وفق منظمة الصحة العالمية.

كما اعتُمد يوم 15 شباط من كل عام يوماً عالميّاً لسرطان الأطفال، وبذلك جرى تخصيص يومين في الشهر نفسه للتركيز على هذا المرض. ولأن الأورام التي تصيب الأطفال ازدادت في الفترة الأخيرة، اتُّفق على تخصيص يوم للتعاون في هذا المجال لما له من تأثير مدمر على العائلة التي فيها طفل مصاب، بما يجرّ من ألم نفسي على كل المحيطين به.

وفي هذه المناسبة، أشار رئيس “التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني”، البروفيسور رائف رضا، إلى أن “منظمة الصحة العالمية تتحفنا سنوياً في هذا اليوم بأن لبنان فيه أعلى نسبة سرطان بين دول غرب آسيا، وأهم أسبابه قصف إسرائيل على جنوب لبنان، وضاحيته الجنوبية، وغيرها من المناطق عام 2006 بقنابل الفوسفور الأبيض واليورانيوم المنضب المحرمة دولياً، بحيث أنها تترك اشعاعات نووية طويلة الأمد لسنوات عدة في التربة، وما تحتها من المياه الجوفية ملوثة البيئة وانتشارها وتأثيرها على الصحة من شرب المياه وأكل المزروعات وتلوث الهواء”.

وفي متابعة لهذا الموضوع، قال البروفيسور رضا لموقع “لبنان الكبير”: “ان هذه القنابل مليئة بالمعادن الثقيلة كالرصاص والكادميوم والستروتنيوم وغيرها من المواد المسرطنة، كل هذه نضعها برسم منظمة الصحة العالمية التي تذكرنا بشعارات يجب أن تدرك أسبابها الحقيقية، وخصوصاً في لبنان وغزة، وأن تعزو الأسباب الرئيسية وأقلها تساؤلات لماذا لبنان الدولة الأولى في السرطان في غرب آسيا؟ علّنا نستطيع أن نثق بها، خصوصاً وأن الأمر يتكرر حالياً في جنوب لبنان وغزة، وهي غائبة عن السمع”.

وأوضح رضا، أن الاشعاعات وحدها تسبب أمراضاً سرطانية، ولو لم تكن هناك دراسات فعلية حول النسب والأرقام، واصفاً الأمر بأنه “معتّم إعلامياً من المعنيين، بسبب خوفهم من تداول الموضوع وتوجيه أصابع الاتهام، لذلك ليست هناك دراسات تحمّل الدولة المسؤولية، ولا دراسات حول نسب السرطان في لبنان”.

وتساءل رضا: “هل فعلاً ما تطلقه إسرائيل مجرد قنابل فوسفورية، أم تحتوي أيضاً على اليورانيوم المنضب، الذي يحتوي على إشعاعات تسبب السرطان، في القولون، الجهاز التنفسي، البروستات وغيرها، ويبقى أثرها حتى حدود الـ 50 سنة”، لافتاً الى أن “أحد الحلول التي يمكن إعتمادها من أجل التخلّص من أثر هذه الاشعاعات، يكون عبر تغيير التربة، لمعرفة مدى عمق الاشعاعات في الأرض”.

ولا يخفي رضا، “أننا نعيش في نتائج تراكمية لكل الأسلحة المحرّمة دولياً التي استعملها الإسرائيلي قبل العام 2000، وحتى يومنا هذا، ومع ذلك لم تتحرّك جهة معنية، خصوصاً وأننا شهدنا في الآونة الأخيرة ارتفاعاً في نسب مرضى السرطان، فهل الأمر قضاء وقدر؟”.

فاطمة البسام – لبنان الكبير

Leave A Reply