نتنياهو يخشى انهيار الحكومة بقبول صفقة التبادل… وتلقى عرضاً من لبيد

كتبت صحيفة “البناء”: رغم استمرار المواجهات العسكرية على كل جبهات الحرب، حيث عمليّات استهداف سفن جديدة في البحر الأحمر، وعمليات نوعيّة وأسلحة دقيقة جديدة للمقاومة على جبهة لبنان، ومزيد من الخسائر البشريّة وتدمير المزيد من الآليات والعتاد الحربي في غزة، واستئناف العمليات ضد القواعد الأميركية في العراق وسورية من جانب المقاومة العراقية، واستهدافها ميناء حيفا بطائرة مسيّرة، تبدو السياسة في الواجهة، رغم حال الترقب التي ترافق انتظار ترجمة ما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنه ردّ يمتدّ لأسابيع سوف تنفذه القوات الأميركية، على الاستهداف الذي تعرّضت له وأدّى لمقتل 3 جنود أميركيين وإصابة 40 منهم بجراح، ولكن أوستن كرّر ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن عن أن الرد لن يخرق سقف عدم الذهاب الى حرب، مضيفاً إلى ذلك مزيداً من الوضوح بالقول إن واشنطن ليست لديها الرغبة بمواجهة مع إيران.

في السياسة على الطاولة مقترحات صفقة تبادل الأسرى وهدنة طويلة لـ 45 يوماً قابلة للتمديد شهرين إضافيين مع صفقة تبادل ثانية ثم شهرين وصفقة ثالثة، وبينما ترأس بنيامين نتنياهو اجتماعاً للحكومة وآخر لمجلس الحرب لدراسة مشروع الصفقة واتخاذ القرار النهائيّ بصدده، لم تحسم الحكومة ولا حسم مجلس الحرب هذا القرار. وبدا أن نتنياهو محكوم بالخشية من انفراط عقد حكومته إذا حسم الأمر، وكان لافتاً تلقي نتنياهو عرضاً من زعيم المعارضة يائير لبيد لتشكيل حكومة بدون اليمين المتطرف الذي يعتبر نتنياهو أن تهديده بالخروج من الحكومة كافٍ لسقوطه من رئاسة الحكومة. وعرض لبيد الذي يتضمن الموافقة على صفقة التبادل، يضمن لحكومة الائتلاف البديلة للحكومة الحالية أغلبية راجحة في الكنيست، ويقدم لنتنياهو خشبة خلاص من مواجهة مخاطر قرار قضائيّ يُنهي حياته السياسية والشخصية إذا فقد منصبه كرئيس للحكومة.

حركة حماس المعنيّ الأول بالمقترح، قالت إنها لا تزال متمسكة بموقفها الأصلي الذي يربط كل مسعى لتبادل الأسرى بوقف الحرب بصورة نهائيّة، وضمان تبادل الأسرى بصورة تعني تحرير كامل عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال وانسحاب كامل لقوات الاحتلال من كل غزة، وفك الحصار عن القطاع وفتح الباب أمام صيغ إعادة الإعمار بصورة جدية، لكن حماس رغم هذا التمسك المبدئيّ سوف تدرس المقترح وتضع جوابها بيد الوسيطين المصري والقطري. وهذا يعني أن حماس يمكن أن تجيب بشروط تحسّن الصفقة لكنها لا تلغيها.

وفيما ينتظر العالم نتائج المفاوضات المستمرّة في باريس في إطار الجهود الدولية – الإقليمية للتوصل إلى تسوية لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بين حركات المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي لتفادي انزلاق المنطقة الى حرب كبيرة ومدمرة، بقيت الأنظار شاخصة الى الجبهة الجنوبية التي تعيش سباقاً بين اشتعال كامل للحرب بين «إسرائيل» وحزب الله، وبين الجهود الدبلوماسية لضبط الحدود وتجنب التصعيد، في ظل استمرار توافد المبعوثين الأوروبيين الى لبنان حاملين المزيد من الرسائل للحكومة وللحزب التي تصبّ في هذا الإطار. وبعد مدير المخابرات الخارجية الألمانية ووزير الخارجية الإسباني ورئيس أركان الجيش الفرنسي، وصل أمس، وزيرا خارجية بريطانيا دافيد كاميرون وهنغاريا بيتر سيارتو.

ومقابل التهديدات الإسرائيلية بتوسيع الحرب على لبنان، واصلت المقاومة في لبنان توجيه رسائل استباقية ردعية للعدو الإسرائيلي لتحذيره من مغبة ارتكاب حماقة، وذلك باستخدام أنواع مختلفة من السلاح كماً ونوعاً لا سيما بركان وفالق 1 و2. وأشار خبراء عسكريون لـ»البناء» الى أن «كشف حزب الله عن أنواع جديدة من الصواريخ وإصابة أهداف حساسة ودقيقة في شمال فلسطين المحتلة، يهدف الى إظهار جزء من قوته لردع العدو وثنيه عن توسيع الحرب على لبنان في ظل وجود دوافع تدفعه لذلك للهروب من أزماته الداخلية، إذ بدأ الحزب بتوجيه الرسائل الردعية، من استهداف القواعد العسكرية والجوية والاستخبارية الإسرائيلية في جبل الجرمق وصفد واستهداف أحد القبب الحديدية في شمال فلسطين المحتلة، ما يعني أن الحزب يملك قدرات عسكرية واستخبارية وتكنولوجية كبيرة لا سيّما الصواريخ الدقيقة التي يملك عشرات الآلاف منها، ما يمكنه من ردع العدوان الإسرائيلي وإحداث خسائر كبيرة في «إسرائيل»، لكون الصواريخ الدقيقة تمكنه من استهداف مراكز حيوية واقتصادية واستراتيجية حساسة في «إسرائيل» كالمطارات الحربية والمدنية والقواعد العسكرية ومنصات الغاز في حيفا والمرافق الاقتصادية والمالية بشكل دقيق». لذلك يشير الخبراء الى أن «إظهار حزب الله جزءاً من القدرات، عامل أهم في منع «إسرائيل» من توسيع عدوانها علىى لبنان»، لكن الخبراء يلفتون الى أن «الجيش الإسرائيلي لم تعد لديه القدرة على خوض حرب برية في لبنان، لأن أغلب الألوية القتالية من النخبة صرفت من الخدمة بعدما استنزفت في حرب غزة، لكن من المحتمل أن يكتفي الجيش الإسرائيلي بحرب جوية لاستهداف القرى الحدودية وتدميرها للضغط على حزب الله لوقف عملياته العسكرية ضد منطقة الشمال، لكن قوة الردع التي يملكها حزب الله قد تمنع الإسرائيلي من توسيع الحرب الجوية».

وفي سياق ذلك، أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين أن المقاومة اليوم في ذروة قوتها واقتدارها وجهوزيتها بكل اختصاصاتها وتشكيلاتها ومن ضمنها قوة الرضوان، وهي قادرة على أن توجّه ضربات قاتلة للعدو الإسرائيلي إذا فكر بأي مغامرة.

وخلال كلمة له في ذكرى مرور ثلاثة أيام على استشهاد الشهيد علي جمال شكر، في منطقة الأوزاعي قال السيد صفي الدين، إن ما تقوم به المقاومة اليوم باستخدام أسلحة جديدة هو إرسال رسالة فهمها الإسرائيلي، وأكد أن هناك قدرات لدى المقاومة لم تعلن عنها إلى اليوم، وأشار إلى أن العدو كما تفاجأ ببعض الأسلحة المستخدمة سيتفاجأ في المستقبل فيما إذا فكر بأي مغامرة، وهذه رسالة واضحة.

وعن المقاومة في فلسطين المحتلة قال، إن المقاومة في فلسطين وفي غزة سوف تبقى بإذن الله لأنها مقاومة منتصرة في الميدان، معتبرًا أن انكسار العدو واضح، وكل العالم يتحدّث عنه. ولفت السيد صفي الدين إلى أن النتيجة التي وصلت إليها المقاومة الفلسطينية في غزة إلى الآن على المستويين العسكري والميداني وعلى مستوى المواجهة والتحدّي باهرة ومذهلة بشعبها وأبطالها ومجاهديها وصواريخها وكل سلاحها، وبإمكاننا أن نقول إنها انتصرت على العدو الإسرائيلي وأذلّته وهزمته في الميدان.

بدورها أكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» إثر اجتماعها الاسبوعي «إن حفظ المصالح الوطنية اللبنانية هو في أساس مهام المقاومة الإسلامية التي تمارس حقها المشروع في الدفاع عن بلدها وشعبها، وعلى الحريصين على عدم توسّع نطاق التوتر أن يدركوا أن سبب التوتر في غزة ولبنان هو العدوانية الصهيونية المدعومة من دول غربية تعيش عقدة ذنب تاريخية لسنا معنيين بأي التزام اتجاهها، إضافة الى الاحتضان والرعاية الأميركية الدائمة للعدوانية والإرهاب الصهيونيين. وأضافت: «إن من لا يضمن وقف العدوان الصهيوني على غزة، كيف له أن يطالب بالوقوف على خاطر المعتدين الإسرائيليين على لبنان؟».

ويتحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالتين متتاليتين الأولى الثلاثاء في 13 الحالي بمناسبة يوم الجريح، والثانية في 16 شباط في ذكرى الشهداء القادة.

واستهدف ‌‌‌‌‌‌‏‌‏‌‌‌‏مجاهدو المقاومة الإسلامية، موقعي السماقة والرمتا في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة ‏وأصابوهما إصابةً مباشرة، بعدما كانوا استهدفوا في وقت سابق التجهيزات التجسّسية في موقع الرادار بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة ‏وأصابوه إصابةً مباشرة.‏

كما قصفوا تجمّعاً لجنود الاحتلال في ثكنة زرعيت.

ونشر الإعلام الحربي في «حزب الله»، مشاهد من «عملية استهداف المقاومة الإسلامية التجهيزات التجسسية في موقع الرادار التابع لجيش العدو الإسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة».

على الصعيد الدبلوماسي، جال وزير الخارجية البريطانية دافيد كاميرون على المسؤولين اللبنانيين في إطار الجهود الدولية لمنع تمدّد الحرب إلى لبنان.

واستهل كاميرون نشاطه من السراي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حيث تناول سبيل إرساء التهدئة في جنوب لبنان والحل السياسي والدبلوماسي المطلوب. وتطرق البحث الى دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين قوات اليونيفيل، والسبل الكفيلة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701.

وأكد رئيس الحكومة «أن لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الاتجاه». وشدّد على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدوليّة بحرفيتها، خاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل». أما وزير خارجية بريطانيا فشدّد على أولوية وقف إطلاق النار في غزة تمهيداً للانتقال الى المراحل التالية للحل.

كما زار الوزير البريطاني عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور سفير بريطانيا لدى لبنان هاميش كاول وجرى عرض لتطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة. وأكد الرئيس بري لوزير الخارجية البريطاني استهداف «إسرائيل» المدنيين والأحياء السكنية في القرى والبلدات الحدودية الجنوبية متجاوزة منطقة القرار الأممي 1701 ولقواعد الاشتباك وأن لبنان متمسك ومنتظر تطبيق هذا القرار منذ صدوره بكامله. وفي الاستحقاق الرئاسي أكد رئيس المجلس على الحاجة الى التوافق بين اللبنانيين لخصوصية لبنان والنظام اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية لاستكمال الإصلاح والنهوض الاقتصادي المطلوب.

بدوره، عبر وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو من الخارجية عن قلقه «من تفاقم النزاع المسلح في الشرق الأوسط وعلى المجتمع الدولي القيام ما بوسعه لوقف تدهوره لأننا نعرف أنه في حال ضلوع بلد واحد في هذا النزاع المسلح فهذا يعني قد نكون أمام حرب إقليمية أو حتى حرب تتخطى حدود الإقليم، احتمال يجب تفاديه، وهذا يمثل مصلحة حيوية للمجتمع الدولي من أجل تفادي اندلاع أي نزاع عسكري بين لبنان و»اسرائيل»». كما حثّ المجتمع الدولي «على مساعدة حكومة لبنان من أجل بذل قصارى جهدها لتفادي النزاع المسلح مع «إسرائيل»»، وأمل ان يتفهم المجتمع الدولي دلالة مثل هذا الموضوع وأن يحشد جهوده لتفادي أي نزاع مسلح في الشرق الاوسط.

كما زار سيارتو والوفد المرافق رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في ميرنا الشالوحي.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب «اننا لسنا مع أنصاف الحلول في جنوب لبنان». وقال في دردشة مع الصحافيين أن «المشروع الاسرائيلي يقضي بانسحاب حزب الله شمالاً لتتمكن من إعادة المستوطنين الى منازلهم، وهذا ما رفضناه لأننا نريد حلاً كاملاً، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة». أضاف «نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وأن تتوقف «إسرائيل» عن خروقها الجوية والبحرية والبرية».

وتابع «نحن مستعدّون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على اي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية، وبالانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول الى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت. نودّ إظهار الحدود وهذا ما طلبناه من الجميع، وقد طالبت بذلك خلال وجودي في نيويورك حيث التقيت الامين العام للأمم المتحدة و13 وزير خارجية آخرين وذكرت ذلك في كلمتي التي القيتها في جلسة مجلس الأمن ولاقت ترحيباً من الجميع. لبنان يريد السلام الكامل وليس أنصاف الحلول، وتكلمت في هذا مع الاميركيين، وكذلك مع سفيرتي فرنسا والولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان».

ووفق مصادر «البناء» فإن بعض من التقوا الموفدين الأوروبيين لمسوا منهم خوفاً على «إسرائيل» وليس على لبنان، والسعي لحل أزمتها في الشمال بعد تكثيف حزب الله عملياته النوعية ضد جيش الاحتلال. وحاول بعض الموفدين الأوروبيين وفق المصادر معرفة رؤية حزب الله لوقف الحرب على غزة، وما هو السقف الذي يراه مقبولاً لكي يوقف جبهة جنوب لبنان، لكن الحزب لم يعطِ أية إجابة على هذا السؤال.

وبحسب معلومات «البناء» فإن إحدى الدول الأوروبية أبلغت المسؤولين اللبنانيين خشيتها من تصعيد إسرائيلي غير مسبوق ضد لبنان بحال فشلت مفاوضات إطلاق النار والتبادل في باريس بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع ضغوط أميركية كبيرة على «إسرائيل» للحؤول دون توسيع الحرب على لبنان.

على صعيد آخر، وبينما يجري السفير السعودي مشاورات في الرياض غداة زيارة «الخماسية» للرئيس بري، أشار النائب مروان حمادة إلى أن «زيارة النائبين وائل أبو فاعور وملحم الرياشي الى السعودية، هي بهدف الاطلاع على مستجدات الأنباء والانطباعات في المملكة، والاجتماع بالفريق السعودي المعني بالملف اللبناني بعد عودة السعودية الى لعب دور القاطرة في اللجنة الخماسية». وفي ما يتعلق بموقف «اللقاء الديمقراطي» من دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، قال: «إن كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط واضح، ولا فيتو على أحد، ولكن الكتلة لم تجتمع بعد لدرس الخيارات المقبلة».

حياتياً، أكد رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس أن «لا أزمة محروقات والحلحلة قريبة». أضاف في حديث إذاعي «تبين لنا أن الضريبة ستكون على الأرباح لا المبيعات وهذه نقطة إيجابية». كما أعلنت الشركات المستوردة للبنزين والديزل والغاز أنها ستستأنف تسليم الموادّ النفطيّة في السّاعات المقبلة.

وتردد أمس، أن الوزراء في حكومة تصريف الأعمال تبلغوا أنّ الرئيس نجيب ميقاتي بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء الخميس المقبل في 8 شباط الحالي. وطُلِب إلى الوزراء تأكيد البقاء في لبنان والحضور تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبيّن أنّ النصاب سيكون مؤمّناً.

Leave A Reply