مطار بيروت: أي يد هكرته؟ وكيف؟ وهل شق طريقه إلى اللّائحة السوداء؟

بصور الشاشات المقرصنة خطف مطار بيروت الأضواء بعد تعرضه لـهجوم سيبراني أدى لتعطيل عملية تفتيش الحقائب إلكترونيًا ووصول رسائل مضللة إلى هواتف المسافرين تبيّن في ما بعد أنّ شركة طيران الشرق الأوسط لم ترسلها.

في الفضيحة الكبرى فضائح كثيرة وما رُوّج بداية عن أنّ جماعة “جنود الرب” تقف وراء هذا الخرق الفاضح لمجرد أنّ الرسالة التي ظهرت على كلّ الشاشات حملت هذا التوقيع يعدّ تسخيفًا حقيقيًا للكارثة التي وقعت.

وفي معلومات حصل عليها موقع “السياسة” فإنّ وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية بقي في مطار بيروت حتى ساعات الصباح الأولى وكان العمل يتمّ على مستويات عالية.

ووفقًا لمصادر “السياسة” فإنّ العدو الإسرائيلي هو المشتبه فيه الأول لا لأنّ جماعة جنود الرب قد نفت ضلوعها في هذا الخرق والتهكير بل لأنّ طريقة الخرق والتعطيل الذي حصل بعده وصعوبة الإصلاح وتفاصيل أخرى بقيت سرية كلّها تشير إلى أنّ المرتكب جهة لديها تطور تكنولوجي كبير وخبرة كبيرة.

وكشفت المصادر أنّ العمل في مطار بيروت استدعى تدخل فرقًا رفيعة المستوى لمحاولة إصلاح الأعطال.

من جهته، أشار الخبير في التحول الرقمي وأمن المعلومات رولان أبي نجم في اتصال مع “السياسة” إلى نقاط الخلل والضعف الذي اعترف فيهh وزير الاتصال جورج القرم سابقًا كما مدير عام هيئة “أوجيرو” عماد كريدية لجهة أنّ شبكة الإنترنت لم تخضع للصيانة منذ أكثر من خمس سنوات، سائلًا:” إن كانت الشبكة تخضع لتعديلات وتحديثات يومية وتتعرض للاختراق فكيف الحال بشبكة لم تُصن منذ سنوات؟”.

وقال أبي نجم إنّ مطار بيروت كما كلّ المؤسسات في الدولة والشبكات، إنه متآكل.

ورأى أنّ ما حصل في المطار ليل أمس يستدعي طرح عدّة أسئلة على وزارة الأشغال سيما بعد تصريح وزير الأشغال حمية عن أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تحديثات إضافية على برامج المطار سائلًا: هل كنا ننتظر الخرق حتى نبدأ بالتحديثات وتعزيز الأمن السيبراني؟

وفي تفاصيل خرق الأمس الشهير يتضح أيضًا وفقًا لأبي نجم غياب الوعي و”قلة المسؤولية” حيث تبيّن أنّ كلّ البرامج في المطار موصولة على نفس “السيرفير” ما يعني أنّ خرق برنامج واحد أدى إلى اختراق كلّ شيء في المطار بهذه السهولة ما يعكس الجهل أو الإهمال الحاصل.

كيف حصل الخرق؟

تشير المعلومات الأولية إلى أنّ الاختراق تمّ عبر “Exchange Server” ويقول أبي نجم إنّ ٩٥٪ من الخروقات في العالم تتمّ عبر الإيمايلات متسائلًا عن ما إذا كان العاملون في المطار قد خضعوا لدورات تدريبية في ما يتعلّق بالأمن السيبراني.

حرب وسائل التواصل وبيادق حزب الله

وفي مقابل الهرج والمرج في المطار كانت مواقع التواصل الاجتماعي تشهد حربًا كبيرة بدأها مناصرون لحزب الله متهمين جماعة جنود الرب بالاختراق وإيصال رسالة إلى حزب الله في موازاة الحرب الدائرة جنوب لبنان.

ووفقًا للمراقبين فإنّ الحملة بدأها حزب الله متهمًا جنود الرب، بعدها عمل الحزب عبر مسؤوله على وسائل التواصل عن ما يتعلق بالتكنولوجيا إلى نشر شائعة توقف موقع مطار بن غوريون في الأراضي المحتلة ترويجًا لأنّ إسرائيل اخترقت مطار بيروت فردّ الحزب بالمثل، فيما الحقيقة أنّ مطار بيروت فقط هو الذي تعرض للاختراق أمّا موقع مطار بن غوريون فمن غير الممكن الدخول إليه من لبنان أصلًا.

إلى ذلك، تقول مصادر مطلعة إنّ ما حصل في مطار بيروت ليس سهلًا وتبعاته كبيرة سيما أنّ المطار كان على اللّائحة الرمادية وكان الحديث مؤخرًا عن إمكانية نقله إلى اللائحة السوداء. ورأت المصادر أنه حان الوقت للعمل في مؤسسات الدولة بشكل مسؤول وعدم الاستخفاف بالمسؤولية الكبيرة التي على هذه المؤسسات أن تكون على قدرها.

وفيما اعتبر البعض أنّ الخرق إن كان إسرائيليًا فهو تهديد لـ لبنان وحزب الله، لم يخفِ البعض الآخر تخوفه من أن يكون هدف الخرق التهريب من المطار إلى الخارج.

إيفانا الخوري في – السياسة

Follow Us: 

Leave A Reply