غزة “جحيم على الأرض”.. وإسرائيل تحت ضغط أميركي ودولي متزايد

بعد أسابيع من الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، بدأت تخرج إلى العلن تصريحات تشير إلى خلاف نادر بين الجانبين، محوره مستقبل الصراع و”اليوم التالي” بعد الحرب، وحل الدولتين.

الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يصر على أن حل الدولتين هو السبيل لإنهاء الصرع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كشف عن خلافات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الذي أكدها من جانبه على أنه لن يسمح لبلاده “بتكرار أخطاء أوسلو”، وهو موقف يزعج واشنطن التي ترعى مشروع السلام في المنطقة.

وتأتي تلك المواقف العلنية في ظل تصاعد حدة الضغوط الدولية على إسرائيل، بإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة، قرارا غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة، الذي أصبح وفقا لمسؤول أممي “جحيما على الأرض” نتيجة قصف إسرائيلي لا يتوقف، وأوضاع إنسانية لا تنفك تتدهور.

واندلعت شرارة الحرب في 7 أكتوبر، إثر هجمات شنتها حماس على جنوبي إسرائيل، مما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وردا على ذلك، تشن إسرائيل قصفا متواصلا على القطاع الفلسطيني، وفرضت حصارا كاملا عليه، إلى جانب عملية برية بدأت يوم 27 أكتوبر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 18 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب سلطات القطاع الصحية.

وتقول إسرائيل إنها لا توف الحرب حتى تحقق أهدافها، المتمثلة في “القضاء على حماس”، وإعادة الرهائن الذين اختطفتهم حماس.

والثلاثاء، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بأغلبية 153 صوتا من أصل 193، على قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كل الرهائن.

وصوتت 10 دول، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، ضد القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.

وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب، شبه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”، ووصف تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة، بـ”المروع”.

وأكد لازاريني على منصة إكس، أن “جميع المرافق العامة ومن بينها المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة يحميها القانون الدولي”.

ووفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة للحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدى القصف الإسرائيلي الى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.

ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، الأربعاء، يومها الـ68، ولا يزال القتال مستمر، دون وجود أفق تشير إلى الاقتراب من هدنة جديدة، حتى وإن كانت مؤقتة، كتلك التي استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحماس.

وأتاحت تلك الهدنة في نهاية نوفمبر، إطلاق سراح 105 رهائن في غزة، من بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.

ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية.

وقال الجيش في بيان: “خلال عملية في غزة، تم العثور على جثتي أيدين زاكاريا و(الجندي) زيف دادو وإعادتهما إلى اسرائيل”.

وبحسب الجيش، لا يزال 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.

الموقف في واشنطن

وحذر بايدن، الثلاثاء، نتانياهو من أن إسرائيل بصدد خسارة “الدعم العالمي” لحربها ضد حركة حماس، بسبب قصفها “العشوائي” لقطاع غزة.

وفي أشد انتقاد يوجهه لنتانياهو منذ بدء الحرب، قال بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن إنه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي “تغيير” موقفه بشأن حل الدولتين، معتبرا أيضا أن نتانياهو يحتاج إلى تغيير حكومته المتشددة، لإيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وحذر بايدن من أن “سلامة الشعب اليهودي على المحك حرفيا”.

واعتبر الرئيس الأميركي أن “هذه أكثر حكومة محافظة في تاريخ إسرائيل” مضيفا أنها “لا تريد حل الدولتين”، وهو المسار الذي دعت إليه واشنطن عقب اندلاع الحرب مع حركة حماس.

ويواجه بايدن انتقادات شديدة لدعمه رد إسرائيل على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ومعارضته لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.

موقف نتانياهو

بدوره، أقر نتانياهو بوجود “خلاف” مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.

في تصريحات جاءت على ما يبدو ردا على تعليقات بايدن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه لن يسمح لبلاده “بتكرار أخطاء أوسلو”، في إشارة إلى اتفاقية أوسلو التي وقعت عام 1993 برعاية أميركية، وسمحت بإنشاء السلطة الفلسطينية.

وبعدما ألمح بايدن، الإثنين، إلى وجود خلافات مع نتانياهو، رغم دعمه لإسرائيل وحربها على حماس، اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي بوجود خلافات تتعلق بوضع غزة، ما بعد الحرب الجارية حاليا.

وقال نتانياهو في بيان باللغة العبرية، نقلت عنه صحيفة “تايمز أوف إسرائيل: “إنني أقدر بشدة الدعم الأميركي لتدمير حماس وإعادة الرهائن”.

وأضاف: “بعد حوار مكثف مع الرئيس بايدن (..) حصلنا على الدعم الكامل للعملية البرية، وللحد من الضغوط الدولية لإنهاء الحرب”.

وتابع: “نعم، هناك خلاف عندما يتعلق الأمر باليوم التالي لحماس، وآمل أن نتوصل إلى اتفاق بشأن هذا أيضا”. أريد أن أوضح موقفي: لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو”.

واعتبر نتانياهو أنه لا يمكن “بعد التضحيات الهائلة التي قدمها مواطنونا ومقاتلونا، أن نسمح بدخول غزة لأولئك الذين يعملون للإرهاب، ويدعمون الإرهاب، ويمولون الإرهاب”، في إشارة إلى السلطة الفلسطينية.

وتابع: “غزة لن تكون حماسستان.. ولا فتحستان”، على حد تعبيره.

مواجهة مع السلطة الفلسطينية

ما يثير القلق أن نتانياهو أبدى استعداده لمواجهة مسلحة مع أجهزة السلطة الفلسطينية، وهو ما يثير قلق واشنطن والمجتمع الدولي، خاصة أن هناك انزعاجا دوليا من تصرفات المستوطنين في الضفة الغربية.

يأتي ذلك في وقت يسارع فيه وزير الأمن الداخلي الإسررائيلي، إيتمار بن غفير، إلى تسليح المستوطنين الذين ينفذون هجمات ضد القرى الفلسطينية.

وكان موقع هيئة البث الإسرائيلية الناطق بالعربية “مكان”، قد نقل عن نتانياهو، قوله ببرنامج إذاعي، إن إسرائيل مستعدة لاحتمال شن حرب ضد قوات السلطة الفلسطينية، وذلك على خلفية الحديث عن تنازلات للفلسطينيين والتعامل مع مسألة جلب العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل.

وجرى خلال جلسة مناقشة مغلقة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست، بمشاركة رئيس الوزراء، توجه عدد من أعضاء الكنيست لنتانياهو بالسؤال عن إمكانية حدوث سيناريو معاكس للتوقعات، وفيه تقاتل قوات السلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، ضمن إطار التعاون بين حماس والسلطة الفلسطينية.

وأجاب رئيس الوزراء الإسرائيلي: “سيناريو كهذا معروف لدينا وهو مطروح على الطاولة. نحن نناقشه. ونريد أن نصل إلى وضع إذا حدث مثل هذا الأمر، ففي غضون دقائق قليلة ستكون هناك طائرات هليكوبتر في الجو للرد على تلك التطورات”.

مواقف دولية ضاغطة

وتشير رويترز في تقرير، إلى تزايد “العزلة الدبلوماسية” لإسرائيل في حربها ضد حماس، ففي بيان مشترك، حذر رؤساء حكومات أستراليا وكندا ونيوزيلندا من أن “ثمن هزيمة حماس لا يمكن أن يكون المعاناة المستمرة لكل المدنيين الفلسطينيين”، معربين عن قلقهم “إزاء تقلص المساحة الآمنة المتاحة للمدنيين في غزة”.

ودعت دول في الاتحاد الأوروبي، الإثنين، على هامش اجتماع وزاري في بروكسل، إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة لوقف “المذبحة”.

وقال قادة إيرلندا وإسبانيا ومالطا وبلجيكا في رسالة بعثوا بها إلى رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، “يتعين علينا دعوة جميع الأطراف بشكل فوري إلى إعلان هدنة انسانية تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية”.

ولدى وصوله إلى بروكسل، أوضح وزير خارجية إيرلندا، مايكل مارتن، أن هذه الخطوة تهدف إلى “وقف المذبحة، سفك دماء المدنيين الأبرياء”.

وتطالب هذه الدول الأربع الاتحاد الأوروبي بتبني موقف حازم بشأن هذه النقطة خلال اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي، الخميس والجمعة، في بروكسل.

وفي رسالة أخرى إلى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، تطالب فرنسا وإيطاليا وألمانيا من جانبها، بفرض عقوبات جديدة على حماس، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل إرهابية.

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا: “نحن الثلاثة، فرنسا وإيطاليا وألمانيا، اقترحنا وضع وتأسيس نظام عقوبات جديد يستهدف حماس، وهي منظمة إرهابية يصنفها الاتحاد الأوروبي بالفعل على هذا النحو منذ فترة طويلة”.

وتخضع حماس بالفعل للعقوبات، لكن “يجب المضي إلى أبعد من ذلك والسماح باستهداف أفراد إضافيين”، بحسب كولونا.

وأشارت كولونا إلى أن العديد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أعربوا، عند وصولهم إلى بروكسل الإثنين، عن قلقهم إزاء الوضع الإنساني في غزة “الذي أصبح حرجا حقا”.

كما أعرب عدد من الوزراء عن قلقهم بشأن الوضع في الضفة الغربية، حيث قتل متطرفون إسرائيليون عشرات الفلسطينيين.

وقال مارتن: “إن مستوى العنف الذي يلجأ إليه المستوطنون (الإسرائيليون) في الضفة الغربية يهدد بحدوث انفجار جديد”.

وأكدت وزيرة خارجية بلجيكا، حاجة لحبيب: “سأطالب بالإبلاغ عن المستوطنين العنيفين وحظرهم في سائر أنحاء منطقة شنغن”.

أشارت كولونا، من جانبها، إلى أن فرنسا تدرس “اعتماد تدابير وطنية”.

قتل الصحفيين

وتسبب القصف الإسرائيلي العشوائي في قطاع غزة أو على جنوب لبنان في مضاعفة الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث دعت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، إلى “توضيح كل ملابسات” الضربة التي أدت إلى مقتل صحفي في وكالة رويترز وإصابة آخرين، من بينهم مصوران لوكالة فرانس برس، في جنوب لبنان في 13 أكتوبر.

وقالت الخارجية الفرنسية في بيان: “تذكر فرنسا بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وهو التزام دولي وأخلاقي (يشمل) حماية المدنيين لا سيما الصحفيين الذين يجب أن يتمكنوا من مزاولة مهنتهم بحرية وأمان تام”.

وأظهر تحقيق أجرته وكالة فرانس برس ونشرت نتائجه، الخميس، أن الضربة نجمت عن قذيفة أطلقتها دبابة إسرائيلية. كذلك خلص تحقيق أجرته وكالة رويترز ونشر أيضا، الخميس، إلى إصابة الصحفيين بنيران دبابة إسرائيلية.

والخميس، اعتبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن أن من “المهم” إجراء “تحقيق كامل ومعمق” في القصف الإسرائيلي في 13 أكتوبر في جنوب لبنان.

وكان ناطق باسم الجيش الاسرائيلي قال من جهته لوكالة فرانس برس، الجمعة، إن الموقع الذي كان فيه الصحفيون يومها كان “منطقة قتال نشطة حيث يتم تبادل لإطلاق النار”. وأضاف “الوجود في هذه المنطقة أمر خطير”.

دبلوماسيون على معبر رفح

وفي تعبير عن امتعاظ دولي من أزمة إنسانية متفاقمة في قطاع غزة المحاصر، والذي وصفه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأنه “مقبرة للأطفال”، زار مندوبو عدد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، الإثنين، الجانب المصري من معبر رفح حيث كانت شاحنات المساعدات متوقفة بانتظار الدخول إلى قطاع غزة.

وزار المسؤولون مستشفى في مدينة العريش حيث التقوا فلسطينيين يتلقون العلاج، بعد أيام من إسقاط الولايات المتحدة مشروع قرار في المجلس يدعو الى وقف إطلاق نار في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وشارك في الزيارة أكثر من 10 سفراء لدول بينها روسيا والمملكة المتحدة التي امتنعت عن التصويت على مشروع القرار الداعي لوقف إطلاق النار.

وغاب مندوب الولايات المتحدة التي استخدمت حق النقض (الفيتو) الأسبوع الماضي ضد مشروع قرار طرحته الإمارات، ومثله فعل مندوب فرنسا.

“لم أكن أتخيل هذا أبدا”

وقال مندوب الإكوادور في مجلس الأمن، خوسيه دي لا غاسكا، إنه يشعر بأنه “مدمر” بعد زيارة المستشفى.

وقال: “التقيت للتو بأم شابة فقدت طفلها ولديها فتاة صغيرة أخرى أصيبت”، مضيفا “لا أريد أبدا أن أرى ما رأيته للتو مرة أخرى. إنه أمر فظيع”.

وفي وقت لاحق، زار الدبلوماسيون الجانب المصري من معبر رفح، سالكين طريقا ضيقا تصطف على جانبيه شاحنات المساعدات التي تنتظر الضوء الأخضر للدخول إلى غزة.

وتفرض قيود صارمة على الفلسطينيين الراغبين بالخروج عبر المعبر. ولا يسمح بمغادرة القطاع إلا لحاملي جنسيات أجنبية وفي بعض الأحيان لمصابين بجروح بالغة.

وقال ممثل كوريا الجنوبية الذي سيتولى مهامه كمندوب في مجلس الأمن العام المقبل، إن “الشاحنات، الطابور الطويل من الشاحنات، لم أكن أتخيل هذا أبدا”.

وتأتي الرحلة في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الإمارات لحشد الدعم لقرار وقف إطلاق النار في غزة، قبل انتهاء فترة عضويتها في مجلس الأمن نهاية الشهر والتي امتدت عامين.

وفي معرض كلامها في بداية الرحلة، أشارت المندوبة الإماراتية لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، إنها ليست زيارة رسمية ينظمها مجلس الأمن، إنما بعض الدول تشارك في الزيارة “بصفة وطنية وشخصية”.

من جانبه، وصف المندوب البرازيلي سيرخيو دانيسي الزيارة بأنها “خطوة رمزية”.

“كانت ميتة”

وتحولت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.

ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرا.

وأكدت وزارة الصحة أن “24 مواطنا استشهدوا في عدة غارات” في رفح.

وفي مستشفى في رفح، وقفت عائلة الطفلة سيدال أبو جامع (سبع سنوات) فوق جثمانها لتوديعها.

ويقول والدها هاني، إنه سمع ليلا أصوات انفجارات وقصف قريب من خيمة العائلة النازحة، لكن صباحا “أشعلت موقد النار (..) وجئت لأوقظ سيدال ورفعت البطانية عنها ووجدتها غارقة في دمائها وأخذناها إلى المستشفى” مضيفا “كانت ميتة”.

وأفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن حوالي 18 في المئة من البنى التحتية في قطاع غزة تعرضت لأضرار منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، استنادا إلى صورة التقطت بقمر اصطناعي عالي الدقة.

وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة “تخطت الانهيار”.

واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا إلى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من ديسمبر “يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.

وأضاف: “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.

على شفير “التفكك”

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، مساء الاثنين، في كلمة بثها التلفزيون “حركة حماس على شفير التفكك والجيش الإسرائيلي بصدد السيطرة على آخر معاقلها”.

وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الإشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.

وعبرت قافلة مساعدات مصرية تضم 80 شاحنة، الثلاثاء، إلى معبر كرم أبو سالم بين مصر وإسرائيل للتفتيش. ووافقت إسرائيل، الثلاثاء، على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم كنقطة تفتيش لتفقّد المساعدات المرسلة إلى غزة.

الحرة – واشنطن

Follow Us: 

Leave A Reply