لماذا تنادي الشكّ؟ (قل أعوذُ بربّ الفلق من «أضعفِ» ما خلَق)

أراك.. وإني إذ أراك أرى حمى

وليلا طويلا عاش عن بدره.. أعمى

كأنك أفرغت الحياة جميعها

من الشغف السحري واخترتها عظما

لماذا تنادي الشك من كل ضيعةٍ

وتبدو أبا ترعاه بالرفق.. أو أما

سيقتلك الشك الفظيع فلا تلم

سواك ، وقد أعطيت من عالمٍ علما…

*****

أنا سابح كالنهر… أنت غضاضة

ووجهك أضحى لي بغرته شؤما

وتحسد نسج الحرف عندي فإنني

أحب لحرفي أن يبلغك الغما

فصمتك مشفوع بنظرة ثعلبٍ

وتفكير من أمضى سويعاته لطما

وترفض من شمس الصباح عطية

وأي شعاعٍ قد تخمنه خصما

ومن أين تأتيك الشجاعة معلنا

مواهب بومٍ.. إن تكلم أو أومى؟!

وتحمل أسفارا تقول لها انزلي

فتأبى.. كمثل الوهم معتنق وهما

تحاول ملكا… والسواعد رثة

وظنك بالأشياء يملأها عقما

وترفع ذيل الحاجبين كأنما

عليها بنيت المجد والأمل الفخما

تضيق عليك الأبجدية يا فتى

وتهوى لو ان الكون فيك قد اهتما

وتنسى كم الدنيا تدور جميلة

وتحسبها كرماك محبوبة تسمى..

بعينيك رفرف واكتسب فيهما غنى

فإن كرام الناس، وجدانهم أسمى

وإن أرق الناس.. في القلب نورت

لهم صور.. فاستبعدوا عنهم إثما

حرام عليك الوقت تصرفه كمن

تسكع.. واستعطى.. وبدد ما ضما

عزيزي، ترجل عن حصانك، إنه

رماد فلا فقر عليه.. ولا نعمى!

ولملم نثار اللؤم عن شفتيك كي

تصان فلا تخطيء تناوله سما

إذا الخبث أوحى أن تواكبه فكم

قليلا على النفس الشقية أن تدمى

كما أنت مولود وصحنك فارغ

كذا أنت موجود لأقداره يرمى

فكل نفاق الأرض ليس مبدلا

لكلمة إنسانٍ ولو قطعت يما

عرفتك.. فاعرفني.. كفيتك فاكفني

سيهديك هذا البؤس.. مملكة عظمى

عبد الغني طليس – اللواء

Leave A Reply