الأمم المتحدة: أهالي غزة يعيشون في رعب مطلق ومتزايد

أكدت الأمم المتحدة أن أهالي قطاع غزة يعيشون في رعب مطلق ومتزايد وأن النظام الإنساني ينهار وجميع سكان القطاع جائعون، جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية خروج مستشفيات شمال القطاع من الخدمة بسبب القصف المتواصل وعدم توافر الوقود لتشغيلها.

وكشف المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تور أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعيشون في «رعب مطلق ومتزايد»، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيراً إلى أن الجانب الإنساني في غزة بات في واجهة الاهتمام الدولي، لكن من دون حلول عملية حتى الساعة.

وقال مفوضُ حقوق الإنسان: إن الوضع في قطاع غزة يزيد من خطر وقوع جرائم فظيعة، داعياً المجتمعَ الدولي للتحرك الفوري والضغط من أجل وقف إطلاق النار.

وأوضح تورك في مؤتمر صحفي في جنيف: «الفلسطينيون في غزة يعيشون في رعب مطلق ومعمق، كخطوة فورية، أدعو إلى وقف عاجل للأعمال العدائية والإفراج عن جميع الرهائن».

بدورها، حذرت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين، من تدهور فرص الحصول على الغذاء والمياه في قطاع غزة.

وقالت ماكين في بيان: «النظام الإنساني ينهار، الجميع في غزة جائعون».

وقال برنامج الأغذية العالمي إن 97% من الأسر الفلسطينية في المناطق الشمالية من القطاع، و83% في الجنوب أبلغت عن قلة كفاية الغذاء، حيث قضى عديدون يوماً واحداً على الأقل دون طعام.

وأدى نقص غاز الطهي في غزة إلى اعتماد كثيرين على حرق النفايات والحطب ومخلفات الأخشاب، الأمر الذي يمكن أن تكون له تداعيات صحية سلبية، بما فيها ارتفاع خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وفقاً لبيانات برنامج الأغذية العالمي.

وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، أن مستشفيات شمالي القطاع خرجت من الخدمة، مشددةً على مواصلة العمل لتشغيل أي مستشفى في غزة، رغم الصعوبات جراء تداعيات الحرب المتواصلة منذ أكثر من شهرين.

ونقل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن المتحدث باسم وزارة الصحة بالقطاع الدكتور أشرف القدرة قوله: إن «مستشفيات شمال غزة خرجت من الخدمة، ونواجه صعوبات في تشغيل جزء من مجمع الشفاء».

وتابع: «سنواصل محاولات تشغيل أي مستشفى في قطاع غزة رغم الصعوبات»، مضيفاً أن مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوب القطاع أصبح مكتظاً بنحو 1000 جريح، والمصابون يفترشون الأرض.

كما نقل المكتب الإعلامي الحكومي عن وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة ماهر شامية قوله: إن «إعادة تشغيل المستشفيات تواجه صعوبات كبيرة مع نقص الوقود، افتتحنا مركزين للرعاية الصحية في الأزقة كي نلبي الحاجات الصحية، ونحتاج إلى طواقم طبية وكل أنواع الأجهزة الطبية كي نقوم بخدماتنا».

وقتل أمس، عشرات الفلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون بجروح، ودُمرت عشرات المنازل والبنايات والشقق السكنية، والممتلكات العامة والخاصة، في القصف الإسرائيلي المتواصل لقطاع غزة، براً وبحراً، وجواً.

إلى ذلك، أوضح أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين، الدكتور تيسير أبو جمعة، أن الوضع الميداني صعب للغاية في قطاع غزة خاصة في مدينة خان يونس، موضحاً أن القوات الإسرائيلية قطعت الطريق بين المنطقة الوسطى ومنطقة خان يونس.

وتابع أستاذ العلوم السياسية في تصريح لـ«الاتحاد» أن الوضع الإنساني صعب للغاية، وهناك الكثير من المواد الأساسية غير موجودة ولا يوجد غاز للطهي ويتم استخدام الحطب بدلا عنه والذي بدأ يفقد أيضاً، لافتا إلى عدم وجود أي منطقة آمنة في قطاع غزة والمستشفيات لا تعمل ويتم قطع الاتصالات بصورة مستمرة.

ويعيش المدنيون في قطاع غزة أوضاعاً إنسانية كارثية، ما يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة، حيث أكد عماد محسن الناطق باسم تيار «الإصلاح الديمقراطي» في حركة فتح، أن الوضع في غزة كارثي بكل المقاييس.

وقال السياسي الفلسطيني لـ«الاتحاد»: إن الخطر الأكبر هو غياب الأفق السياسي وتوقف جهود الوساطة، وغياب أية رؤية من شأنها إنقاذ ما تبقى من غزة وأهلها في ظل هذه الحرب.

Follow Us: 

Leave A Reply