هل بدأ العد العكسي لإنهاء الشغور الرئاسي.. والتمهيد لخروج لبنان من مآسي وآلام هذه الجلجلة الإقتصادية والمعيشية الخانقة؟
مبرر طرح مثل هذا التساؤل في هذا الوقت بالذات ، الإتصالات المتلاحقة في الأسبوعين الماضيين بين عواصم القرار الإقليمي والدولي، والنتائج الأولية التي توصلت لها.
وإذا كان من المبكر الحديث عن الرسائل الإيجابية التي حملها معه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على خلفية زيارته الأخيرة للملكة العربية السعودية، لا سيما مقابلته مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فإن طروحات الموفد الأميركي آموس هوكشتاين مع المسؤولين اللبنانيين، أشاعت أجواء من التفاول بعودة الإهتمام الأميركي بالوضع اللبناني، وضرورة تسريع خطوات الخروج من المراوحة في دوامة الإنهيارات الراهنة، بعد إقتراب بلد الأرز من دخول نادي الدول المصدرة للنفط والغاز، وإمساك الحاكمية الجديدة للمركزي بالمفاصل المالية والنقدية، مما يُحمّل الأطراف السياسية اللبنانية مسؤولية الخروج من متاريس الخلافات المزمنة، وطوي صفحة الحسابات الفئوية والأنانية، والإنصراف إلى إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
دعوة الرئيس نبيه برّي في «خطابه الصدري» في المضمون والأهداف، يجب أن تشكل فرصة للأحزاب السياسية والكتل النيابية، للتلاقي بعيداً عن كل الحساسيات المطروحة، حول طاولة الحوار، ولو لفترة محددة بسبعة أيام، كما قال صاحب الدعوة، الذي تعهد في الوقت نفسه بعقد جلسات نيابية مفتوحة ومتتالية «للإحتفال بإنتخاب رئيس الجمهورية».
الجديد في دعوة برّي، هو هذا التعهد الصريح والواضح، بأن يعقب الحوار جلسات مفتوحة ومتتالية إلى أن يتم إنتخاب رئيس. وبالتالي فإن من يرفض الحوار يكون كمن يُعطّل جلسات الإنتخاب المتتالية، ويتسبب بتضييع المزيد من الفرص لإنقاذ البلد مما يتخبط فيه من مشاكل وأزمات.
رغم الزعاع الإسرائيلي الصاخب، ثمة رياح تهدئة تلف المنطقة هذه الفترة، على اللبنانيين الإسراع للإستفادة من أجوائها المنعشة للعلاقات بين خصوم الأمس، وتمرير الإستحقاق الرئاسي في مناخات التفاهمات الإقليمية والدولية المواكبة لها، قبل حصول أية صدمة مفاجئة تشوش على أجواء الإسترخاء الحالي.
فهل من يلبي دعوة برّي الآن.. «وقبل فوات الأوان»؟
صلاح سلام – اللواء