باريس وطهران على “خيار رئاسي” واحد؟

رضوان عقيل – النهار

لم تتخلَّ قيادة “حزب الله” عن تأييدها لانتخاب الوزير السابق سليمان فرنجيه، فيما يحاول البعض الدخول في اكثر من تفسير لما ورد في طيّات خطابات مسؤولين في الحزب الذي يتحرك هيكله السياسي بواسطة ادارة حديدية في اتخاذ المواقف، فكيف اذا كان الكلام في حجم انتخابات رئاسة الجمهورية؟

وكثرت التأويلات السياسية والاعلامية حول “اللعب” على الحروف والكلمات بين نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم ورئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بعد زيارة وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان، حيث لم يكن من المتوقع إقدامه على تزكية فرنجيه او الاشارة الى التخلي عن دعمه.

وحملت زيارة رئيس الديبلوماسية الايرانية الكثير من الإشارات، ولا سيما عند حلوله على مقربة من المواقع العسكرية الاسرائيلية على الحدود وهو يتحدث مع مجموعة من ضباط “المقاومة”. ولم يدخل بالتفصيل في الملف الرئاسي في لقاءاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب. في غضون ذلك، لا ينفك الحزب مستمرا في توفير كل وسائل الدعم لفرنجيه وخصوصا ما يصدر عن بيانات كتلة “الوفاء للمقاومة” المدروسة بعناية شديدة والتي لا تعرف النشر قبل حصولها على موافقة رعد. ولا توجد خطة “ب” رئاسية عند هذا المكون النيابي، ولا سيما ان ثنائي حركة “أمل” والحزب يرفض الحديث او الدخول في “خيارات بديلة” من زعيم “تيار المرده” الذي لا يشكك بدوره في نيات “الثنائي” واستمراره في دعمه بل خوض معركته في انتظار بلورة الحركة الفرنسية على خط السعودية.

ويتقاطع الطرفان على دعم فرنجيه مع تفعيل خط الاتصالات غير المعلنة بين باريس وطهران التي صارت اكثر حضورا في لبنان بعد اتفاقها مع الرياض بحيث اصبحت صاحبة “اليد الطولى” في الاستحقاق من دون حسم ان الطريق ستكون معبدة امامها وسط كل هذه المساحة من الاعتراض عند الكتل النيابية المسيحية، فضلا عن جهات خارجية لم تحسم خياراتها النهائية حيال فرنجيه. وتستمر باريس في مبادرتها المواكبة لفرنجيه مع ملاحظة حصول تباعد بينها وبين واشنطن التي تعارض الانفتاح الفرنسي على بكين غير البعيدة عن متابعة الاستحقاق الرئاسي من دون ضجيج شأن عواصم كبرى اخرى، بحسب مرجع لبناني.

وفي هذا الوقت تستمر حركة الركود السياسي التي تسيطر على المشهد العام في البلد في انتظار استقبال موفد ووداع آخر. ويفيد مرجع هنا بانه كان يجري انتظار عودة الموفد القطري الى بيروت ثم جرى تأجيل المواعيد. ولذلك تبقى الاطراف في الداخل على مواقفها في انتظار حصيلة حركة الجولات التي بدأها نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، والتي ستشمل كل المكونات النيابية، فضلا عن البطريرك الماروني بشارة الراعي. وهو ينطلق من ضرورة عدم التفرج على حصيلة الخارج والاستفادة من التطور الكبير الحاصل بين السعودية وايران وضرورة استثماره في بيروت بعد تثبيت ان اكبر دولتين سنية وشيعية تعملان على تصفير المشكلات بينهما، وان في امكان اللبنانيين الاستفادة من هذه التسوية الاقليمية مع محاولة توصل الافرقاء والكتل النيابية الى قواسم مشتركة قد تؤدي الى حوارات وطنية ونيابية اذا توافرت النيات الايجابية للخروج من كابوس الشغور الرئاسي الذي سيلتهم اليابس وما تبقى من اخضر اذا طالت المراوحة التي يبدو انها ستعمّر في ربوع البرلمان الى ان يسقط عقل الرحمن السياسي على رؤوس النواب وينتخبوا رئيسا والحد من كل هذه الخسائر.

Leave A Reply