المرتضى: الشيخ مخدر حصن منيع لمواجهة التطبيع

أثنى وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى على مسيرة الشيخ الراحل فضل مخدّر، مشيداً “بمقارعة الشيخ للاحتلال باعتباره نقيضًا للكرامة الإنسانية والحق الوطني، وايمانه بأن الثروة الإنسانية الحقيقية تتجسَّدُ في الأجيال الشابة التي تمثلُ الطموحَ والعزمَ والقدرةَ على الإنجاز”.

كلام المرتضى جاء خلال الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ مخدّر في احتفال اقيم في المكتبة الوطنية برعاية الوزير وبدعوة من الملتقى الثقافي اللبناني وجمعية “اسفار” بحضور حشد من الفاعليات السياسية والثقافية والروحية وعائلة الراحل.

ولفت المرتضى الى أن الراحل “لم يوفِّرْ جهدًا في مواكبة المواهب الأدبية الطالعة، زارعًا في نفوسِ الناشئة الإيمانَ والوطنيةَ والتعلقَ بالفكر، والتغذي من كنوز التراث العربي والإسلامي، بما يُمكّن الشبابَ من تحقيق هويتهم الواضحةِ والمستقلة في آن”.

ورأى المرتضى أن “الواجب الملقى علينا في وزارة الثقافة وفي جميع ميادين الحراك الثقافي اللبناني والعربي، بأن نقتفي محابر هؤلاء الكبار، ونسهم في الإنتاج المعرفي كلٌّ حسبَ الموهبةِ التي نالها من الله، فكل دروبِ الفكر إلى دار الثقافة تفضي”.

وأضاف:”في الذكرى السنوية الأولى لرحيل الشيخ فضل مخدّر نؤكد له وللناس أن الشاعر لا يموت، والمقاوم في عِلِّيين، وفلسطين ستنتصر، ولبنان لن ينسى الموقع الثقافي الرفيع الذي شغله فقيدنا الراحل، كما نعده بأنّ وزارة الثقافة ستكون أمينةً على فكره الإنساني الوطني وأدبه الراقي ووفيّةً للمنتدى الثقافي اللبناني، الدوحة البهية الناضحة بالفكر اللبناني المقاوم، والحصن المنيع الثابت على نهج بثّ الوعي المعرفي ومواجهة التطبيع”.

بدوره، أشاد رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور الياس زغيب بالشيخ مخدر، قائلاً: “أيها المؤذن في كنيسة الكلمة، المرنم في جامع المحبة، كثيرون اشتاقوك فغادروا اليك حاملين دوات الدمع وريشة الغربة والاغتراب، يكتبون صمتهم المدوي على بياض الغياب، أيها العاملي المقاوم بالطهر والعزة تشرق الشمس على جبينك”.

وتلى كلمة للجمعيات والأندية الثقافية الشاعر باسم عباس، قال فيها: “أيها العرب أستحلفكم فيما تبقى في هذه الامة، من طفولة وحب وصداقة وأشجار وطيور وسحب وأنهار وفراشات، لقد جربتم الارهاب سنين وقرون طويلة، وها انتم ترون الى اين أودى بشعوبكم، جربوا الحرية يوم واحد لتروا كم هي شعوبكم كبيرة وكم هي اسرائيل صغيرة”.

وتوجه الشاعر عباس عياد بإسم المنتدى الثقافي إلى الشيخ مخدر واعداً بأن “الملتقى الثقافي سيبقى نابضاً بنبض روحك، وفياً لابتسامة ثقافة جنبيك، عابقاً بعطر ألفتك ومحبتك، وفياً لدم الشهداء الذين نهلت من حبرهم. هذا الملتقى سيبقى كما اردته، لعلنا نبلغ شيئاً من بعض عزيمتك، ولعلنا ندرك بعض رضاك أيها الشيخ الأحب”.

وكانت كلمة العائلة قيل فيها أن الشيخ “كان حريصاً في تربيته على المحبة والانفتاح على الاخر، فاستنهذ كل الفرص ليكون مثالاً للتقبل والتسامح في سبيل ارتقاء البشرية. في اواخر اعوامه نجده خصص الكثير من وقته، لشك ما اكتسبه من علوم دينية مجتمعية ثقافية وفلسفية، في كتاب تفسير القران الكريم. ولازلت اذكره قائلاً أريد أن يكون تفسيراً لكافة الناس، محاولاً تركه كارث طيب يعكس محبته لله وخلقه”.

Leave A Reply