السيد نصرالله: نحن أمام ساعات حاسمة..ويجب مقاربة التفاهم بروح المسؤولية الوطنية

اكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في كلمة له خلال المهرجان لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف ضرورة التركيز على نقاط الاتفاق والتفاهم مؤكداً انه عندما تكون هناك إرادة إيجابية ومخلصة وجادة في الجمع ولمّ الصفوف وتوحيد الكلمة والتضامن هذه الروحية تجعلك تركز على نقاط الاتفاق وعند الذهاب إلى نقاط الاختلاف يمكنك التعاطي بطريقة إيجابية (إقامة الجسور إذا أمكن، نتفهم بعضنا، نعذر بعضنا)”.

واعتبر السيد نصر الله، أن التعاطي مع نقاط الاختلاف بحجم نقطة الاختلاف دون تعظيم لها، إذا كانت محكومة بإرادة التلاقي والتوحّد، نستطيع أن نجد حلولًا لها.

ولفت إلى أن في حياة أي إنسان هناك أحداث ومناسبات مهمة، يوم يولد وهو حدث مهم جدًا للإنسان، ويوم يموت، البداية والنهاية هما حدثان مهمان جدًا للإنسان.

وأوضح السيد نصر الله، أن العقوبات الاسلامية ظاهرها القسوة، لكن باطنها الرحمة لأنها تمنع الاعتداء على كرامات الناس، معتبرًا أن الرحمة الأعظم هي في الآخرة، لأنها هي تلك الحياة الأبدية الخالدة، في تلك الدار يوم يأتي الناس ليحاسبوا على إيمانهم وأعمالهم وذنوبهم في ذلك الموقف الصعب يوم الجوع والخوف الأكبر يفتح الله بابًا لرحمته الواسعة للأغلبية الساحقة من الناس.

السيد نصر الله تطرّق في كلمته إلى موضوع الاستحقاق الرئاسي فأكد أنه ليس لديه جديد في هذا الموضوع، داعيًا المعنيين لتشكيل الحكومة، معتبرًا أن هذا الملف فيه هبة باردة وهبة ساخنة، “ويجب ألا نيأس”.

وحول موضوع ترسيم الحدود البحرية، قال السيد نصر الله: “اليوم أقول نحن أمام ساعات حاسمة والجهة المعنية بالتعبير عن الموقف اللبناني الرسمي هو فخامة الرئيس ميشال عون بالتشاور مع دولة الرئيس ودولة الرئيس ونحن كلبنانيين ننتظر إعلان الموقف الرسمي من فخامة الرئيس وننتظر الموقف الرسمي من قبل حكومة العدو، بالنسبة لنا نحن سننتظر المواقف الرسمية وأكثر من ذلك أقول لكم في اللحظة التي تذهب فيها الوفود للتوقع بالناقورة بالآلية المتفق عليها بعد أن يحصل هذا التوقيع نستطيع القول أن هناك “تفاهمًا” حصل.. نحن كمقاومة سننتظر”.

ولفت السيد نصر الله، إلى أن هناك انقسامًا حادًا في الكيان الصهيوني “ونحن لا نعلم ما يجري غدًا أو بعد غد… وإلى أن يرى اللبنانيون أن الوفود ذهبت إلى الناقورة يجب أن نبقى محتاطين.. يجب أن نحتاط”.

أضاف: “اليوم هناك اعلام “إسرائيلي” وبعض الإعلام العربي يعمل على فكرة أن حزب الله يريد تخريب الاتفاق، غريب أن بعض الناس يتحدثون هذه اللغة بعد كل السلوك الذي مارسه حزب الله منذ بداية هذه الملف”.

وتابع يقول: “بالنسبة لنا كمقاومة ما يعنينا أننا نقف إلى جانب وخلف الدولة اللبنانية في موضوع المطالب اللبنانية، ما يهمنا أنه عندما يقول المسؤولون اللبنانيون أن هذه الاتفاق يحقق مطالب الدولة اللبنانية بالنسبة لنا هذا تمام.. ما يهمنا استخراج النفط والغاز من الحقول اللبنانية”.

وأضاف: “عندما يعلن فخامة الرئيس الموقف الرسمي اللبناني الموافق والمؤيد لهذا “الاتفاق والتفاهم” تكون الأمور قد أنجزت بالنسبة للمقاومة وإلى ذلك الحين يجب أن نبقى يقظين.. دعوتي أنه بعد نشر النص النهائي أن تكون مقاربة هذا التفاهم بروح المسؤولية الوطنية المطلوبة ليحكم عليه إيجابًا وسلبًا وأن ينطلق من روح وطنية وليس من تصفية حسابات”.

وانتقد أولئك الذين يحملون حزب الله مسؤولية رسم الخطوط البحرية وقال في هذا السياق: “نحن لا علاقة لنا بخطوط، وإذا بتسألني “بحرنا وين؟”، بقلك: “بحرنا يمتد إلى غزة، ونحن والشعب الفلسطيني مش قاسمين ويوم تتحرر فلسطين لن نختلف على الحدود البحرية”.

وشدد السيد نصر الله، على أن لا أحدًا لوحده هو علّة تامّة للإنجاز إن تحقق، موضحًا أننا “أمام تجربة ممتازة جدًا في لبنان يتعاون فيها الرؤساء رغم كثر اختلافاتهم، نحن أمام تجربة تعاون فيها المسؤولون في الدولة على اختلاف مواقعهم وكان هناك احتضان كبير جدًا من البيئة الحاضنة للمقاومة بالدرجة الأولى، والبيئة الحاضنة للمقاومة دعمت هذا الخيار ودافعت عن هذا الخيار رغم أنها هي من ستتحمل نتائج الحرب لو حصلت”.

وأكد أنه “بالتضامن الرسمي والوطني ووقفة الدولة والمقاومة والشعب والجيش بموقف صعب من هذا النوع في ظل ظروف إقليمية ودولية لا أحد في الكرة الأرضية سائل عن لبنان، سيتمكن لبنان من الحصول على هذا الانجاز الكبير”.

وإذ اعتبر السيد نصر الله، أن لبنان سيشهد غدًا عرسًا وطنيًا توجه إلى رواد مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص إلى عدم تخريب هذا العرس الوطني.

وقال: “يجب أن أذكر مجاهدي المقاومة.. خلال هذه المرحلة كلها بعد موضوع المسيّرات لم نكن بحاجة لا لإرسال مسيّرات ولا قطع بحريّة لأن الهدف منذ البداية كان إفهام العدو أن المقاومة جادة فيما قالت.

وختم: “أنا أريد أن استعجل شكر هؤلاء الأخوة المقاومين، وأقول لهم ستبقون على جهوزيتكم ويقظتكم وتدابيركم إلى أن نرى بأم العين أن التفاهم قد وقع وبعد التفاهم يوم آخر.. يجب أن نتصرف بروح مسؤولية وطنية وهذا الموضوع يجب أن يقارب بأنه ثروة وطنية لا تملكها طائفة ولا جهة ولا منطقة معينة وكل غاز يخرج من أي بقعة هو ملك لكل لبنان”.

Leave A Reply