حزب الله ليس “الغائياً”..والبخاري يجمع “عِدة المواجهة” ضد حارة حريك!

علي ضاحي-

الحماوة التي ارتفعت وتيرتها في الايام الماضية بعد عودة السفيرين السعودي وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي الى بيروت، ومع احتدام التحضيرات الانتخابية قبل شهر وبضعة ايام على موعدها، تفاعلت في اكثر من مشهد وحدث ، خصوصاً افطارات اليرزة في دارة البخاري وحركته السياسية والدينية.

امس الاول كان اللبنانيون امام مشهدين لا يخلوان من الدلالة والرمزية : الاول كان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والثاني: الإفطار الذي جمع على مائدة البخاري كلاً من رؤساء جمهورية وحكومات سابقين، بالاضافة الى النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع وسفيرتي اميركا دوروثي شيا وفرنسا آن غريو.

وتشير اوساط بارزة في «الثنائي الشيعي»، الى ان خطاب السيد نصرالله كان تهدوياً ومنفتحاً، ووجه رسائل ايجابية الى الداخل ومن بوابة الانتخابات انه لا يسعى الى ثلثي مجلس النواب، ولا يسعى الى تغيير الدستور او الطائف ولا الى مثالثة مزعومة وصولاً الى الامساك بالبلد.

كما وجه نصرالله رسالة تطمينية الى «الخائفين» من انتصاره الانتخابي المرتقب، انه ليس إلغائياً، ولا يريد تحجيم احد، بل يؤمن بمعركة الصناديق العادلة، اي ان من له تمثيل فليربح ويحكم ولكن بالشراكة مع الآخرين، لأن لبنان لا يمكن ان يحكم من جهة واحدة او من حزب او طائفة.

وعلى المستوى الداخلي ايضاَ، بدا نصرالله منفتحاً على الحوار الداخلي ومد يد الشراكة، وكذلك على المستوى الخارجي، عندما اصر على العلاقات العربية الجيدة، وان من ذهب الى اليمن ليحارب هي السعودية والامارات وليس هو. وان ايد وقف الحرب على اليمن ورفض التدخل هو ايران مع الحوثيين، لا يعني انه يريد القطيعة مع السعودية، بل يرى ان الحوار يجب ان يكون بين الحوثيين والرياض.

وفي ملف الانتخابات ايضاً، برزت إشارة السيد نصرالله الى تخوفه من محاولات اميركية وسعودية لتطيير الانتخابات، مع تأكيد فوز حزب الله وحلفائه في المعركة.

وتشير الاوساط الى انه ورغم ان ليس لدى حزب الله معطيات امنية او عسكرية عن عدوان اسرائيلي او اغتيال كبير، رغم التحسب لأي حماقة صهيونية، يأتي تحذير السيد نصرالله من باب التحذير السياسي ورمي الكرة في ملعب اميركا والسعودية وحلفاءهما بعد اتهامات، لم تتوقف منذ تحديد موعد الانتخابات منذ اشهر، بحق العهد وحزب الله وحلفائهما انهم يريدون تطيير الانتخابات.

وتعلق الاوساط على المشهد الثاني، والمتعلق بإفطار البخاري وجمعه «لفلول 14 آذار»، فترى ان السعودي يحاول الاستلحاق، ويحشد «عدة الشغل» من حلفائه و»لم شملهم» لمواجهة حزب الله انتخابياً قبل شهر من الاستحقاق، ومحاولة الحد من الخسائر بالتكافل والتضامن مع سفيرتي اميركا وفرنسا. وترى الاوساط ان البخاري حرص على إظهار تكريم جعجع واستضافة السنيورة وميشال سليمان وجنبلاط، كمحاولة لإحياء التحالفات القديمة، والتي كانت تربط المسيحيين في 14 آذار وجنبلاط بالرئيس سعد الحريري بالسعودية. ومع غياب الحريري، يؤكد البخاري ان الرابط مع السعودية باق، وان الحاضرين في «الإفطار الآذاري» هم نواة المشروع السعودي للمواجهة المباشرة السياسية والانتخابية مع حزب الله قبل الانتخابات وبعدها.

وترى الاوساط، ان رغم كل هذا الحشد ومحاولة تخفيف الخسائر، يتحضر السعودي ليكون له دور جديد وبناء في لبنان، وان يكون جزءاً من المعادلات الاقليمية والدولية وليس خارجها، من فيينا الى روسيا واوكرانيا وصولاً الى اليمن وسوريا .

Leave A Reply