رسائل لنصرالله للداخل والخارج: واشنطن تتخبط ومحور المقاومة يتقدم

     علي ضاحي-

حجب «غبار» المعركة الدائرة بين روسيا واوكرانيا، الاهتمام عن كثير من القضايا المحلية ومنها ملف الانتخابات، بالاضافة الى الهم المعيشي والاجتماعي والاقتصادي. واذا كان التخبط والارتجالية هما سمة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ووزرائها في القطاعات الهامة من الطاقة الى الاقتصاد والمالية والسيطرة على سعر صرف الدولار والتخفيف من وطأة تداعيات الازمة في اوكرانيا، الا ان الوضوح في الرؤية والاهداف يسيطر على داوئر القرار في حزب الله.

وتكشف اوساط واسعة الإطلاع على اجواء حزب الله، ان خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في «يوم الجريح المقاوم»، حمل العديد من الرسائل الداخلية والخارجية وبالغة الاهمية في توقيتها. وتصب إثارة السيد نصرالله، وفق الاوساط نفسها، لملف الهيمنة الاميركية على القرار السياسي والحكومة في لبنان راهناً، في التأكيد على ان حزب الله يتصدى للهيمنة الاميركية، ويدرك تماماً ان «ضرب الرِجل» في الارض امام الاملاءات والاوامر الاميركية، يعزز من اوراق القوة للحكومة وليس العكس، اما الانبطاح وإطاعة الاوامر يجعل من السفيرة الاميركية و»وكر عوكر» مصدراً لاوامر واملاءات لن تنتهي.

وفي ملف الترسيم الحدودي تكشف الاوساط، ان حزب الله لا يتدخل في الملف من الزاوية التقنية، بل يتابع الامر من الناحية الحكومية ومن خلال الحكومة، وهو حتى الساعة يؤكد انه وراءها ، كما يؤكد انه لن يقبل ويفترض ان لا يقبل من يمون على المفاوضين ومن يوجههم بأن يفرطوا بنقطة مياه او نفط واحدة.

اما من الناحية السياسية، فيؤكد حزب الله ان وقوفه وراء الحكومة، يعني انه مستعد للذهاب بعيداً في الدفاع عن ملف ترسيم الحدود بما لا يوفر تطبيعاً واعترافاً بالعدو، وبما يحفظ كرامة اللبنانيين وحقوقهم ويحفظ دماء الشهداء.

كما أكد السيد نصرالله ووفق الاوساط، ان ما لم تأخذه اميركا بالحروب والمؤامرات والعقوبات، لن تأخذه بالسياسة والتخويف وبعض المتآمرين معها في الداخل والخارج مهما كلف الامر.وتكشف الاوساط ان تمسك حزب الله بالحكومة هو من باب الحرص على البلد وعدم تركه للمجهول. وما يرمى امام الحكومة من مشاكل وما يوضع على جدول اعمالها من بنودها كل اسبوع يؤكد الحاجة الداخلية لكل القوى السياسية في المعارضة والموالاة، وهي حاجة لكل اللبنانيين رغم التخبط والارتجالية وعدم الحسم في امور بديهية، فكيف اذا كانت اموراً تتعلق بالغذاء والمحروقات ورغيف الناس، وهي مهددة بفعل الحصار على روسيا وتوقع ان تطول الازمة في اوكرانيا.

وترى الاوساط ان انشغال اميركا بالازمة الروسية- الاوكرانية، سيخفف من اهتمامها بالملف اللبناني وازماته الداخلية وكذلك حلفائها وانتخاباتهم ومعاركهم السياسية، رغم انها ستبقي سيف العقوبات والضغط المالي والاقتصادي على حزب الله وبيئته وصولاً الى التضييق على كل من يدور في فلك المقاومة وحلفائها ولومن طوائف اخرى.

وتشير الاوساط الى ان الصراع الاميركي- الروسي وما يدور من تداعيات دولية واقتصادية ونفطية سيعزز اوراق القوة لايران، وسيدفع اميركا الى التعجيل بالتوقيع على الاتفاق النووي الايراني لمحاولة تحييدها عن الصراع مع روسيا، وبالتالي يمكن للبنان عبر المقاومة وحزب الله، ان يستفيد من الامكانات والمقدرات الايرانية والروسية وحتى الصينية في الخروج من ازماتها. وهذا ما قصده السيد نصرالله بالدعوة الجدية الى الاتجاه شرقاً وسط خارطة طريق واضحة، اولها تبني الحكومة والدولة بكل مؤسساتها قرار التوجه شرقاَ واتخاذ الاجراءات القانونية واللوجستية لذلك.

Leave A Reply