السنيورة ينتظر جواباً سعودياً خلال 48 ساعة…و”فراغ سني” في بيروت!

علي ضاحي-

«المصائب» لا تأتي فرادى، حيث تتعمق ازمات «المستقبل» لتنقل من الانتخابات والعزوف عنها، الى تجميد آل الحريري، بما فيهم الرئيس سعد الحريري وعمته النائبة بهية وصولاً الى وقف العمل السياسي الموقت، ولتتمدد في الايام الماضية لتكون أزمة تنظيمية وتنخر الخلافات صفوف القيادات المستقبلية او قيادات الصف الاول.

وامس، كانت إستقالة النائب السابق ونائب رئيس «تيار المستقبل» الدكتور مصطفى علوش «مدوية»، وتهز الوسط التنظيمي والسياسي وحتى الانتخابي. وفي حين امتنع علوش عن التعليق على الاسباب المباشرة للاستقالة لـ»الديار»، تؤكد اوساط سنية واسعة الإطلاع ان التخبط الحاصل في صفوف «تيار المستقبل»، انتقل من القاعدة الشعبية الى وسط القيادات الحزبية ، خصوصاً ان قيادات الاطراف تتجه في معظمها الى العمل الانتخابي ومواصلة العمل السياسي.

وعن ازمة علوش مع «المستقبل»، تقول الاوساط ان الاسباب هي تراكمات شخصية وتنظيمية مع العديد من القيادات، ولكن في الايام الماضية تعرّض علوش لحملة مركزة اعلامية وسياسية وشعبية وعبر مواقع التواصل «مدفوشة» من بعض القيادات. وتقول الاوساط ان استقالة علوش غير مرتبطة بالترشح الى الانتخابات، ولا حتى بالتنسيق مع الرئيس فؤاد السنيورة. وعلوش نفسه اكد منذ ايام انه غير مرشح للانتخابات ليبقى الجانب التنظيمي هو السبب الغالب على سبب الاستقالة.

ومع اعلان «المستقبل» قبول الحريري لإستقالة علوش، يتردد ان مجموعة من الحزبيين شمالاً تتجه للاستقالة ايضاً وتنوي خوض الانتخابات النيابية، وهؤلاء يُعدون من قيادات المناطق او الصف الثاني تنظيمياً. وازمة «المستقبل» التنظيمية التي دخلت مرحلة «السخونة» مع استقالة علوش ليست يتيمة، فالمشكلة على الارض والقاعدة الجماهيرية ليست افضل حالاً.

وتكشف اوساط سنية بيروتية، انه حتى الساعة لم يعلن احد حماسة للترشح في بيروت، وخصوصاً ان معظم القيادات السنية الوازنة اعلنت عزوفها، ولم تطرح بدائل لها حتى الساعة، واشارت الى ان بيروت تعاني من فراغ سياسي وانتخابي كبير بعد عزوف الحريري و»المستقبل»، حيث فقد السُنّة في المدن، لا سيما في بيروت، الحماسة للانتخاب. وكذلك فقدوا اي رغبة في الترشح وخوض مغامرة متعبة وقد تكون خاسرة مع تشتت الاصوات السنية بين ممتنع وخائف ومربك وآخر متردد.

في المقابل، يسير السنيورة بــ»خطوات سحلفاتية» انتخابياً في ظل هذه الظروف الصعبة سنياً وفي انتظار البركة السعودية. وتؤكد الاوساط ان السنيورة بعث برسالة عبر صديق موثوق لديه ولدى محمد بن سلمان، وينتظر الاجابة خلال 48 ساعة، لحسم امره والترشح شخصياً وقيادة لائحة او مجموعة لوائح سنية، ليكون هناك كتلة سنية وازنة على «انقاض المستقبل».

وتشير الاوساط الى ان السنيورة وبهاء الحريري والعديد من الشخصيات السنية الاخرى اجرت لقاءات متعددة لقياس الارض الانتخابية سنياً بعد عزوف الحريري في بيروت، وشملت اللقاءات دار الفتوى، وما خرجت به من نتائج يؤكد ان السنّة في بيروت لم يحظوا بعد بخيار سياسي آخر يوازي الحريري او يضاهيه في الحضور.

كما تقول الاوساط ان المزاج السني العام لا يرى بعد رحيل الحريري، في السنيورة «شخصية موثوقة» عندهم، وانه يحاول وراثة الحريري «على حياته» والاستفادة من التحالفات التي كانت تعقد مع الحريري بحكم انه الممثل الاقوى للسُنة انتخابياً.

Leave A Reply