آخر لقاءات قصر الصنوبر وحارة حريك: الإنتخابات والإستقرار و”اليونيفيل”

علي ضاحي –

في خضم التعقيدات الدولية والاقليمية والصراع الاميركي – الروسي – الاوروبي المستفحل في اكثر من منطقة ملتهبة، وصولا الى اوكرانيا واقاليمها الانفصالية التابعة لموسكو، يغلي لبنان واوضاعه على “صفيح ساخن”، وفي ظل تشظي العلاقة بين المكونات اللبنانية، لا سيما بين العهد وخصومه، والذي “اشعل فتيل” “حروبه الصغيرة” في القضاء والامن والسياسة والمال على ابواب انتهاء هذه الولاية، فيما تترك فرنسا “نافذة مفتوحة” على طهران وحارة حريك.

وتؤكد اوساط في 8 آذار وواسعة الإطلاع على العلاقة بين فرنسا وحزب الله، ان وعلى عكس الدول الاوروبية الاخرى من بريطانيا الى اسكندنافيا واوستراليا وكندا ودول الخليج، تتعامل باريس مع ايران وحزب الله من منطلق آخر ومنظور “متمايز”، وهو ابقاء قنوات التواصل مفتوحة مع الجانبين، ولو لم يثمر هذا التواصل الدائم حلولاً سريعة او تفاهمات على غرار التفاهم الفرنسي – الايراني – الداخلي على حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ووجود شخصيات فيها على غرار وزير الاشغال العامة علي حمية يحمل الجنسية الفرنسية، ويتابع العلاقة المميزة بين وزارته، التي يمثل فيها حزب الله، وباريس التي ستساهم سياسياً واقتصادياً ومالياً في اعمار مرفأ.

وتشير الاوساط الى انه ومنذ تولي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مقاليد الرئاسة في فرنسا، وهو يتعاطى مع الملف اللبناني من منطلق تأكيد الدور والحضور في لبنان، وهذا التأكيد لا يتم بمخاصمة حزب الله كمكون سياسي وشعبي وحكومي ونيابي واسع وكبير، بالاضافة الى دوره الامني والعسكري والسياسي كقوة مقاومة ولها تأثير لبناني واقليمي.

كما ان فرنسا، تضيف الاوساط، تولي ملف “اليونيفيل” وسلامة جنودها الفرنسيين العاملين في قوات “الطوارىء الدولية” اهمية قصوى. وهي تتعاون مع الجيش اللبناني والقوى المحلية (بلديات مؤسسات وجمعيات)، وايضاً مع حزب الله الحريص بدوره على سلامة “اليونيفيل” على ان تلتزم بدورها بنص القرار الدولي ، وان تترافق دورياتها بدوريات للجيش وان تنسق مع المجتمع المحلي والبلديات، وان لا يكون دورها داخل القرى محط شبهة وتساؤلات!

وفي خضم الغليان المحلي بسبب الازمات المتراكمة والمتناسلة، كان لفرنسا وسفراء الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وحتى اميركا لقاءات وجولات على الرؤساء ورؤساء الكتل النيابية ورؤساء الاحزاب المؤثرة. ووفق الاوساط حط العديد من الموفدين في حارة حريك والتقوا المعنيين في حزب الله، لا سيما السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو والتي تجري بشكل دوري لقاءات مع المعنيين في الحزب وحارة حريك.

واخيراً كان لقاء بين غريو وحزب الله وتركز اللقاء، وفق الاوساط نفسها، على تأكيد حصول الانتخابات النيابية في موعدها. وسمعت غريو من حارة حريك التزاماً مع الرئيس نبيه بري وكل تحالف 8 آذار بإجراء الانتخابات في وقتها، وقد أكد بري في القاهرة وفي بيروت وفي اكثر من مناسبة وامام اكثر من وفد نقابي وسياسي زاره، انه لن يقبل وحزب الله تأجيل الانتخابات دقيقة واحدة.

كما تركز اللقاء بين غريو وحزب الله، بحسب الاوساط، على اوضاع لبنان ومن اجراء الانتخابات في وقتها الى الاستقرار السياسي والامني، وصولاً الى امن “اليونيفيل” والاشكالات التي عولجت وتعالج بين ممثلين عن “اليونيفيل” والاهالي والبلديات والقوى الامنية، وصولاً الى “بانوراما” وقراءة عن ملفات المنطقة والملف النووي الايراني واهمية التقارب السعودي- الايراني ودوره في استقرار المنطقة.

Leave A Reply