‎ “‎أمن الدولة” يسعى لاعتقال حاكم “المركزي” اللبناني… ‏ولا يعثر عليه

كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : تجددت أمس فصول ملاحقة حاكم “مصرف لبنان” رياض سلامة، مع محاولة ‏جهاز أمن الدولة إحضاره، للاستماع إليه في دعوى مقدمة بحقه، إثر عدم ‏حضوره جلسة الاستماع التي كانت المدعية العامة في جبل لبنان، القاضية غادة ‏عون، قد حددتها له للمرة الثالثة، من دون أن يتمكن الجهاز من تحديد مكانه، ‏وهو ما أثار ردود فعل مستنكرة، واعتبر “تيار المستقبل” أن قرار ملاحقة ‏سلامة اتُّخذ من قبل رئاسة الجمهورية‎.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدر أمني قوله إن “أمن الدولة” لم يتمكن من ‏العثور على سلامة في 3 مواقع تابعة له، بما في ذلك مسكنان شخصيان خارج ‏بيروت، ومكتبه في مقر البنك المركزي في العاصمة، بينما لفتت “الوكالة ‏الوطنية للإعلام” إلى أن عون كانت قد راسلت المديرية العامة لأمن الدولة، ‏للمرة الثانية، وكررت طلبها بإحضار سلامة لاستجوابه. كما راسلت خطياً ‏مديرية قوى الأمن الداخلي، لمعرفة ما إذا كان هناك قرار خطي بعدم التعرض ‏لسلامة‎.

يأتي ذلك في وقت قالت فيه القاضية غادة عون: “أنا مستمرة في ملاحقة حاكم ‏مصرف لبنان، حتى إحضاره إلى قوس العدالة‎”.

ونفت قوى الأمن الداخلي أن تكون منعت عناصر أمن الدولة من تنفيذ مذكرة ‏إحضار سلامة. وردَّت في بيان على ما أُشيع عبر وسائل الإعلام، عن منع ‏عناصر قوى الأمن الداخلي المُولجة حراسة مكان إقامة حاكم مصرف لبنان، ‏لدورية من أمن الدولة، عن تنفيذ مذكرة إحضار قضائية صادرة بحقه: “يهم ‏المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أن توضح أنها لم تمنع دورية من المديرية ‏العامة لأمن الدولة، عن تنفيذ مذكرة الإحضار بحق حاكم مصرف لبنان، وأن ‏نقطة قوى الأمن الداخلي موضوعة منذ فترة بأمرٍ من الرؤساء لحماية الحاكم ‏من أي تهديد أمني، وبخاصة بعد ورود معلومات بهذا الخصوص‎”.‎

ولفتت إلى أن عناصر هذه النقطة الأمنية غير مخولين التدخل أو التبليغ، أو حتى ‏منع تنفيذ أي مذكرة رسمية؛ مشيرة إلى أن “هذا ما تم التأكيد عليه في اتصال ‏أجراه المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء عماد عثمان، بالمدير العام لأمن ‏الدولة، اللواء طوني صليبا، وذلك في إطار التنسيق المستمر بينهما‎”.

ويأتي تحرك القاضية عون، المحسوبة على رئيس الجمهورية، مع ارتفاع حدة ‏الهجوم الذي يشنه في الفترة الأخيرة كل من الرئيس ميشال عون، ورئيس ‏‏”التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، ضد سلامة، مع مطالبات بإقالته، ‏وهو ما أشار إليه “تيار المستقبل”؛ معتبراً أن قرار ملاحقة سلامة “اتُّخذ في ‏القصر الرئاسي”، ومؤكداً أن ملاحقة سلامة خطوة في مسار الانهيار، وليست ‏خطوة في طريق مكافحة الفساد‎.

وقال “المستقبل” في بيانه: “لا نستغرب تصفيق بعض الشعبويين والفوضويين ‏لمداهمات لجهاز أمن الدولة، لمقار إقامة وعمل حاكم مصرف لبنان رياض ‏سلامة، تنفيذاً لمذكرة الإحضار والتوقيف التي أصدرتها القاضية غادة عون، ‏وربما تصفيق كثير من أصحاب الودائع في المصارف الذين يحمِّلون الحاكم ‏والمصارف مسؤولية تطيير ودائعهم، وعدم الحصول عليها‎”.

وأضاف البيان: “إن ملاحقة الحاكم ومداهمة منازله ومكتبه في مصرف لبنان، ‏تشكل خطوة في مسار الانهيار، وليست خطوة في أوهام الحل ومكافحة الفساد. ‏المداهمة وقرار التوقيف اتُّخذا في القصر الجمهوري بطلب مباشر من الرئيس ‏ميشال عون شخصياً، إلى رئيس جهاز أمن الدولة اللواء صليبا، وإن موعد ‏المداهمة معروف منذ أسبوع، وجرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ‏لناشطين عونيين‎”.

واعتبر أن “الإصرار على هذا الإجراء من رئيس الجمهورية يرمي إلى تحقيق ‏هدف في المرمى الاقتصادي لحساب (التيار الوطني الحر)، على أبواب ‏الانتخابات النيابية… لقد طالب رئيس الجمهورية شخصياً بتنفيذ قرار توقيف ‏حاكم مصرف لبنان، وعندما جرى تنبيهه إلى احتمال اصطدام عناصر أمن ‏الدولة مع عناصر الحماية للحاكم من قوى الأمن الداخلي، أجاب: جُرُّوه حتى لو ‏استدعى الأمر الاشتباك مع قوى الأمن الداخلي”. وأضاف: “حسناً فعلت القوى ‏والأجهزة الأمنية في عدم الانجرار لهذا الفخ الذي تريد القاضية عون ترجمته، ‏بالادعاء على قائد قوى الأمن الداخلي، وفقاً لعدد من المواقع الإعلامية‎”.‎

Leave A Reply