كتبت “الشرق” تقول: «ياسمين» في صدارة اهتمامات اللبنانيين، وقد وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تنظيم حياتهم على إيقاع عاصفة عاتية، حملت معها الثلوج والصقيع، وأعادت التذكير بـ «طقوس» فصل الشتاء العائد بقوة، الى دولة منهارة تفتقد ادنى مقومات المواجهة بدءا من التدفئة المنعدمة الا في بيوت الميسورين في ظل انقطاع تام للكهرباء وارتفاع اسعار المحروقات، فاقفلت المدارس وبعض المحال لا سيما في القرى الجبلية والمتوسطة،حيث تساقطت الثلوج على ارتفاع 400 متر وما دون وقد لامست الشاطئ في عمشيت وجبيل،وتساقط البرد بغزارة في العاصمة بيروت ، وتدنت درجة الحرارة الى الصفر وبضع درجات تحته في البقاع وعلى المرتفعات
ليدخل اللبنانيون في معركة من نوع آخر ليس مع المنظومة السياسية انما مع صقيع الطبيعة، وجنرالها الابيض.
درس الموازنة
اما جنرال السياسة، فلن يسجل جديدا في انتظار تقديم لبنان ردّه على الورقة الكويتية، غدا السبت عبر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب. في الاثناء، التأم مجلس الوزراء لمواصلة درس مشروع الموازنة. وافيد انه وافق على البند ١٣٣ من الموازنة المتعلق بالدولار الجمركي مع بعض التعديلات والتفسيرات، والمتعلق بتحديد الحكومة بمرسوم كيفية إستيفاء الرسوم الجمركية بالعملة اللبنانية وفق سعر صرف للدولار يصل إلى سعر الصرف على منصة صيرفة، ويرفع السعر تدريجيًا حسب السلع.
الاقرار اليوم؟
وبعد الجلسة اشار وزير الاعلام بالوكالة وزير التربية عباس الحلبي خلال تلاوته المقررات الى انه «جرى نقاش معمق حول وضع الادارة العامة وضمان استمرارية العمل فيها كما في سائر القطاعات، وجرى التداول بضرورة شرح اهداف الموازنة للمواطنين». ولفت الحلبي الى انه «تقرر ان يستأنف المجلس جلساته المفتوحة اليوم الجمعة عند التاسعة بقراءة التقرير المقدم من وزير المالية حول مشروع الموازنة، كما سيصار الى النقاش في المواد بغية اقرار الموازنة في جلسة الغد». واوضح بان «الضوضاء الإعلامية التي أحاطت بمشروع الموازنة تهدف إلى هز الثقة بالدولة، وما تقوم به وهذا لا يهدف إلا إلى تحقيق مصالح بعض الفئات الضيقة». واوضح الحلبي بأن «لا يمكننا تحديد سعر الصرف الجمركي ويجب أن يكون له معيار معين، ومن الممكن أن يكون معياراً «صيرفياً»، ونحن ندرس إمكانية تصحيح الرواتب في القطاع العام لكن ضمن الإمكانات المتاحة في الخزينة».
المازوت والسوق السوداء
ليس بعيدا من شؤون الطاقة، وفي وقت انخفضت اسعار المحروقات انخفاضا طفيفا امس، أثارت عملية بيع المازوت في السوق السوداء خلال موجة الصقيع، ردود فعل وزارية شاجبة. فقال وزير الطاقة والمياه وليد فياض من السراي عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء “بالنسبة إلى موزّعي المازوت هناك سوق سوداء وجملة من التجاوزات، حيث يتم أخذ عمولات تفوق السعر المعتمَد وتصل الى حدود 10 و15 في المئة، وهذا الامر يشكّل جريمة وعلى القضاء ملاحقة هذه الأطراف المهرِّبة». بدوره أشار وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام إلى أن «شكاوى عديدة تردنا حول احتكار المازوت، ويجب الالتزام بأسعار وزارة الطاقة وسيتم ملاحقة أي مخالفة تستغل ظروف الناس الصعبة وتحديداً في المناطق الجبلية… إرحموا المحتاج». ولفت في المقلب الآخر إلى «تحسّن في الأداء لدى أصحاب المولدات»، وقال: إما «نكفّي نكسّر ببعض» أو يجب أن يلتزموا بالإرشادات والتسعيرات التي تحدّد بدقّة متناهية.
زيارة غالاغر
على صعيد آخر، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سفير لبنان في الفاتيكان فريد الياس الخازن وعرض معه التحضيرات للزيارة التي سيقوم بها إلى لبنان وزير الخارجية في الكرسي الرسولي المونسنيور بول ريتشارد غالاغر الأسبوع المقبل. كما استقبل، وزير الداخلية بسام مولوي الذي أطلعه على الأوضاع الأمنية في البلاد وحصيلة الجهود المبذولة لمكافحة تهريب المخدرات بعد ضبط سلسلة محاولات تهريب الى الخارج.
احباط مخدرات
وجاءت زيارة مولوي لبعبدا اثر الاعلان عن احباط شحنة مخدرات معدة للتصدير. اذ، كتب وزير الداخلية بسام مولوي عبر حسابه على «تويتر»، «عملية جديدة تثبت فيها الاجهزة الامنية إصرارها على مكافحة تهريب المخدرات الى خارج لبنان، اذ تمكن مكتب مكافحة المخدرات في الشرطة القضائية بالتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات في الجمارك من ضبط حوالي ١٢ طنا من المخدرات مموهة في صناديق من مسحوق الشراب (عصير) متوجهة الى السودان كمحطة أولى. التحقيقات متواصلة للكشف على كل محتوى الشحنة وملابسات العملية. لن ندخر جهداً في إحباط كل عمليات التهريب ومنع الأذى والشر عن اشقائنا العرب».
التيار في سوريا
من جهة ثانية، لفتت زيارة وفد من «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير السابق طارق الخطيب، دمشق، بدعوة من الامين العام المساعد لـ»حزب البعث العربي الاشتراكي» هلال هلال الذي التقاه، في حضور الوزير السابق عضو القيادة القطرية في الحزب مهدي دخل الله في مبنى الحزب في دمشق. وبحسب بيان للتيار، أن «البحث تناول ضرورة تطوير العلاقات بين البلدين، وشدد المجتمعون على وحدة الموقف في وجه التحديات المشتركة التي تهدد الشعبين اقتصاديا وسياسيا». والتقى الوفد ايضا، وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، الذي اعرب عن «محبة سوريا قيادة وشعبا لشخص رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ولمواقفه الوطنية الثابتة على الحق، كما لرئيس التيار النائب جبران باسيل»، مثنيا على «ثباته في المواقف الوطنية بالرغم من الضغوط التي تعرض لها في الداخل كما من الخارج». ثم لبى الوفد دعوة غداء رسمية على شرفه مع الوزير المقداد ودخل الله.