جنون سعر الصرف في تصاعد على وقع الشلل السياسي.. وعقبات لا تزال تعيق طريق الغاز إلى لبنان

كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: يمضي سعر صرف الدولار الأميركي صعوداً ويستمر في نهب جيوب الفقراء وإذلالهم دون أن يرف جفن للمسؤولين المعنيين، فيسرح جراء ذلك وحش الغلاء جارفاً في طريقه كل ما تبقى من مدخرات الناس، وما وفروه من القرش الابيض الى اليوم الاسود، ولكأن أيامهم أصبحت كلياليهم سوداء حالكة.

وفي هذا الوقت، أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات مكثفة مع المسؤولين المصريين تتعلق بعملية استجرار النفط والغاز من مصر والأردن. ميقاتي الذي يزور مصر بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي للمشاركة بمنتدى شباب العالم، نقلت مصادره عبر “الانباء” الالكترونية تأكيده عن “قرب توقيع لبنان اتفاق مصري أردني سوري لعملية استجرار النفط والغاز الى لبنان بعد ازالة كل المعوقات التي كانت تحول دون ذلك”.

في المقابل، اعتبر عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث مع “الانباء” الالكترونية أن عملية استجرار الغاز المصري الى لبنان “لم تنته بعد، لأنه في حال تمت هذه العملية بسلام ووصل الغاز المصري الى سوريا عبر الأردن فإنه سيستخدم في سوريا وليس في لبنان كما كنا نتوقع، بل إن لبنان سيزوّد بالغاز السوري وليس المصري، والخط الذي سيتم تزويدنا منه مصدره مدينة حمص فيما العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر التي لم تحل بعد”، مشيرا الى ان “الجانب المصري يريد ضمانات واضحة وصريحة من الولايات المتحدة قبل البدء بالتنفيذ”.

وذكر الحجار ان “الجانب السوري سبق وأعطى وعداً للرئيس الشهيد رفيق الحريري بتزويد معمل دير عمار بالغاز لكنه لم يف بوعده بحجة ان كمية الغاز المستخرجة لا تكفي للاستهلاك المحلي، والامور ما زالت عالقة عند هذه النقطة”.

على خط اخر، كان مفاجئاً الارتفاع الجنوني في أسعار الدولار مع بداية الاسبوع مدشناً قفزاته التصاعدية الى ما فوق 32 الف ليرة، وتوقعت مصادر مالية مواصلة ارتفاعه.

في سياق متصل، اعتبر الخبير المالي والاقتصادي انطوان فرح في اتصال مع “الانباء” الالكترونية انه “ليس مستغربا استمرار الدولار بالارتفاع طالما بقي الوضع السياسي على ما هو عليه من شلل، والافق يزداد سوءا وانغلاق الامل بحلول قريبة، كما ان الاتفاق مع صندوق النقد بدأ يتضاءل ويبتعد اكثر، حتى اجتماعات الحكومة التي كان يعول عليها لإقرار الموازنة لتكون منطلقا للاتفاق مع صندوق النقد يبدو انها متعثرة”، مكررا القول: “طالما المشهد السياسي والاقتصادي على ما هو عليه طالما الدولار مستمر بالارتفاع بوتيرة أسرع”، متوقعاً شطحات كبيرة في ارتفاعه قد تصل الى3000 و4000 و5000 ليرة وما فوق.

وأضاف فرح: “ليس لدينا الا خيار وحيد للجم الدولار عن الارتفاع يقضي بتغيير المشهد السياسي، يليه تغيير في المشهد المالي والاقتصادي، فهذا الذي يوصلنا الى اتفاق مع صندوق النقد، والى استقرار امني وسياسي عبر الانتخابات. وعند ذلك يؤمل ان يتوقف الدولار عن الارتفاع وقبل ذلك ليس هناك من أمل”.

Leave A Reply