كان حلمًا وتبدّد ـ الاعلامي قاسم صالح صفا

حلم طالما راودني في يقظتي ونومي، أن أجد وطنًا مثل الأوطان يعيش الفرد فيه لأنه انسان، هذا الحلُم تبدّد مع أوّل رصاصةِ قنصٍ من أعالي المباني في الطيونة، و تبدّد معَ أول خطاب طائفي تحريضي ، وكأن الجماهيرَلا تصفّق إلا لمن يحرّك فيهم الدم الطائفي والمذهبي.

خطابٌ طائفيٌّ من زعيم يدّعي أنّه وطني.

أهوَ تحليل سياسي طائفي من صحفي يدعي الوعي ويترأس مركز ًا ؟؟!

توجّهٌ ديني من رجلِ دين يدَّعي التواصل مع السماء.

كلُّ شيء في هذا البلد بات له نكهةٌ طائفية، لا بل كله بات طائفيا، تلك الطائفية التي جمّدت الابداعَ وأوقفت التطور وأبعدتِ العدل والمساواة وقلصت تكافؤ الفرص.

تستمعُ الى الخطاب الجماهيري في الاحتفالات بشتى المناسبات تجده وطنيا بإمتياز، قوميًا بعلامة الجودة، مؤمنًا في محراب العبادة. يرتل الانجيل والقرأن، لكنه طائفي مرعوب، خائف، وجل من غيره من الطوائف أن تحتله، أن تسيطر على مناطق نفوذه، أن يصادروا سلاحه أن يسلبوا حصته، لم يتركوا فسحة او فرصة لا يلعبون بأفكار الناس يحاولون بأن يزرعوا في أذهانهم بأن الشيعة سيأخذون لبنان الى طهران، والسنة الى الرياض او الى اسطنبول، والموارنة الى فرنسا، والدورز الى الانكليز، والكاثوليك الى روما وما تبقّى من طوائف لا يزال يفتش عن عاصمة يلجأ اليها دون الوطن.

اذًا، فالسؤال يطرحُ نفسه: من يفتّش عن وطن عزيز قوي موحد خال من العدو الإسرائيلي واعوانه وعملائه؟

من يفتش عن وطن علاقاته العربية جيدة؟

من يفتش عن وطن مده الطبيعي التاريخي والجغرافي دمشق؟.

انهم وجدوا زعاماتهم في زواريب المذهبية الضيقة ومتاريسهم البغيضة ورصاصهم الذي يستهدف القلوب والرؤوس.

ثقافة مختلفة، لغة مختلفة، لا تبني اوطانًا بل تصنع الهة الطوائف والمذاهب.

نعم، لقد تبدّد الحلم وسأنام لكي لا احلم، لا في يقظة ولا نوم لأني طائفي.

Leave A Reply