آخرُ الرهانات بين حكومةٍ منتظرة أو تصريفُ أعمالٍ حتى الإنتخابات…

فاطمة شكر ـ الديار

لا أحد في لبنان يستطيعُ حسم أي قرارٍ سياسيٍ أو قانونيٍ أو قضائي لأن الوطن قائمٌ على الطائفية اللعينة، كل ما يمكن فعله هو الحديث المستمر والعمل بشكلٍ أو بآخر من أجل حل الأمور بالطريقة التي تناسبُ أهواء السياسيين ومصالحهم على حساب الشعب الذي قررَ أن يعيش يومه يوماً بيوم .

الحديث عن تشكيل الحكومة صار «كإبريق الزيت « لم ولن ينتهي في ظل دخول وساطات خارجية وداخلية وجولات وصولات من أجل إرضاء كل القوى السياسية كي تتشكل الحكومة بالتوازي مع الإقلاع عن التفكير بهموم الناس التي لم تعدْ تحتمل نتيجة الفقر الذي غزا بيوتهم وحوّل الشعب اللبناني بأسره الى فقيرٍ محتاج عدا تلك الطبقة التي أكلت أموال الشعب دون ترددٍ وبكل إصرار ممعنةً في تجويعه وإذلاله .

يقولُ مصدرٌ خاصٌ مقربٌ من الرئيس نجيب ميقاتي إن الأجواء حتى هذه الساعة إيجابيةٌ نوعاً ما بعكس ما يتمُ تداوله عبر الإعلام وعبر مواقع التواصل الإجتماعي، ويُضيفُ المصدرُ الخاص أن الأسبوع القادم سيكون حاسماً في موضوع تشكيل الحكومة و أن الإتصالات التي تجري منذ يوم الخميس تحاول إحتواءَ مفاعيلِ البيانات المتداولة بين الرئيسين عون وميقاتي، ويؤكدُ المصدرُ المقربُ من الرئيس ميقاتي أن اللواء عباس إبراهيم سيستأنفُ مساعيه من أجل التشكيل وبتشجيعٍ مباشرٍ وأساسيٍ من حزب الله . كل هذا بالتزامن مع ما يجري من إتصالات وغيرها مع المحاور التي يُعمل عليها من أجل الوصول الى حكومةٍ تشبه كل طرفٍ سياسيٍ وتحاكي ما يريده من هذه الإنتخابات التي تعتبرُ مفصليةً في المرحلة المقبلة، وهذا هو بيت القصيد في النزاع الأبرز في كل هذه المفاوضات والإتصالات والتي من شأنها أن تحصلَ على مكاسبَ تكون ركيزةً لإنتخابات تظهر قوة كل فريق في الداخل السياسي اللبناني، كما أن البعض يفضّلُ الفراغ على الذهاب الى الإنتخابات وبقاء الوضع على ما هو عليه علّها تتغير الظروف وتكون ملائمة له في محطاتٍ مقبلة. وفي السياق ذاته، مصدرٌ خاصٌ من حزب الله أكدّ أن الحزب يسعى جاهداً الى أن تتشكلَ الحكومة وبأقصى سرعة، وهو يصممُ على تشكيلها من أجل إعادة تنظيم هيكل الدولة، ويتابع المصدر أن السياسة التي تتبعها بعض القوى السياسية في لبنان من خلال بث وإشاعة الأخبار التي توتر الأجواء من جهة والتي تسعى من جهةٍ ثانية الى زيادة الإنهيار من خلال المراهنة على الخارج لن تجدي نفعاً لا بل ستزيدُ من إصرار الحزب على مساعدة كل اللبنانيين دون إستثناء وضمن خططٍ مدروسةٍ ودراساتٍ واضحة ودقيقة عُملَ عليها منذ مدة، ويؤكدُ المصدرُ أن كل ما يجري في لبنان لن يزيد الحزب إلا إصراراً على مواجهة الحصار الخارجي وكسره وعلى مساعدة الشعب اللبناني الذي عاهد نفسه أن لا يتركه في مهب الريح.

بين الجولات واللقاءات التي يجريها اللواء عباس إبراهيم من أجل التشكيل تبقى الأنظار موجهة الى قصر بعبدا والرئيس ميشال عون والى الرئيس نجيب ميقاتي، فهل سينجح اللواء إبراهيم في إقناع الطرفين من أجل الخروج بحكومة ؟ علماً أن الرجل جال العالم وكان وسيطاً في حل الكثير من القضايا الصعبة…

هل ستكون مساعيه مثمرة كباقي المساعي التي نجحت سابقاً ؟

ماذا عن الحلول والخطط الإنقاذية التي من المفترض أن تضعها الحكومة الجديدة في حال لو تشكلت من أجل إحتواء المشاكل ولو بشكلٍ جزئي ؟

هل ستزدادُ طوابيرُ الإنتظار أمام محطات الوقود !

ماذا عن المواطنين الذين إمتهنوا مهنة بيع غالونات البنزين في السوق السوداء في الزمن الأسودِ هذا ؟

وكيف ستتعاطى الدولة مع هؤلاء ؟

ما هي الإجراءات التي ستتخذها الدولة بحق المحتكرين الكبار»الحيتان» الذين إبتلعوا المحروقات والدواء في زمن الجوع والفقر ؟

أسئلةٌ كثيرةٌ بات المواطن اللبناني يطرحها لكنه يعلمُ أن لا أجوبة كافية وشافية عليها .

وحتى يتبين الخيطُ الأبيضُ من الأسود سيبقى الشعب اللبناني المنهوب والمسروق رهن إشارة طبقةٍ سياسيةٍ مفلسةٍ أخلاقياً بكل ما للمعنى من كلمة عدا البعض الذي قرر خوض معركةٍ لمكافحة الفساد المستشري في كل أروقة الدولة ومؤسساتها من أجل اللبنانيين كل اللبنانيين …

Leave A Reply