المماطلة المفتعلة تسرّع بالاعتذار.. ‏ومخاوف من التداعيات.. ومغدوشة ‏هادئة

ويمضي العدّاد مسرعاً، يأكل الأيام تلو الأيام من عمر تكليف الرئيس ‏نجيب ميقاتي، فيما الحكومة عالقة في مغارة المعايير والشّروط ذاتها ‏الآسرة لملف التّأليف منذ ما يزيد على السّنة.‏

‏واقع الحال الحكومي يتلخّص بأنّ العدّ سيستمرّ طويلاً، فلا مؤشرات ‏إيجابية يمكن الاستناد اليها، لافتراض انّ الرئيسين ميشال عون ‏وميقاتي يمكن ان يتفاهما على فتح كوة في جدار التأليف، بل على ‏العكس من ذلك، فما أفضت اليه اللقاءات الـ13 التي عقداها، يؤكّد ‏بإجماع المتابعين عن كثب لمجريات هذه اللقاءات، انّ الحكومة باتت ‏تقف على منعطف بين الاعتذار .. والمماطلة المفتعلة.‏

‏ ‏

القرار الحاسم

‏ ‏

عملياً، دخل تكليف الرئيس ميقاتي شهره الثاني، ومع الإنسداد الكلي ‏في نفق التأليف، وبحسب معلومات موثوقة لـ”الجمهوريّة”، فإنّ ‏المشهد الحكومي أصبح على مسافة قصيرة جداً – وثمّة من لا يقيس ‏تلك المسافة بالأيّام بل بالساعات – من اتخاذ قرار حاسم يصدم ‏المماطلة المتعمّدة، ومحاولة تقييد رئيس الحكومة بشروط لا يستطيع ‏ان يقبل بها، وينفض الرئيس ميقاتي عنه غبار التكليف، ويلقي كرة ‏المسؤولية والتبعات في يد رئيس الجمهورية، وفي ذلك اشارة شديدة ‏الوضوح الى الجهة التي تدير تعطيل تأليف الحكومة منذ تكليف ‏السفير مصطفى اديب وبعده الرئيس سعد الحريري وصولاً الى ‏الرئيس نجيب ميقاتي.‏

‏ ‏

وتبعاً لفشل الرئيسين عون وميقاتي، في بناء ارضية مشتركة تقوم ‏عليها الحكومة، فإنّ المستويات السياسيّة على اختلافها باتت مسلّمة ‏بدنوّ تكليف ميقاتي من لحظة الاصطدام النهائي بجدار التعطيل، ‏وهي بالتالي تحضّر نفسها للحظة الإصطدام الوشيك، الذي سيفتح ‏بدوره على مرحلة إضافية وطويلة من الفراغ الحكومي، مع ما قد ‏يرافق ذلك من توتّرات.‏

‏ ‏

حظوظ التأليف منعدمة

‏ ‏

وكشفت مصادر واسعة الإطّلاع لـ”الجمهوريّة”، إنّ حظوظ التأليف ‏وحتى يوم أمس، كانت منعدمة، والسبب هو ذاته الذي عطّل تكليفي ‏اديب والحريري، ويتلخص بإصرار رئيس الجمهورية على تسمية 9 وزراء ‏مسيحيين بالاضافة الى وزير درزي، ما يعني حصة تزيد عن الثلث ‏المعطّل. وهو أمر لا يمكن ان يقبل به لا الرئيس المكلّف ولا سائر ‏القوى السياسيّة التي ترفض بدورها أن يكون رئيس الحكومة، ‏والحكومة محكومين من خارجها ووفق مزاجيّة جبران باسيل.‏

‏ ‏

حتى نهاية العهد!‏

‏ ‏

على انّ ما اثار ريبة المعنيين بملف التأليف، كما تقول المصادر، هو ‏ما تكشّف لهم من أنّ بعض وزراء حكومة تصريف الأعمال قد بدأوا ‏يعدّون العدّة من الآن للبقاء في مواقعهم حتى نهاية عهد الرئيس ‏ميشال عون. وقد صرّح البعض منهم امام بعض المراجع، بأنّهم قد ‏تلقوا همساً واشارات بهذا المعنى من بعض المحيط القريب من ‏القصر الجمهوري.‏

‏ ‏

يريدون تطويب البلد لهم!‏

‏ ‏

ونُقل عن مرجع مسؤول قوله في هذا المجال: “هذا صحيح، المعطل ‏معروف منذ البداية، مهما حاولوا ان يضحكوا على الناس تارة بتبريرات ‏زائفة، وتارة بإشاعة مناخات ايجابية وهمية، يريدون ان نسلّمهم لبنان ‏ونطوّبه لهم، لقد سبق لي أن قلت مرّات عديدة إنّهم لا يريدون ‏حكومة ولا يريدون بلداً”.‏

‏ ‏

اضاف: “هذا قرارهم من البداية، فإن لم تعطهم حكومة يتحكّمون بها، ‏لن يُعطوا البلد حكومة كل خلق الله في الداخل والخارج يدرك حاجة ‏البلد اليها، بل يريدون الاستمرار بالتحكّم وادارة الدولة، حيث استمرأوا ‏اتخاذ قرارات عشوائية وفق أعراف جديدة خارج منطق الدستور وفي ‏ظل الحكومة المستقيلة، مع أنّ علاقتهم اليوم برئيس حكومة تصريف ‏الأعمال ليست على ما يرام”.‏

‏ ‏

وتساءل المرجع قائلاً: “ليس دفاعاً عن حاكم “مصرف لبنان” رياض ‏سلامة، ولا عن الرئيس حسان دياب، وبمعزل عن قانونية او عدم ‏قانونية الادّعاء عليهما، فهل ثمة من يوضح للبنانيين من أوعز بإصدار ‏بلاغ بحث وتحرٍ لمدة شهر بحق حاكم مصرّف لبنان، وبإصدار مذكرة ‏جلب بحق رئيس حكومة تصريف الاعمال؟ ولماذا في هذا التوقيت ‏بالذات؟ بل لماذا تعمّد استفزاز الطائفة السنيّة بإهانة موقعها الأوّل ‏في الدولة واستهداف رئيس الحكومة في هيبته وكرامته؟ هل هذا ‏الامر يعجّل بتشكيل حكومة؟ والأهم هل اكتفوا بهذا القدر، ام انّهم ‏يخبئون قرارات اخرى سيطرحونها فوق جمر البلد؟”.‏

‏ ‏

وعمّا اذا كانت ثمة نافذة انفراج، قال المرجع: “لا توجد لا نوافذ ولا ‏ابواب، فأمام لبنان سنة صعبة جداً، سنة سوداء أتوقع فيها كل شيء ‏سلبي، كما يجب أن نتوقّع أيّ شيء ممّن عقله من حجر حتى لا أقول ‏غير ذلك، وممّن لا يرى أبعد من الكرسي الجالس عليه”.‏

‏ ‏

أين بلغت الاتصالات؟

‏ ‏

في هذا الوقت، قالت مصادر مواكبة لحركة الاتصالات، ان لا موعد ‏محدداً حتى الآن لعقد اللقاء االرابع عشر بين رئيس الجمهورية ‏والرئيس المكلّف، ولكن من دون ان تستبعد عقد هذا اللقاء اليوم.‏

‏ ‏

واشارت المصادر، الى انّ خطوط التواصل ظلت مفتوحة بين ‏الرئيسين، وكذلك بين الرئيس المكلّف وسائر القوى السياسية المعنية ‏بالملف الحكومي، ولكن حتى الآن لم تبرز اي مؤشرات توحي بتحقيق ‏اختراق ايجابي. خصوصاً انّ العقدة او العِقد مستحكمة بين عون ‏وميقاتي حصراً، جراء الإصرار الرئاسي على حصة وزاريّة تتجاوز ثلث ‏الحكومة، من ضمنها الوزيران المسيحيان الفائضان عن حصص ‏الرئيس وتيار المردة والقومي، وهو ما يلقى رفضاً من قِبل الرئيس ‏المكلّف.‏

‏ ‏

وقالت المصادر، انّ حسم الامور يتطلب بعض الوقت. وما يُحكى عن ‏ايجابيات تسود النقاش ما هي الّا ايجابيات شكلية مرتبطة فقط بإبقاء ‏باب النقاش مفتوحاً من دون تشنجات او تراشق اعلامي. اما في ‏المضمون فالسلبيات هي المستحكمة ولا تقدّم على الاطلاق، وهو ما ‏لمسه فرقاء سياسيون من الاجواء المحيطة بالرئيسين عون وميقاتي.‏

‏ ‏

ولم تنف المصادر او تؤكّد ما يُقال عن انّ اعتذار الرئيس المكلّف قد ‏اصبح وشيكاً، الّا انّها اعربت عن خشية كبيرة لديها من ان تكون هناك ‏محاولة متعمّدة لتيئيس الرئيس المكلّف ودفعه الى الاعتذار.‏

‏ ‏

ابراهيم على الخط

‏ ‏

في هذه الاجواء، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ “الجمهورية”، عن ‏دخول المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم عل خط ترميم ‏العلاقة بين عون وميقاتي منذ يوم الجمعة الماضي، في مسعى ‏لتقريب وجهات النظر، وهو قام بأكثر من زيارة الى عون وميقاتي في ‏عطلة نهاية الاسبوع الماضي وحتى امس الاثنين.‏

‏ ‏

وفي محاولة جديدة لفكفكة العِقد الحكومية الجديدة التي اعاقت ‏موافقة رئيس الجمهورية على التشكيلة الاخيرة التي قدّمها له الرئيس ‏ميقاتي في اللقاء الثالث عشر، علمت “الجمهورية” من مراجع معنية ‏بالاتصالات الجارية، ان ما هو مطروح يقضي بإعادة نظر بعدد من ‏المقاعد الوزارية والحصص، بعد ان تمّ التفاهم على حقيبة الداخلية، ‏بحيث ستكون لأحد الاسماء الجديدة التي اقترحها الرئيس ميقاتي في ‏لائحة جديدة جمعت اسمين او ثلاثة، بالإضافة الى اللواءين ابراهيم ‏بصبوص ومروان الزين، بعدما أُخرجا من حلبة المنافسة على هذه ‏الحقيبة، وبالتالي ما بقي يتركز على التفاهم على إسم وزير العدل ‏الذي سيقترحه رئيس الجمهورية وينال موافقة ميقاتي، الذي يصرّ ‏على ان يكون حيادياً يشبه الاسماء الجديدة المقترحة لوزارة الداخلية.‏

‏ ‏

الموقف الرئاسي

‏ ‏

الى ذلك، عكست اوساط الفريق الرئاسي، انّ رئيس الجمهورية قدّم ‏كل تسهيل ممكن من قبله لتسهيل ولادة الحكومة، ادراكاً منه لحاجة ‏البلد الى حكومة في اسرع وقت ممكن. واكّدت انّ التواصل ايجابي ‏بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، آملة ان يشكّل اللقاء المقبل ‏بينهما قاعدة للتوافق على حكومة وفق الاصول والدستور ومعايير ‏الشراكة والمناصفة الحقة الذي يؤكّد عليها رئيس الجمهورية.‏

‏ ‏

ورفضت الاوساط اتهام رئيس الجمهورية بوضع عراقيل في وجه ‏الرئيس المكلّف، وقالت انّها اتهامات باطلة، القصد منها التشويش ‏الواضح على مسار التأليف. فرئيس الجمهورية قد يكون الاكثر حرصاً ‏على تشكيل حكومة، وهو لم يحد عن مقاربته لهذا الملف، القائمة ‏على مقابلة كل ايجابية بإيجابية مثلها واكثر تسهيلاً لعملية التأليف. الّا ‏انّ الاوساط نفسها اكّدت انّها لا تملك تأكيداً حول موعد ولادة ‏الحكومة، وقالت: “الكرة في هذا المجال ليست في يد رئيس ‏الجمهورية”.‏

‏ ‏

واشارت المصادر الى ما سمّتها محاولات تعطيل تتجلّى في سعي ‏البعض الى الانتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية في تشكيل ‏الحكومة، لا بل تفريغ هذه الصلاحيات من معناها كلياً، الّا انّ هذه ‏المحاولات فاشلة سلفاً ولن يُكتب لها النجاح، ذلك انّ هؤلاء يعتقدون ‏أنّهم بمحاولاتهم هذه يلوون ذراع رئيس الجمهورية وينتزعون منه ‏صلاحياته وحقه الدستوري في الشراكة الكاملة في تشكيل الحكومة ، ‏فتكفي لهؤلاء ان يقرأوا تاريخ ميشال عون بأنّه لن يتنازل عن ثوابته او ‏عن أي من الصلاحيات او يوقّع على ما يمسّ بها تحت أي ظرف كان.‏

‏ ‏

المهل تضيق

‏ ‏

في المقابل، اشار مطلعون على اجواء الرئيس المكلّف، الى أنّ ‏النقاش ما زال مفتوحاً، وتأليف الحكومة ما زال ممكناً، وكل الاطراف ‏تدرك مكمن العراقيل التي تؤخّر ولادتها.‏

‏ ‏

وعكس هؤلاء امتعاضاً واضحاً لدى الرئيس المكلّف من عدم تشكيل ‏الحكومة بالسرعة التي توخّاها، جراء العراقيل التي برزت في طريقه، الّا ‏انذ ذلك لا يشكّل دافعاً لاعتذاره، حيث انّه قرّر ان يقاربها بنفس هادئ ‏بعيداً من التشنج والانفعال، على امل أن يأتي اللقاء المقبل مع رئيس ‏الجمهورية منتجاً.‏

‏ ‏

ولفت في هذا السياق ما اورده “موقع لبنان 24″، التابع للرئيس ‏المكلّف، انّ مهلة الاعتذار تضيق، ولكن ميقاتي “حرص على ‏المحافظة على منسوب “الإيجابيّة والتفاؤل”، الّا انّ حرص الرئيس ‏ميقاتي على “تكريس” الأجواء الإيجابيّة، غلّب الواقعية وسمّى الأمور ‏بمسمّياتها، فالوضع ليس ورديًا ولا مثاليًا، وليس المطلوب “إيهام” ‏الرأي العام بأنّ الحكومة باتت قاب قوسين أو أدنى، في حين أنّ التعثّر ‏متواصل خلف الكواليس، والعُقَد تتوالى.‏

‏ ‏

وقال: “الأكيد، في مطلق الأحوال، أنّ هناك “تعثّرًا” أكّده ميقاتي ‏للقاصي والداني، كما اكّد في الوقت نفسه أنّه سيبذل كلّ الجهود ‏الممكنة لـ”تذليل العِقد”، في أقرب وقت ممكن. فهو لم يقفل الأبواب، ‏بل على العكس من ذلك، ربما فتحها على المزيد من الوساطات ‏والمحاولات، وهو ما تجلّى في الحديث عن دخول “الأصدقاء” على ‏خطّ “تذليل” العِقد والصعوبات. لكنّ الرئيس ميقاتي الذي قال إنّ ‏الاعتذار ليس “على أجندته” الآن، قال أيضًا إنّ “المهل تضيق”، ولعلّ ‏في ذلك عِبرة واضحة لمن يريد أن يعتبر”.‏

‏ ‏

وسألت “الجمهوريّة” مقرّبين من الرئيس المكلّف عمّا يُحكى عن ‏محاولات ضغط على الرئيس المكلّف لحمله على القبول بشروط ‏معينة او حمله على الاعتذار، فأكّد هؤلاء انّ ميقاتي لا يمكن ان يقبل ‏بما هو ليس مقتنعاً به، او يناقض الهدف بحكومة متوازنة، او يمسّ ‏الدستور والصلاحيات. اما في ما خصّ الضغوط للاعتذار، فالرئيس ‏المكلّف أصلب من أن يخضع لأي ضغط أياً كان مصدره، ثم انّه كان ‏واضحاً من البداية بأنّ المهل ليست مفتوحة، وأنّه بالتالي لا يُقدم ‏على اي خطوة الّا وفق توقيته هو وليس وفق مشيئة او مواقيت ‏الآخرين.‏

‏ ‏

الأسهم متساوية

‏ ‏

الى ذلك، ابلغت مصادر سياسية الى “الجمهورية” قولها، انّ اسهم ‏تأليف الحكومة واعتذار الرئيس المكلّف ما زالت متساوية حتى الآن، ‏مخالفة بذلك الجو القائل بأنّ اعتذار الرئيس المكلّف صار وشيكاً. ‏ومستبعدة ان يكون الرئيس المكلّف قد حسم خياره في هذا الاتجاه ‏اقلّه حالياً، وفي ذروة اتصالات مكثفة تجري على اكثر من خط. ‏ويفترض ان تتظهر نتائجها في وقت قريب جداً.‏

‏ ‏

ولفتت المصادر، الى انّ النقاش يجري على قاعدة انّ مصلحة لبنان ‏تقتضي تشكيل الحكومة، ما يعني انّ الوقت ما زال متاحاً لتشكيل ‏حكومة متجانسة وقادرة على التصدّي للأزمة. ولكن ينبغي الاعتراف ‏انّه حتى الآن لم تبرز ايجابيات، علماً أنّ الرئيسين عون وميقاتي باتا ‏مضغوطين بالوقت، ذلك انّ مهلة التأليف ليست مقفلة انما هي ‏ليست مفتوحة الى ما شاء الله.‏

‏ ‏

ولكن ماذا لو أُقفل النقاش وصار الاعتذار امراً مؤكّداً، تجيب المصادر: ‏‏”في هذه الحالة سيكون البلد امام واقع جديد بتداعيات صعبة، قد لا ‏يكون ممكناً معها تسمية شخصية سنّية جديدة لتأليف الحكومة، حتى ‏ولو دعا الرئيس عون الى استشارات ملزمة يومياً”.‏

‏ ‏

مغدوشة

‏ ‏

من جهة ثانية، أكّد النائب ميشال موسى إنّ “الوضع بين بلدتي عنقون ‏ومغدوشة هادئ بعد تدخّل الجيش وفرض اجراءاته على الارض، ومع ‏نجاح اتصالات التهدئة”، داعياً إلى “وقف الشحن والعمل على تخفيف ‏التشنج”. واعلن أنّ “الغطاء رُفع عن جميع المرتكبين وهم قيد ‏الملاحقة، وقد تمّ توقيف البعض منهم”.‏

‏ ‏

بدوره، قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال محمد فهمي، ‏‏”لقد نبّهنا منذ آذار الماضي من هشاشة الوضع الأمني الذي سنصل ‏إليه ما لم يتمّ إيجاد الحلول السياسية والاقتصادية والاجتماعية”. ودعا ‏المسؤولين إلى نبذ الخلافات وإيجاد الحلول سريعاً.‏

‏ ‏

الى ذلك، اجتمع مطارنة صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك والموارنة ‏والأورثوذكس مارون العمار وإيلي بشارة الحداد والياس كفوري امس، ‏وأثنوا على الجهود المبذولة من كافة الفرقاء لتلافي تفاقم الأحداث ‏المؤلمة بين بلدتي مغدوشة وعنقون، لاسيما موقف الرئيس نبيه بري ‏وموفده الرسمي المفتي حسن عبدالله، الذي التقى الوزير ميشال ‏موسى وفاعليات مغدوشة وعنقون، وأعطى توجيهات واضحة لجهة ‏تطبيق القانون في كل من افتعل أعمالاً عنفية، إذ لا شيء يعلو فوق ‏القانون.‏

‏ ‏

وأعلن الأساقفة عمار وحداد وكفوري أنّهم يتمسكون بالعيش المشترك ‏كشعار نهائي لا حياد عنه في لبنان، داعين كل الفرقاء ألّا يقعوا في فخ ‏فوضى الفقر والعوز الذي يعيشه اللبنانيون كافة، بل وجب تنظيم ‏حياتنا على ضوء الحاجات الملحّة الطارئة وتجنّب المشاكل. وألمحوا ‏إلى أنّ هذه المشادات التي تحصل لا تمت بصلة إلى أبعاد طائفية، ‏إذ إنّ أبناء البلدة الواحدة والمذهب الواحد نراهم يتقاتلون لتأمين لقمة ‏العيش. وأكّدوا وجوب التنبّه لتجنّب الأعمال العنفية البعيدة جداً عن ‏حضارة اللبنانيين وتضرب العيش المشترك وتعقّد قضية الفقير بل ‏وتحرمه من الأمن الغذائي كملاذ وحيد باق في لبنان. ثم والإنكباب ‏على تنظيم الأمور خصوصاً في الحصول على الوقود، فالمسألة ‏تنظيمية بامتياز.‏

‏ ‏

وشكر المطارنة الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية للسهر على أمن كل ‏مواطن على كافة الأراضي اللبنانية، لاسيما في منطقة مغدوشة-‏عنقون. وأكّد المطارنة على ضرورة تشكيل الحكومة في أقرب فرصة ‏ممكنة، إذ إنّ العقبات في التأليف لا تضاهي الأخطار المحدقة ‏بالمجتمع اللبناني وسلامته.‏

‏ ‏

فجر الجرود

‏ ‏

من جهة ثانية، ولمناسبة الذكرى الرابعة لمعركة “فجر الجرود”، غرّد ‏الجيش اللبناني عبر “تويتر”: “نستذكر شهداءنا الأبرار الذين حوّلوا ‏بدمائهم الزكية الجرود المستباحة إلى واحة حريّة، بزغ فجرها من جديد. ‏انتصرنا على الإرهاب، وسنبقى متيقّظين لخلاياه التي تحاول استغلال ‏وضع وطننا الحالي للظهور مجدّداً”.‏

‏ ‏

وأشاد الرئيس عون بـ”النصر الذي حققه الجيش بالقضاء على ‏الإرهابيين في معركة “فجر الجرود”، ودعا الجيش وسائر القوى الأمنية، ‏إلى “التنبّه الدائم لأي نشاط أو مخطط إرهابي يهدف إلى زعزعة ‏الأمن والاستقرار في لبنان، واستغلال الظروف والتحدّيات الاقتصادية ‏الصعبة التي تواجهها البلاد، لخلق مزيد من الإرباك والفوضى تحقيقاً ‏لمآرب وأهداف خارجية”، كما دعا اللبنانيين إلى “الالتفاف حول ‏مؤسساتهم العسكرية والأمنية لتفويت الفرصة على المصطادين في ‏المياه العكرة، والساعين إلى عرقلة أي محاولة للنهوض واستعادة ‏الحياة الطبيعية للبنانيين”.‏

‏ ‏

وفد الكونغرس

‏ ‏

على صعيد آخر، يصل الى بيروت اليوم وفد من لجنة الشؤون ‏الخارجية في الكونغرس في مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة رئيس ‏اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الاوسط السيناتور كريس مورفي وعدد ‏من اعضاء اللجنة ومستشاريهم في زيارة تستمر يومين.‏

‏ ‏

وعُلم انّ الوفد سيبدأ زيارته الرسمية الى بيروت بلقاء مع رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون قبل ظهر غد الاربعاء، لإطلاعه على ‏مهام اللجنة قبل ان يلتقي كبار المسؤولين، كما سيكون له لقاء عمل ‏مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ولقاءات أخرى ستُعقد بعيداً من ‏الاضواء.‏

‏ ‏

ومعلوم انّ مهمة الوفد الوقوف على حاجات الجيش اللبناني والقوى ‏الأمنية والعسكرية الاخرى، في مواجهة الازمة النقدية والمالية التي ‏تعانيها الدولة اللبنانية، والتي انعكست بشكل خطير على هذه ‏المؤسسة والقوى الامنية الاخرى التي تراهن عليها الولايات المتحدة، ‏في ظل الشلل الحكومي والإداري.‏

‏ ‏

النفط الايراني

‏ ‏

اقليمياً، وفي موضوع ارسال الوقود الايراني الى لبنان، أكّد المتحدث ‏بإسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة، انّ “ارسال حمولات الوقود ‏الى زبائن ايران هو أمر سيادي يتعلق بحق ايران ببيع النفط والوقود ‏الى اي دولة تشتريه منها، وبالتالي فإنّ اميركا أو اي دولة اخرى ليست ‏في وضع يخولها ان تكون فوق القانون وتمنع التجارة المشروعة”.‏

‏ ‏

وشدّد زادة، على أنّ “ايران جادة جداً في موضوع التجارة الخارجية ‏المشروعة ، وانّ الكل يعلم انّ هذه التجارة هي من بديهيات القانون ‏الدولي ، وبالتالي فأننا من هذا المنطلق بعنا صفقة الوقود الى لبنان ‏وسنكرّر ذلك متى ما طلبته أي دولة”. واشار خطيب زادة الى انّ ‏‏”الشعب اللبناني شعب ثري وليس بحاجة الى المعونة، وما يحتاجه ‏فقط هو أن تكف بعض الدول عن تسييس القضايا وتترك اللبنانيين ‏يؤمّنون احتياجاتهم بأنفسهم”.‏

‏ ‏

التمديد لليونيفيل

‏ ‏

دولياً، مدّد مجلس الأمن الدولي ولاية “اليونيفيل” سنة أخرى.‏

‏ ‏

ويعيد القرار الجديد التأكيد على ولاية “اليونيفيل” كما هو منصوص ‏عليها في القرار 1701، الّا انّ مجلس الأمن طلب من “اليونيفيل” في ‏القرار اتخاذ تدابير مؤقتة خصوصاً لدعم القوات المسلحة اللبنانية ‏بمواد غير فتاكة مثل الغذاء والوقود والأدوية والدعم اللوجستي مدة ‏‏6 اشهر في حدود الموارد المتاحة.‏

‏ ‏

كما حث المجلس بقوة على مزيد من الدعم الدولي وزيادته للقوات ‏المسلحة اللبنانية، مع التأكيد على ضرورة انتشار القوات المسلحة ‏اللبنانية بشكل فعّال ودائم في جنوب لبنان.‏

الجمهورية

Leave A Reply