ميقاتي يؤجّل لقاء عون من دون معرفة السبب!

بعد يومين بالتمام ينقضي الشهر الاول على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة في ظل استمرار المماحكات والنكد السياسي الذي حكم التكليفين الاولين واضعا البلاد تحت رحمة الوقت المهدور عن سابق اصرار وتصميم منذ عام ونيف، الّا إذا حصلت معجزة ما أخرجت الملف من عنق الزجاجة، وفرضت على المؤلفين، ‏مقاربة واقعية، تُحاكي حاجة البلاد الملحّة الى حكومة، لوقف النزف المتمادي، وليس ادلّ اليه من واقع الطرق التي تتحول يومياّ الى مرآب سيارات شاهد على عجز الدولة وفساد الطغمة الحاكمة.

وفي انتظار انفراجة ملموسة لبدء الشركات المستوردة تسليم المحروقات الى المحطات، على ارض الواقع، اذ بقيت الزحمة على الطرق امس على حالها والطوابير ايضا، بدا ان الانفراج الحكومي، بدوره، ليس في متناول اليد بعد. بعدما تم تأجيل زيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى بعبدا التي كانت مقررة امس إلى موعد يحدد لاحقاً. وكانت المعطيات تشير الى أن ميقاتي سيحمل تشكيلة وزارية قد تتوصل الى اتفاق نهائي بين الطرفين.

طولة بال

معيشيا، لا نتائج عملية بعد للحل الذي تم التوصل اليه في بعبدا السبت لمسألة رفع الدعم عن المحروقات. صباح امس، صدر جدول تركيب أسعار المحروقات وفق آلية دعم 8000 ليرة. وأصبحت الأسعار على الشكل التالي: البنزين 98 أوكتان: 132400 ل.ل. البنزين 95 أوكتان: 128200 ل.ل. الديزل أويل: 98800 ل.ل. الغاز: 90600 ليرة. واعلن ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا ان “هناك متابعة ستحصل للاجتماع الأمني الذي عُقد في السراي امس لمواكبة ضبط السوق والقرارات ستُتّخذ لاحقاً”. واضاف “هناك بواخر عدّة تعمل على إفراغ حمولتها وندعو المواطنين إلى “طولة البال” لأنّ الصهاريج والشركات لن تتمكّن من إراحة السوق في يوم واحد وأتوقّع أن تخفّ الطوابير أمام المحطّات”. وتابع ” أزمة المازوت لن تُحلّ إلا بعد أن يخفّ الضغط على المولّدات وهذا يتحقّق بزيادة التغذية الكهربائيّة”. وافادت معلومات ان حوالى 30 في المئة من المحطات ترفض أن تستلّم البنزين بسبب الإشكالات الأمنيّة التي تحصل رغم محاولات الجيش السيطرة على الأمور وتنظيمها. وتابعت” مخزون المازوت لا يكفي حتى لنهاية شهر آب وسندخل شهر أيلول من دون هذه المادة”.

آلية التوزيع

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب رأس اجتماعاً في السراي الحكومية، خصص لدرس آلية توزيع المحروقات ومتابعتهاوشارك في الاجتماع، وزراء وامنيون وعسكريون وممثلون عن شركات استيراد النفط والافران والقطاع الصناعي(…) وخلص إلى القرارات التالية: ـ تفعيل غرفة العمليات المشتركة واعتماد السراي الحكومي مقرا لها، على أن تضم ممثلين عن كافة الأجهزة الأمنية والوزارات المعنية. ـ التشديد على التعاون مع القضاء، واتخاذ التدابير المشددة بحق كل من يشارك في تخزين واحتكار وتهريب المحروقات والتلاعب بأسعارها ونوعيتها. ـ اعتماد آلية تضمن مراقبةالمحروقات منذ لحظة وصولها إلى لبنان وحتى تسليمها إلى المواطنين والقطاعات المعنية بها.

احتكار الدواء

في الاثناء، قفز احتكار الدواء الى الواجهة ايضا. فقد غرّد وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن عبر “تويتر”: “الى المستودعات العامة التي تهرّب الآن الأدوية الى أماكن معلومة لدى الأجهزة؛ أنصحكم بصرف الدواء للصيدليات فنظام التتبع الإلكتروني يعمل جيداً وبدقة متناهية؛ ستكونون مجبورين على إبراز فواتير الصرف وفق الأصول وستعرضون أنفسكم لما لقاه المرتكبون ليل اول أمس.و استكمل وزير الصحة حملة الدهم التي باشرها اول أمس، وكشف على مستودع للأدوية في تول النبطية، حيث عثر على كميات كبيرة من الأدوية المخزنة من بينها أصناف عديدة ارتفع سعرها بعد تقليص الدعم، رغم أن المستودع اشتراها في وقت سابق على أساس سعر الدولار المدعوم بألف وخمسمئة ليرة لبنانية، بالإضافة إلى كميات أخرى من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة.

الوضع الصحي

صحيا ايضا، أكد نقيب الأطباء شرف أبو شرف أن “الوضع متأزم وهناك أزمة صحية كبيرة تعرض حياة المواطنين للخطر”، معلناً أن “أقساماً في المستشفيات أقفلت، بسبب نقص المازوت”. وأشار في حديث إذاعي الى أن “هبة أدوية السرطان التي تسلمها لبنان لاتزال دون الكمية التي نحتاجها لتغطية كل حاجات مرضى السرطان”. وعن مداهمة مخازن الأدوية، أسف أبو شرف “لعدم توقيف الفاعل”، داعياً الى “ملاحقته قضائياً وتوقيفه”. وإذ لفت الى “أهمية ما طلبته المديرية العامة للنفط أمس من محطات المحروقات بشأن إعطاء أولوية للطواقم الطبية لتعبئة سياراتهم”، تمنّى على الجهات الأمنية المولجة مراقبة عملية البيع في المحطّات “تطبيق القرار وإلا لن يتمكن الأطباء من التحرك والوصول الى المستشفيات”.

تقنين مائي

في اليوميات ايضا، أعلنت مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان المشتركين أنها مضطرة لتنفيذ برنامج تقنين قاس في غالبية المناطق الواقعة في نطاق صلاحيتها بسبب عدم تسلم المازوت من المنشآت وشركات النفط لتأمين تشغيل المضخات والمولدات وذلك منذ الأسبوع الماضي في وقت أن المؤسسة تحتاج إلى تجديد المخزون في شكل يومي. بناء عليه، اعتذرت المؤسسة من المشتركين في مناطق الشوف وعاليه وسواحل جبيل وكسروان والمتن، وأكدت أنها تواصل الإتصالات على أكثر من مستوى لحلحلة المسألة في أقرب وقت ممكن.

الشرق

Leave A Reply