عون وميقاتي: لا تفاهم.. الجيش يلاحق ‏متورطي خلدة.. ومناورة اسرائيلية ‏جنوباً

هل من يرحم اللبنانيّين ويخبرهم عمّا يحصل في بلدهم؟ وهل من ‏عاقل في هذا البلد يصارح اللبنانيين بالحقيقة ولو لمرّة واحدة، حتى ‏ولو كانت مرّة؟ وهل ثمة من يجيب لماذا يُعذّب الشعب اللبناني ‏ويُقهَر؟ ولماذا تُهدّ أركان البلد ركناً بعد آخر في ورشة تدمير تبدو ‏ممنهجة؟ وهل كُتبَت نهاية لبنان؟ هذه عيّنة من أسئلة كثيرة تُؤرق ‏اللبنانيّين وتقضّ مضاجعهم، يأتونها وهم مقيّدون رغماً عنهم فوق ‏فالق زلزالي يوزّع كوارثه على كلّ مفاصل لبنان، ولم تُبقِ منه شيئاً. ‏كأنّها تعويذة ألقتها ساحرة شريرة على هذا البلد؛ كلّ أبواب الحلول ‏والمخارج مقفلة بالكامل، إلّا أبواب الجحيم وحدها مفتوحة على جروح ‏لا تندمل، لا بل تفرّخ جروحاً إضافيّة أكثر عمقاً ووجعاً، تدفع لبنان إلى ‏أن يغور أكثر فأكثر في أزمة لا قيامة منها.‏

من يملك أن يصارح اللبنانيين بالذي يحصل؟ منذ تشرين الأول 2019 ‏ولبنان يعيش فصلاً خرفيّاً مرعباً، وتتساقط أوراقه واحدة تلو الأخرى؛ ‏إنهار الإقتصاد، أفلست الدولة، طارت مؤسّساتها، سُرقت الودائع ‏والمدخرات، فَلَتَ اللصوص، وانتعشت مافيات التجار والأسعار ‏والدولار، حتى هوى لبنان إلى أسفل القعر. وبالأمس أطلّ الأمن على ‏انتكاسة خطيرة في خلدة. كلّ ذلك يتطلّب دولة، والدولة في خبر، كان ‏تقبض عليها فئة رديئة من المتسلّطين بذهنيات منتشية بالنار التي ‏تحرق لبنان دولة وشعباً ومؤسسات.‏

‏ ‏

كلّ تلك الكوارث يفترض أنّها تشكّل جرس إنذار اخير، لعلّه يوقظ ‏النّائمين في سبات الحصص والأحجام والحقائب الوزارية، إن كان من ‏بينهم من يحترم نفسه وشعبه ووطنه، ولكن بكل أسف، الهيكل ينهار، ‏فيما هم ماضون في إعماء عيونهم عمّا حلّ بالبلد، وتقديم أنفسهم ‏مجموعة “محاصصجيّة”، أوّلهم وآخرهم مصالحهم وحساباتهم ‏وحزبياتهم على حساب شعب صار منهم براء، ووطن يرفضهم. أفلم ‏يشبع هؤلاء بعد من إطعام الناس مُرّ نرجسيّاتهم، وألم يحن الوقت ‏لكي يبللوا وجوههم الصفراء الناشفة، بماء الحياء والخجل، فيفرجون ‏عن الحكومة لعلّها تتمكن من الإمساك بزمام الأمور وتتّخذ ما يتوجب ‏عليها من خطوات وقرارات تحصّن البلد؟

‏ ‏

بين فكّي كماشة

المشهد الداخلي صار عالقاً بين فكّي كماشة، فكّ يضغط بأزمة خانقة ‏لا حصر لويلاتها، توازيها أزمة تأليف يبدو حتى الآن أن لا أفق لها، وفك ‏بدأ يضغط بالأمن ينذر بفتح باب الجحيم، وما حصل في خلدة في ‏السّاعات الماضية إنذارٌ لفلتان امني، تداعياته تبدو مفتوحة، ويُخشى ‏أن يتمدّد إلى مناطق أخرى، فيأخذ البلد إلى المجهول بفعل فوضى ‏السلاح المتفلّت وفلتان الزعران.‏

‏ ‏

مداهمات

في الأمن، أمضت منطقة خلدة يوماً هادئاً بعد حادث الأحد، وتسببه ‏بسقوط قتلى وجرحى وإشاعة جو من التوتر الشديد، فيما نفّذت ‏وحدات الجيش اللبناني مداهمات واسعة بحثاً عن المتسببين بالحادث ‏والمتورطين في اطلاق النار على جنازة علي شبلي الذي اغتيل ‏السبت الماضي.‏

‏ ‏

وأعلنت قيادة الجيش، أنّ “دورية من مديرية المخابرات دهمت منازل ‏عدد من المطلوبين في منطقة خلدة، وأوقفت المدعو (أ. ش) وهو ‏أحد المتورطين في إطلاق النار الذي حصل بتاريخ 1 /8 /2021 باتجاه ‏موكب تشييع المواطن علي شبلي، وأدّى إلى سقوط عدد من ‏الضحايا والجرحى. بوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء ‏المختص وتجري المتابعة لتوقيف باقي المتورطين”.‏

‏ ‏

وفي الوقت نفسه، اشارت مصادر امنية إلى توقيف عدد آخر من ‏المطلوبين، بينهم سوريون، عُرف منهم ياسر محمد خليل، فيما جرت ‏ملاحقة المدعو عمر غصن الذي تردّد أنّه لجأ إلى أحد المساجد. وقد ‏أفيد عن توقيفه ونجله في فترة بعد ظهر. كما تجري ملاحقة كافة ‏المتوارين المحدّدة أسماؤهم وأدوارهم بالتفاصيل. وجزمت المصادر ‏الأمنية أن لا هوادة في التعاطي على طول خط الساحل مع ‏العصابات والمخلّين بالأمن.‏

‏ ‏

وقال مصدر أمني مسؤول لـ”الجمهورية”: “ما حصل في خلدة امر ‏خطير جداً، والجيش اللبناني يسعى إلى احتواء تداعياته عبر ‏الاقتصاص من المتورطين، حيث لا هوادة مع هؤلاء على الإطلاق، كما ‏لا تهاون مع كل من تسوّل له نفسه العبث بالأمن وجرّ البلد إلى أتون ‏الفتنة”.‏

‏ ‏

قائد الجيش

إلى ذلك، أكّد قائد الجيش العماد جوزف عون خلال رعايته حفل تدشين ‏‏”ساحة الجيش اللبناني” عند المدخل الشرقي لمدينة حاصبيا، “انّ ‏المؤسسة العسكرية ماضية في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره ‏مهما غلت التضحيات، ومستمرة في حماية شعبها وتحصين السلم ‏الأهلي، ولا نأبه ببعض الأصوات الشاذة التي تحاول حرف الجيش عن ‏مساره، ولا بانتقادات او اشاعات، بتنا نعرف خلفياتها”.‏

‏ ‏

وقال إنّ “الجيش يعاهد كل أبناء الوطن بأن يبقى الأمن والاستقرار ‏أولوية لديه، فهما الأساس في بنيان الوطن وكيانه واستمراره”. ‏وأضاف: “أوجّه التحية الى كل الشعب اللبناني، الذي يثبت يوماً بعد ‏يوم محبته للجيش وثقته به. هذه الثقة هي مصدر قوتنا. ثقتكم أنتم، ‏كما ثقة المجتمع الدولي الذي يؤمن بأنّ الجيش هو العمود الفقري ‏للبنان وهو ركيزة بنيان الوطن”.‏

‏ ‏

ولفت إلى أنّه وسط ما نعيشه اليوم من ظروف استثنائية، يبقى ‏الأمل بغد أفضل هو الحافز لنا للمضي بواجباتنا الوطنية. فوطننا ‏يستحق منا كل تضحية، وشعبنا أيضاً. لا تدعوا اليأس، مما يحصل، يجد ‏له مكانة في وجدانكم الوطني، فلبنان الذي عانى من أزمات كثيرة ‏وعديدة، خرج منها منتصراً. وأيضاً، سوف نخرج سوياً من أزمتنا هذه. ‏ثقوا بوطنكم. ثقوا بجيشكم”.‏

‏ ‏

غيوم رمادية

في السياسة، وكما كان متوقعاً، عُقد اللقاء الرابع بين رئيس ‏الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي، وسط ‏أجواء رمادية غير مشجعة على التفاؤل في إمكان العبور قريباً إلى ‏تشكيل حكومة.‏

‏ ‏

واللافت للانتباه، أنّ هذا اللقاء بين عون وميقاتي الذي جاء بعد ‏استراحة أربعة أيام، لم يتجاوز النصف ساعة، وانفّض على موعد جديد ‏بينهما يوم الخميس المقبل، وبدا بعده الرئيس المكلّف غير متفائل. ‏وبحسب معلومات “الجمهوريّة”، فإنّ عون وميقاتي شرعا في بحث ‏بعض التفاصيل المرتبطة بتوزيع الحقائب على الطوائف، بدءًا ‏بالحقائب السيادية، الّا انّ العقدة تمثلت في اصرار رئيس الجمهورية ‏على وزارة الداخلية، وهو أمر لا يحبذه ميقاتي الذي يرغب بعدم ‏شمولها المداورة.‏

‏ ‏

ميقاتي

وفي تصريح له بعد اللقاء، تمنّى ميقاتي “أن يكون قد تمّ وضع حدّ ‏لأحداث خلدة، والحلّ كان بفضل الجيش والقوى الأمنية. والجيش هو ‏من قدّم هدية للبنانيين في يوم عيده في وأد الفتنة”.‏

‏ ‏

وعن وتيرة تشكيل الحكومة، قال: “كنت أتمنى أن تكون الوتيرة أسرع ‏في تشكيل الحكومة. وكنت أتمنى أن تُشكّل قبل 4 آب، والرئيس عون ‏لديه ارتباطات يوم غد، ولهذا السبب سنجتمع يوم الخميس المقبل”.‏

‏ ‏

وأكّد ميقاتي أنّ “المواطن “زهق” من كلام المحاصصات”، موضحاً أنّ ‏‏”البلد بحاجة إلى إنقاذ، وعلينا أن نتعالى كلنا، ومنعاً لفتح “وكر ‏دبابير” أنا أنطلق من نفس المذاهب والطوائف التي كانت في ‏الحكومة السابقة، ومنعاً لتشكيل أي إحباط إضافي للبنانيين”.‏

‏ ‏

وقال رداً على سؤال حول المهلة التي يعطيها لنفسه للتشكيل: ‏‏”المهلة غير مفتوحة ويفهم يلي بدو يفهم”.‏

‏ ‏

مواكبة فرنسيّة

وبحسب مصادر موثوقة لـ”الجمهوريّة”، فإنّ الرئيس المكلّف ليس في ‏وارد أن يستنزف نفسه في مراوحات ومماطلات تفرمل اندفاعته إلى ‏تأليف سريع للحكومة، وبالتالي فإنّه يدرج مهمّته تحت سقف زمني ‏من 10 أيام إلى اسبوعين على أبعد تقدير، وهذه المهلة قد بدأت ‏تتآكل.‏

‏ ‏

وقال مقرّبون من ميقاتي لـ”الجمهورية”، انّ لبنان يعيش وضعاً دقيقاً ‏وحساساً جداً، الأمر الذي يتطلب الوصول إلى حكومة في أسرع ما ‏يمكن، وآن للجميع ان يدركوا أنّ الوضع لا يحتمل أي مماطلة او ‏تضييع للوقت على حساب البلد”.‏

‏ ‏

وعلمت “الجمهوريّة” من مصادر موثوقة، أنّ اللقاءات الاربعة التي ‏حصلت بين عون وميقاتي لم تشهد أيّ تقدم يُذكر، بل العكس، فهي ‏تراوح مكانها في ذات العِقد السابقة، وهذا أمر لا يطمئن”.‏

‏ ‏

وكشفت المصادر عن مواكبة فرنسيّة لحركة التأليف، عبر اتصالات ‏جرت على أكثر من خط سياسي، من دون أن تستبعد المصادر شمول ‏هذه الاتصالات الرئيس المكلّف.‏

‏ ‏

واشارت المصادر، إلى انّ الجانب الفرنسي أبدى امتعاضاً شديداً من ‏التعقيدات التي يجري افتعالها، وهذا إن دلّ على شيء فعلى التشبث ‏بمسار التعطيل. مشدّداً في الوقت نفسه على ان يتحلّى القادة ‏السياسيون بالمسؤولية التي يقدّمون من خلالها مصلحة لبنان على ‏كل المصالح السياسية والحسابات الحزبية الضيّقة.‏

‏ ‏

العودة الى المبادرة

وفي وقت لاحق، قالت مصادر مطلعة مقرّبة من بعبدا لـ ‏‏”الجمهورية”، انّ التزام المبادرة الفرنسية من قِبل الاطراف السياسيين ‏قد يشكّل مخرجاً للمأزق الذي وصلت اليه اللقاءات التي عُقدت حتى ‏اليوم بين عون وميقاتي، وهو يفترض بالتالي احترام بنودها وفي ‏مقدّمها مبدأ المداورة في توزيع الحقائب، الذي يشكّل حلاً طبيعياً ‏للإشكالية القائمة حول تأخير ولادة الحكومة نتيجة التمسّك بحقائب ‏معينة وعدم اعتماد المداورة فيها.‏

‏ ‏

وأضافت: “انّ تمسك بعض الاطراف بحقائب وزارية محدّدة من دون ‏اخرى، يتناقض مع هذه المبادرة التي اتفق عليها جميع الاطراف بعد ‏طرحها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 2 ايلول الماضي، ‏والتي تدعو في احد ابرز نقاطها الى اعتماد المداورة الشاملة في ‏توزيع الحقائب الوزارية. ولذلك، فإنّ تجاهل مسألة المداورة خلق ‏اشكاليات في مسار تشكيل الحكومة ما يسبب في تأخير ولادتها”.‏

‏ ‏

3 اسابيع

وكما بات معروفاً، فقد كشفت مصادر اطلعت على مضمون اللقاء لـ ‏‏”الجمهورية”، انّ الرئيس ميقاتي لم يُفاجأ بتصلّب الرئيس عون ‏واصراره على موقفه من حقيبتي الداخلية والعدلية، بعد اعادة النظر ‏ببعض الحقائب العادية، والتي لم يكن من الصعب التفاهم بشأنها.‏

‏ ‏

ولفتت المصادر عبر “الجمهورية”، الى انّ ميقاتي سلّم التوزيعة ‏الاخيرة للحقائب بتشكيلة من 24 وزيراً، وانّه لا يحبذ المسّ بتوزيعة ‏الحقائب السيادية، طالما انّ تفاهماً قائماً على ابقاء المالية لدى ‏الطائفة الشيعية.‏

‏ ‏

وانتهت المصادر لتقول، انّه وفي اعقاب تمسّك عون بملاحظاته التي ‏نسفت تشكيلة ميقاتي، ردّ ميقاتي بالمثل وأبلغ الرئيس عون انّه امهل ‏نفسه مدة ثلاثة اسابيع يبدأ احتسابها من اليوم، وهو لا يحتمل ان ‏تطول المهمّة اكثر من ذلك.‏

‏ ‏

تحضيرات 4 آب

من جهة ثانية، تتواصل التحضيرات لإحياء الذكرى السنوية الأولى ‏للتفجير الكارثي في مرفأ بيروت، يوم غد، فيما أبلغ مصدر قضائي ‏مطّلع وكالة “فرانس برس” أنّ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار ‏أنهى أكثر من 75 في المئة من التحقيق السرّي بامتياز، وباتت صورة ‏ما حصل شبه جاهزة أمامه، مشيراً إلى أنه يأمل الكشف عن نتائج ‏تحقيقه قبل نهاية العام الحالي.‏

‏ ‏

العفو الدولية

واللافت في هذا السياق ما صدر عن منظمة العفو الدولية، حيث ‏أكدت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ‏في منظمة العفو الدولية لين معلوف أنّ “الحكومة اللبنانية تقاعست ‏على نحوٍ مأسوي عن حماية أرواح شعبها، تماماً مثلما قصّرت لمدة ‏طويلة للغاية في حماية الحقوق الاجتماعية – الاقتصادية الأساسية”.‏

‏ ‏

وكانت منظمة العفو الدولية قد اتهمت السلطات اللبنانية بأنها تعرقل ‏‏”بوقاحة” مجرى التحقيق في انفجار مرفأ بيروت للتوصّل إلى الحقيقة ‏وتحقيق العدالة للضحايا. واعتبرت، في بيان، أنّ السلطات اللبنانية ‏أمضَت السنة المنصرمة وهي تعرقل بوقاحة بحث الضحايا عن ‏الحقيقة والعدالة في أعقاب الانفجار الكارثي الذي وقع في مرفأ ‏بيروت.‏

‏ ‏

ورأت انّ الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية بلا كلل ولا ملل طوال ‏العام لحماية المسؤولين من الخضوع للتحقيق، عرقلت على نحو ‏متكرر سَير التحقيق.‏

‏ ‏

عوائل الشهداء

الى ذلك، عقدت لجنة عوائل شهداء تفجير مرفأ بيروت مؤتمراً صحافياً ‏قبل ظهر أمس في “مطبخ مريم” – الكرنتينا، بمشاركة فوج الاطفاء، ‏تمّ خلاله الاعلان عن برنامج التحركات إحياء للذكرى السنوية الاولى ‏لانفجار 4 آب.‏

‏ ‏

وقال ابراهيم حطيط شقيق الضحية ثروت حطيط: “إننا لا نعبأ ‏بخزعبلاتكم القانونية، نحن اصحاب دم هُدر ظلماً وعدواناً، وقد صبرنا ‏حتى نفد صبرنا و”نقطة عالسطر”. اذا كنتم تريدون مصلحة البلد ‏وعدم فلتانه، لديكم مهلة 30 ساعة “شوفوا شو بَدكن تِعملو بموضوع ‏الحصانات والاذونات”. لقد انتهينا من التحركات السلمية الروتينية، ‏وتوجّهنا منذ الآن لتحركات “كسر عظم”. فكّروا جيداً بالنسبة ليوم 4 آب ‏ورسالتنا للجميع”.‏

‏ ‏

واكد انّ “قضيتنا ليست للتسييس ولا للتمييع حتى لا تضيع، ومن ‏يريد ان يتضامن معنا بقضيتنا الانسانية والوطنية فليقف وراءنا ونحن ‏ممتنون له، وغير مسموح ان يستغل أحد قضيتنا ووجعنا لينفّذ ‏أجنداته السياسية”.‏

‏ ‏

‏”أمل”‏

إلى ذلك، أكدت حركة “أمل” على “رهان اللبنانيين الصائب في اعتبار ‏الجيش صخرة طمأنينتهم ودرعهم الحامي”، مشددة على “عدم ترك ‏الجيش يعاني الأزمات التي يواجهها على الصعد كلها”.‏

‏ ‏

وإذ اشارت الحركة، في بيان لمكتبها السياسي، إلى “القطوع الأمني ‏الكبير والخطير الذي هزّ الاستقرار بالأمس في منطقة خلدة، وذلك ‏في كمين استهدف آمنين أثناء تشييعهم للمغدور علي شبلي”، أكدت ‏‏”أنّ هذا الارباك الأمني المَشبوه في لحظة وطنية حساسة يصبّ في ‏خدمة مشاريع تستهدف أمن البلد وتُسهم في توتير الأجواء بما يهدد ‏الإستقرار. وطالبت بوضع طريق الجنوب بعهدة الجيش والقوى ‏الأمنية والإسراع في القبض على المرتكبين وإحالتهم أمام القضاء ‏المختص”.‏

‏ ‏

وأعلنت انها في ذكرى التفجير الكارثي المشؤوم الذي أصاب الوطن ‏بكل أطيافه في انفجار مرفأ بيروت تنحني أمام أرواح الشهداء الأبرار ‏وآلام الجرحى ويتقدم مجدداً بالتعزية لعوائلهم جميعاً، وأكدت على ‏ضرورة استكمال التحقيقات الجدية وفق الأصول الدستورية والقانونية ‏للكشف على الملابسات والحقائق، وتحديد المسؤولين تمهيداً لإصدار ‏العقوبات اللازمة بحقهم، وفي هذا المجال يجدّد موقفه الداعم لإقرار ‏قانون رفع الحصانات والإمتيازات، وعلى كل المستويات للمساعدة ‏على كشف الحقيقة”.‏

‏ ‏

باسيل

من جهته، دعا رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل رئيس ‏المجلس النيابي نبيه بري الى عقد جلسة لرفع الحصانات يوم 4 آب ‏المقبل.‏

‏ ‏

وقال في مؤتمر صحافي عَقده في ميرنا الشالوحي أمس: “إنفجار ‏المرفأ هو عمل امني ولا يقتصر على إهمال وظيفي، وهو يختصر ‏الاهمال والفساد والتفلّت الأمني في البلد”.‏

‏ ‏

وأضاف: “علينا كنواب إعطاء كامل الصلاحية للقضاء، وعليه اثبات ‏صحة عمله وعدم الاستنسابية”، موضحاً أنه على “المحقق العدلي ان ‏يثبت عدالته وشفافيته، وندعوه الى اصدار التقرير اللازم لشركات ‏التأمين والى تطمين الجميع انه لن يوقِف احد قبل الاستماع إليه”. ‏واعتبر انّ رئيس الجمهورية أعطى مثالاً وكان القدوة في إبداء ‏استعداده للادلاء بإفادته امام المحقق العدلي.‏

‏ ‏

ورأى باسيل “انّ الشعب اللبناني بكل فئاته وطوائفه واعٍ، ونظرية ‏الفتنة تستعمل لتمرير صفقات سياسية”، مشيراً إلى انّ “عمليات ‏التهريب الى خارج البلاد محميّة، فيما عمليات النقل داخل لبنان غير ‏محمية وخصوصاً في عكار”.‏

‏ ‏

جعجع

بدوره، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: “جرح بيروت لم ‏ينل من جسدها وروحها فحسب، بل شَكّل وما زال جرحاً نازفاً في ضمير ‏لبنان والإنسانيّة جمعاء”.‏

‏ ‏

اضاف: “من دون المرفأ لا بيروت، وفي لحظة غادرة دوّى انفجار شبه ‏نووي وأبعد بكثير من الخسائر في الأرواح والممتلكات والمقدّرات، ‏شَكّل صدمة وجوديّة حفرت عميقاً في نفوسنا جميعاً”.‏

‏ ‏

وقال: “اخوتنا أهالي الضّحايا ويا أهلنا في بيروت، كما كنّا دائماً معكم ‏على الوعد والموعد دفاعاً عن حقّكم في الحياة والحريّة والكرامة ‏والعدالة، نحن معكم دفاعاً عن حقّكم في معرفة الحقيقة وتطبيق ‏العدالة، ولن نستكين حتى رفع الحصانات، كلّ الحصانات، وإسقاط ‏الحرمات، كلّ الحرمات، فشهادتكم دينٌ في أعناقنا”.‏

‏ ‏

ودعا جعجع إلى “انتخابات نيابيّة بأسرع وقت ممكن حتّى ولو قبل يومٍ ‏واحدٍ من موعدها المحدّد، لأن كلّ يوم إضافيّ يرتّب علينا مزيداً من ‏الآلام والجوع والعوز والخسائر والويلات”.‏

‏ ‏

مؤتمر باريس

الى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أمس انّ المؤتمر الدولي الذي ‏تنظّمه فرنسا والأمم المتحدة غداً دعماً للبنان، تزامناً مع الذكرى ‏السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، يهدف إلى جمع 350 مليون دولار ‏للاستجابة لحاجات السكان.‏

‏ ‏

وقالت الرئاسة: “مع تدهور الوضع، تقدّر الأمم المتحدة بأكثر من 350 ‏مليون دولار الحاجات الجديدة التي يتيعن الاستجابة لها”، فيما يغرق ‏لبنان في انهيار اقتصادي غير مسبوق، صنّفه البنك الدولي من بين ‏الأسوأ في العالم منذ العام 1850.‏

‏ ‏

مناورة إسرائيلية

في هذا الوقت، بدأ الجيش الإسرائيلي تمريناً عسكرياً أمس على طول ‏الحدود مع لبنان.‏

‏ ‏

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، عبر “تويتر”، انّ التمرين ‏يندرج ضمن التدريبات المخَطط لها على الخطة السنوية 2021.‏

‏ ‏

وأوضح أنّ “التدريب، الذي يُعرف باسم “أشعة الشمس”، هدفه ‏فحص جاهزية قوات جيش الدفاع ومدى استعدادها لأيام قتالية ‏محتملة على الحدود مع لبنان”.‏

‏ ‏

وأشار إلى أنّ “التمرين يأخذ بالاعتبار كل العِبَر من العمليات ‏العسكرية السابقة، مع التشديد على استنتاجات حملة حارس الأسوار ‏كجزء من التحقيق وتبادل المعلومات مع فرقة غزة”، مؤكداً أنّ “جيش ‏الدفاع مستمر في تطوير قدراته وتحسين مؤهلاته وجهوزيته على ‏الحدود مع لبنان، مع تعزيز مهمات آيلة للدفاع عن سكان الشمال”.‏

‏ ‏

وفي السياق، أفادت قناة “كان” العبرية أنّ أعمال إقامة عائق على ‏الحدود الشمالية وتحصين مَبان سكنية وعامّة على بعد كيلومتر من ‏الحدود ستبدأ هذا الأسبوع، وذلك بعدما أُقرّت ميزانية الدفاع. ومن ‏المتوقع أن تبلغ التكلفة الإجمالية لخطة التحصين ثمانمئة وخمسين ‏مليون شيكل. وسيُزوَّد العائق الحدودي بوسائل تكنولوجية وكاميرات ‏ومجسّات، على غرار العائق المحاذي لقطاع غزة.‏

الجمهورية

Leave A Reply