الحريري “يدرس خياراته”… وباسيل يستعجل “الاعتذار‎”‎

هل بعد مكاشفة الأمين العام لـ”حزب الله” اللبنانيين بـ”الحقيقة المرّة” ما يُقال؟ هل بعد “الخبر ‏غير السار” الذي زفّه إليهم خير يُرتجى من هذه السلطة؟ قالها على مدى صوته: “لا بعشرة ولا ‏بعشرين ولا بثلاثين سنة ستُحل الأزمة”، وصارح اللبنانيين بأنّ “معاناتهم ستزداد” وما بأيديهم ‏حيلة أكثر من محاولة “تخفيف أعراض” المرض طالما أنّ “معالجته مستعصية‎”.

بعبارة أخرى، “بشّر” السيد حسن نصرالله المواطنين بخراب عظيم مقبل عليهم، كاشفاً النقاب ‏عن “يلّي بدو يصير”: “الدعم سيتوقف واقعياً والغلاء سيزيد والمعاناة ستتجدد”… وعلى طريقة ‏الهروب إلى الأمام، فاقم منسوب اليأس عند اللبنانيين بعدما وأد آمالهم بفرج قريب، وأوصد ‏الباب أمام كل الحلول الجذرية المتاحة لأزماتهم الراهنة والداهمة، فأكد أنّ فكرة إجراء ‏انتخابات نيابية مبكّرة تعيد إنتاج السلطة “مرفوضة”، ومهلة تشكيل حكومة إنقاذية “مفتوحة”، ‏وفي الوقت نفسه حاول امتصاص نقمة الناس عبر اقتباس شعارهم الأزلي “وينيّه الدولة” ‏ليوبّخ تحت هذا الشعار السلطة الحاكمة على “أدائها الضعيف” في كل الملفات… متعامياً عن ‏حقيقة أنّ الدولة القائمة “دولته”، والأكثرية الحاكمة “أكثريته”، والسلطة الفاشلة بكافة تفرّعاتها ‏الرئاسية والتنفيذية والتشريعية “سلطته‎”!

وإذا كان غلّف موقفه الرافض لتبكير موعد الانتخابات النيابية بطابع تسخيفي للفكرة باعتبارها ‏‏”لن تغيّر شيئاً في الواقع السياسي”، يبقى أنه في جوهر نهيه عن التفكير بالموضوع “رسالة ‏مباشرة” إلى الحلفاء قبل الخصوم، لا سيما رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، ‏بوجوب الإقلاع عن “ابتزاز” الثنائي الشيعي بمسألة التلويح بالاستقالة النيابية والدعوة إلى ‏انتخابات مبكّرة، مقابل إبقاء نصرالله حبل التعطيل الحكومي على غاربه في يد باسيل، وعدم ‏حصره بسقف زمني محدد، ناصحاً المعنيين بعدم ضرب مواعيد وتواريخ لولادة الحكومة‎.

وعلى هذا الأساس، بدا رئيس “التيار الوطني” في بيان تكتله الأسبوعي أمس غير مستعجل ‏تشكيل الحكومة بقدر ما بدا “مستعجلاً” اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري، بحيث شدد في ‏البيان على وجوب “أن يحسم الحريري قراره بالتأليف أو عدمه وعلى أن يتحمّل جميع ‏المعنيين مسؤولياتهم” لأنه “يستحيل أن تطول حال الانتظار” أكثر‎.

أما على الضفة المقابلة، فلفتت مصادر “بيت الوسط” إلى أنّ مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه ‏بري الحكومية لا تزال عالقة عند “انتظار بري جواب باسيل، وتحديد موقفه إزاء منح ‏الحكومة الثقة من عدمها ليُبنى على الشيء مقتضاه لناحية تحديد حصة رئيس الجمهورية ‏وتياره فيها”، موضحة أنه “في حال جاء الجواب إيجاباً عندها يمكن مناقشة صيغ حل عقدة ‏الوزيرين المسيحيين المختلف على تسميتهما بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، أما إذا ‏تمسّك باسيل بعدم منح الثقة فعندها لا لزوم لمتابعة البحث بحل هذه العقدة، إذ لا يجوز لمن ‏يريد أن يسمي في الحكومة ثمانية وزراء مسيحيين وأكثر ألا يمنحها الثقة، وأن يبقى في ‏صفوف المعارضة ليكون بذلك قد امتلك القدرة على تعطيل عمل الحكومة من داخلها ‏وخارجها‎”.

وبانتظار جواب باسيل، اختصرت المصادر الموقف بالقول: “في حال أفشل باسيل مبادرة ‏الرئيس بري فسيكون للرئيس الحريري خيارات أخرى تتعلق باستمراره كرئيس مكلف ‏تشكيل الحكومة، ومن بينها الاعتذار‎”.‎

نداء الوطن

Leave A Reply